بذكرى الاستقلال ؛ الفصائل الفلسطينية ماضية بغرز خنجر انقسامها في خاصرة القضية ومصير الشعب بقلم : د. سائدة البنا
في ذكرى إعلان استقلال الدولة الفلسطينية وفي الوقت الذي تواجه فيه فلسطين وغزة بشكل خاص تحديات خطيرة من مخططات العدو الإسرائيلي لإبادة الشعب في غزة وتهجيره وتجريف أراضيه وهدم المباني وتمزيق المجتمع الفلسطيني بشكل ممنهج في الضفة الغربية وقطاع غزة ، فإنه من الضروري بل ومن المفروض فرضا أخلاقيا وإنسانيا ووطنيا أن تتّحد الفصائل الفلسطينية وتعمل معًا من أجل تحقيق أهداف مشتركة وبأسرع وقت وبلا أي تأجيل.
ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الحوار والمصالحة والالتزام الراسخ بالقضية الفلسطينية .فالوحدة ضرورة ملحة لتعزيز القضية الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني ، وقد دعت العديد من الجهات الدولية والإقليمية إلى هذه الوحدة، باعتبارها شرطًا أساسيًا لتحقيق تقدم ملموس نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة. كما نؤكد على أن وحدة حركة فتح هي بلا شك خطوة أساسية نحو تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، فإن حركة فتح تتحمل المسؤولية الأكبر في كل ما يحدث من انقسام وترك الشعب يعاني دون أي سند.
إذ تركت نفسها تنقسم على مدى حوالي عقدين من الزمن دون أن تسعى لإعادة وحدتها بشكل جدي يليق بالحركة الأم للثورة الفلسطينية.
فإن الانقسامات الداخلية التي شهدتها حركة فتح في السنوات الأخيرة قد أثرت سلبًا على وحدة الفصائل الفلسطينية. وتعتبر حركة فتح أكبر فصيل سياسي في فلسطين، ولديها تاريخ طويل من النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إن وحدة حركة فتح ضرورية لعدة أسباب:
- ستمكن الحركة من تقديم جبهة موحدة ضد إسرائيل.
- ستساعد على استعادة الثقة بين الشعب الفلسطيني وقيادته.
- عندما تتحد الفصائل الفلسطينية وخاصة الرئيسية منها ، ترسل رسالة قوية عن التزامها تجاه القضية الفلسطينية وتساعد على خلق جو من الثقة والتعاون بين الكل الفلسطيني في اتجاه واحد نحو إنقاذ الشعب الفلسطيني من المحرقة النازية التي يعيشها الأطفال والنساء والشيوخ في غزة.
وحدة الفصائل الفلسطينية ستعزز موقف الفلسطينيين في المفاوضات مع إسرائيل لاستعادة الحقوق التي أقرتها القوانين الدولية ،كما أنها ستساعد على إنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وستخلق جبهة موحدة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
حقيقة لاتخفى على أحد أن هناك عدد من العقبات التي تحول دون تحقيق وحدة حركة فتح ووحدة الفصائل الفلسطينية. وهي
الاختلافات الأيديولوجية بين الفصائل.
والمنافسات الشخصية بين القادة.
والتدخل الخارجي من إسرائيل وغيرها من الجهات الفاعلة بالمنطقة.
من أجل تحقيق وحدة حركة فتح ووحدة الفصائل الفلسطينية يجب على الفصائل الفلسطينية أن تقدر الدماء التي تسيل والأرواح التي تزهق والآلام التي لا يمكن وصفها من معناة الشعب على أرض فلسطين في غزة والضفة الغربية والقدس ، أن تضع خلافاتها جانباً وأن تركز على الهدف المشترك المتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.كما يجب على الفصائل الفلسطينية أن تعمل معًا لتطوير رؤية مشتركة لمستقبل فلسطين ، ويجب على المجتمع الدولي أن يدعم جهود المصالحة الفلسطينية وأن يساعد في التوسط في اتفاق سلام عادل يتيح للشعب الفلسطيني ان يعيش آمنا في دولته المستقلة يحقق فيها طموحاته في الحياة التي يستحقها بعد صموده الأسطوري في التمسك بأرضه وفدائه لها بأغلى مايملك في الحياة من الأموال والأنفس.
إن تحقيق وحدة حركة فتح ووحدة الفصائل الفلسطينية هو أمر ضروري لمستقبل القضية الفلسطينية. ومن خلال العمل معًا، يمكن للفلسطينيين التغلب على الانقسامات التي تقسمهم وتحقيق هدفهم في إقامة دولة مستقلة وقابلة للحياة.