8:20 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

هيثم المناع من المعارضة إلى المداهنة بقلم : محمد فاروق الإمام

 هيثم المناع من المعارضة إلى المداهنة بقلم : محمد فاروق الإمام

كان هيثم المناع يحتل مساحة كبيرة في قلوب السوريين لمواقفه تجاه النظام السادي في سورية ونشاطه في الحقل الإنساني ومنظمات حقوق الإنسان وهو يعري النظام السوري ويوثّق جرائمه وقمعه الممنهج للسوريين في المنظمات الإنسانية الدولية، حتى إذا ما انطلقت الثورة السورية المباركة في منتصف آذار من العام الماضي راح يتقلص احترام السوريين للسيد هيثم المناع كردة فعل لمواقفه المتذبذبة تجاه الثورة السورية والتماهي مع النظام وحلفائه في طهران وموسكو، حيث انقلب من نصير للسوريين وطموحاتهم في إسقاط النظام الاستبدادي القمعي إلى داعية لبقائه والحوار معه، ومسانداً لمواقف حلفائه تحت حجة رفضه للتدخل الخارجي وعسكرة الثورة، في الوقت الذي تأكد للعالم أن النظام هو من عمل على التدخل الخارجي عن طريق الاستعانة بالروس والإيرانيين والصينيين والصدريين والنصريين لمواجهة شعبه، والاعتماد على الدعم المادي والعسكري والتسليحي واللوجستي والمعلوماتي والسياسي والدبلوماسي والإعلامي لكل هؤلاء، حيث تندفع عبر الحدود قوافل الشبيحة الإيرانيين والصدريين والنصريين ليرتكبوا أفظع الجرائم وأشنعها بحق الشعب السوري الأعزل نصرة لبشار الأسد سفاح سورية، وتنصب الجسور البحرية والجوية بين هذه العواصم لتتدفق عبرها أحدث الأسلحة الفتاكة والمدمرة والمحرمة دولياً على النظام السوري جهاراً نهاراً لقتل الشعب السوري وتدمير المدن والبلدات والقرى، وهذا ما يحصل منذ سنة تقريباً، والترحيب بالفيتو الروسي والصيني الذي يحول دون إصدار أي قرار من مجلس الأمن لوقف شلال الدماء في سورية، وكلما تصاعدت مطالب الشعب السوري الذبيح للعالم بالتدخل لوقف جرائم الأسد وكف يد شبيحته عن ذبح الأطفال والنساء والشيوخ والمقعدين، كنا نرى السيد هيثم المناع يرفع من عقيرة صوته رافضاً أي تدخل خارجي، وكلما تنادى المتظاهرون في الشارع السوري لتسليح الجيش الحر للدفاع عن المدنيين والمتظاهرين السلميين ارتفع صوت هيثم المناع مندداً بتلك الدعاوي بحجة استغلال العصابات المسلحة والجماعات الإسلامية المتطرفة لهذه الفوضى وتحويل سورية إلى إمارات ظلامية إرهابية متطرفة.

وقبل أيام كان السيد هيثم المناع على قناة الحوار في أحد برامجها الحوارية عن الثورة السورية، وكان من جملة المشاركين في الحلقة الشبيح السوري الشهير شريف شحادة، حيث كان هناك تناغماً بين موقف السيد هيثم المناع والشبيح شريف شحادة، حيث كان المناع يكيل التهم وأقذع الكلمات بحق رجالات المجلس الوطني حتى وصل به المطاف إلى اتهام بعضهم بالخيانة والعمالة، ولما قال له المذيع إن المجلس يؤيده 80% من الشعب السوري انتفض كالملسوع يهاجم المذيع وقناته والقنوات العربية العميلة التي تفبرك الأخبار والأحداث وتضخمها، وأن المجلس الوطني لا يمثل في أحسن الحالات 50% من الشارع السوري المنتفض، وأنه لا معارضة وطنية وشريفة إلا تحت سقف الوطن، وكل معارضة خارج الوطن هي معارضة عميلة تأتمر بأعداء الوطن وتنفذ أجندتهم، وكلام كثير مثير للاشمئزاز ابتعد كثيراً عما يقوله النظام في حق معارضيه، وهذا الكلام غير المسؤول جعل الشبيح شريف شحادة، وهو في غمرة من السعادة والتشفي، يثني على المعارض الوطني هيثم المناع بحسب قوله ويجعله ينزع قبعة رأسه احتراماً له، وأن دمشق ترحب بمثل هؤلاء المعارضين الوطنيين على أرضها، ولم نسمع من السيد هيثم المناع عبارة واحدة تقلل من مباركة شريف شحادة له والثناء عليه، وعلى العكس من ذلك فقد تمادى في تشنيعه على المعارضة السورية والجيش الحر ودعاوي التدخل الخارجي وعسكرة الثورة.

واليوم الأحد المصادف 22 نيسان كان هيثم المناع على قناة فرانس 24 الفرنسية صباحاً، سأله المذيع: لماذا أنتم في هيئة التنسيق مُتمسّكين بمبادرة عنّان بينما النّظام لم يُطبّق بند واحد؟

أجابه المنّاع قائلا: مازال الوقت مُبكّر للحكم عليها فهي لم تبدأ بعد وإنّ من يُحاول إفشالها هم السعودية وقطر إلى جانب الخروقات التي ارتكبها المسلّحين في حمص و إدلب و درعا وهو ما استفزّ قوّات النّظام!!!

ثمّ سأله المذيع: ما هو رأيك في تصريح الجيش الحرّ اليوم عندما طالب أصدقاء سوريا بتوجيه ضربات عسكرية وتسليح الجيش الحرّ؟

فأجابه المنّاع قائلاً: إنّ تصريح ما يُسمّى بالجيش الحرّ مثل مقولة رايحين على الحجّ و النّاس راجعة !!

أمام هذه المواقف المخجلة لأحد رموز هيئة التنسيق السورية أجدني أؤيد الثوار والمنتفضين والمتظاهرين السوريين في كل اليافطات التي رفعوها على مدار الشهور الماضية والتي تقول: (هيئة التنسيق لا تمثلنا.. هيئة التنسيق الوجه الآخر للنظام.. النظام السوري وهيئة التنسيق وجهان لعملة واحدة).

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …