ما الذي نقرءه فلسطينيا بفوز ترامب ؟؟؟ ، بقلم : فادي البرغوثي
لقد فاز ترامب مرة أخرى وبعد غياب ٤ سنوات وهو المرة الأولى التي تحدث في تاريخ الولايات المتحدة إذ ان العادة جرت ان ياخذ الرئيس فترتين منتاليتين ومن ثم ينتهي …. منذ أن ناسست أمريكيا لا يوجد من خرج من رئاستها وعاد إليها مرة أخرى
لكن في كل الأحوال فلا أحد في الشعب الفلسطيني بعد تجارب كبيرة يراهن على اخذ موقف ينصف الشعب الفلسطيني أيا كان على راس الحكم فكل الادارات تتنافس على من تقدم دعما اكثر لإسرائيل طبعا هذا قادم من طبيعة تشكيل المجتمع الأمريكي وسيطرت اللوبيات عليه وطريقة التحكم في مقاليد الحكم الامر الذي يجعل الرئيس الأمريكي بالتزامه ان يتصرف بالوقوف إلى جانب اسرائيل بعض النظر عن من يحكم فيها خاصة عندما يتبين ان هنالك تهديدات حقيقية على الوجود الاسرائيلي
في هذا الإطار فإنه يجب الإشارة اان درجة التناقض بين إدارة بابدن وحكومة نتنياهو كانت كبيرة لكن بعد ذلك انقلبت أمور نتيجةوجود تهديد حقيقي لإسرائيل وقفت فيه الإدارة الأمريكية مع حكومة نتنياهو التي تختلف معها حيث رأت في الوقف مع نتنياهو في وقت الحرب هو وقوفا مع اسرائيل وهكذا حصل نتنياهو على أكبر دعم له من قبل الولايات المتحدة الأمريكية
وبالرغم ان الأمور عند الإدارة الأمريكية محسومة مع من سوف تقف الا ان الأمور يجب أن نراها بطريقة اخرى أيضا خاصة ان السياسية موضوع متشابك لا تسير بطريق وخطوط مستقيمة إنما تحتوي على مؤثرات وتداخلات كل شيء يوثر على الآخر بعوامل لا تكون احيانا محسوبة فما تراه يكون لصالحك قد يكون لصالحك بشكل مؤقت ويضر بك على المستوى الاستراتيجي والعكس صحيح
على ضوء هذا الفهم ما هي التدخلات التي سوف توثر على القضية الفلسطينية بعد نجاح ترامب كما بينت نتائج الانتخابات اليوم ؟؟؟
في اعتقادي ان ترامب سوف يحاول ان يفكك التحالفات الدولية التي تكونت في الفترة الأخيرة خصوصا على مستوى الحرب مع اوكرانيا التي جعلت روسيا ونتيجة لتهديد المباشر لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الأطلسي الذي رغب الديمقراطين بزاعامة بايدن على توسيعه بالقرب من روسيا والتي نظرت اليه روسيا على انه تهديد مباشر لامنها القومي ورفضته وخاضت حربا من أجله كانت في اعتقادي ضررها على الولايات المتحدة الأمريكية اكثر من ضررها على روسيا ذلك ان الحرب كان يراد لها تديمر وروسيا اقتصاديا ورضوخها بشكل كامل لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن الأمريكية حيث قامت روسيا باستغلال الخلاف الأمريكي الصيني فسعت إلى انشاء تحالف مع الصين تقوم من خلاله روسيا بتوفير الطاقة لصين وكذلك الصين لا تترك روسيا فريسه للولايات المتحدة الأمريكية وحلف الأطلسي وبالتالي فإن محاولات الولايات المتحدة لجعل روسيا تسلم بالامر الواقع ذهبت مع الريح اما الولايات المتحدة الأمريكية بدات في تمويل حرب طويلة لا يمكن أن تحصل فيه على نتيجة ما جعل الاقتصاد الأمريكي يتضرر ومع حرب غزة وتمويل اسرائيل للحرب زادت الأحمال ثقلت على أمريكا بدت الأمور اكثر تعقيدا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي الامر الذي مكن ترامب ليكون على راس الحكم ويعود إليها مرة أخرى بعد غياب اربع سنوات فقط سيقوم بوقف الحروب كما وعد وايضا التقرب من روسيا حيث كان يعد صديقا مقربا من رئيسها فلاديمير بوتين
ومن السؤال الأول الذي طرحناه سابقا يمكن لنا ان نطرح سؤالا اخرا ما علاقة ذلك في التاثير علينا نحن الفلسطينيين ؟؟؟
طبعا هذا سيكون له تأثير علينا سلبا فالتقرب من روسيا لا شك انه سيكون على حساب الموقف السابق لروسيا كتحالف بركس أو حتى من إيران التي وقفت مع روسيا في حربها ضد أمريكيا بالمقابل كانت إيران ترى انها ضمن هذه المعادلة الدولية التي تضع أمريكا وإسرائيل والغرب في كفه والعالم في كفه اكثر قوة من ذي قبل وما الجراءة التي ابدتها إيران في ضرب اهداف حيوية إسرائيلية الا نتيجة ان إيران شعرت بانها تقف على أرض صلبة تستطيع ان تخوض من خلالها حربا مع اسرائيل ولو نظرنا من تجنب حربا مع الآخر نلاحظ ان اسرائيل التي تجنبت الحرب مع إيران مع اننا كنا نظن عكس ذلك … فعدم ضرب المفاعل النووي الإيراني ومنابع الغاز كما كانت تقول اسرائيل الا لادراك ما الذي سوف يحصل لاسرائيل لو قامت بتوجيه ضربة قوية لإيران كما كان يعلن عن ذلك
في هذا الإطار لا أعرف ما الذي سوف تتصرف فيه روسيا هذه الأيام خاصة ان روسيا ليست الاتحاد السوفيتي فهي ترى الأمور من خلال مصالحها وقد رأينا في فترات السابقة كيف تتغير المصالح وبالتالي تغيير التحالفات بشكل مباشر كما حدث لروسيا وتركيا التي كنت تراها في لحظة على حافة اعلان حربا بينهما على غرار الأحداث في سوريا وكيف في ليلة وضحاها تغير موقف البلدين من بعضهما
وبما أن ترامب أشد أعداء إيران كما نعرف سابقا خاصة ان هو الذي اللغى الاتفاق الأمريكي الإيراني وطلب فيه تعديلات ظلت معلقة لليوم سوف يحاول ان يخرج روسيا من تحالفها الغير معلن مع إيران ويضعف الموقف الإيراني ويمارس ضغطا كبيرا عليها في تبني سياسية غير تتبناها حاليا في المنطقة خصوصا فيما يتعلق في محور المقاومة المتماسك والذي يشد بعضه البعض
باختصار شديد اذا تغير الموقف الروسي فإن موقف إيران ستضعف وبما أن إيران هي الراس المقاومة فإن الأمور سوف توثر على جميع مكونات المحور
قد لا يحصل ذلك بشكل مرئي لكن يمكن أن تلاخظه من خلال الأحداث التي تجري والتي تتسارع يوما بعد يوم
والتي ستوثر على القضية الفلسطينية
ترامب والقضية الفلسطينية وإنهاء الحرب
بعض المحللين السياسين بما فيهم العرب داخل الولايات المتحدة الأمريكية ترى في ترامب سوف يضغط لانهاء الحرب وهو شخص قوي وقادر على تنفيذ ما يقول خاصة انه وعد الجالية العربية في ذلك وهذا يمكن أن يكون صحيحا لكن في نفس الوقت فإننا يجب أن ندرك ان القضية الفلسطينية ليست وقف الحرب فقط انما أمور كثيرة تتعلق في حقوق تاريخية الذي حاول ترامب سابقا من خلال صفقته بعقد اتفاقيات بين الوطن العربي و “اسرائيل” دون حل القضية الفلسطينية
وقد يقوم ما بتنفيذ وعودة في زيادة مساحة “اسرائيل” بالسيطرة على الضفة
هنا يكون ترامب قد أوفى بوعدة بوقف الحرب لكن يكون قد مكن اسرائيل وسحب البساط من نحت ارجل الفلسطينيين
هنا وجب الإشارة بانه حتى لو كان هناك صفقة فلسطينية إسرائيلية وخرج منها اغلب المعتقلين الفلسطينين ونجح في وقف الحرب وتم اعمار غزة فإن الأهم هو القضية الفلسطينية والتي يجب فيها ان نتذكر بان كل الذي حدث بعد السابع من أكتوبر هو بالأصل من اجل عودة القضية لطبيعتها ومركزيتها بعدما تم تهميشها ويجب أن نتذكر ان من همشها هو ترامب من خلال ما يسمى بالاتفاقيات الابراهيمية وصفقته
وقد يحاول اليوم عنلى مقابضة بين وقف الدم والقضية هي محاولة تكون في منتهى القسوة خاصة اننا أمام حالة من القتل والاجرام لم يعهدها العالم من قبل الا في الحرب العالمية الأولى والثانية هنا قد يكون وقف الحرب كما يدعي شيء مهم لوقف هذا القتل لكن سيحاول عن يدفعه بثمن تمس القضية بشكل جوهري خاصة اننا أمام تاجر يحاول ان يدير الأمور من خلال صفقات تجارية أهدافها الربح غير آبه بخسارة الآخرين
اما السيناريو الآخر الأكثر تفائلا والذي لا اتوقعه لكن لا استبعده وهو إن ترامب الحريص على ان يكون في السلطة بشكل دائم أصبح يدرك بأنه لا يوجد لدية سنين أخرى لكي يرشح نفسه في الانتخابات لمرة ثالثة خاصة انه يذلك يكون قد استهلك ٨ سنوات المسموحة له حسب الدستور الأمريكي فلا نستبعد في ذلك ان يكون أكثر صرامه مع اسراليل ضمن حدود معينة ليست مفتوحة وبالتالي لا قيود عليه مثلما كانت قيودا علية في الفترة الأولى
ومن جهة ثانية فإنه يجب الإشارة ان الحزب الجمهوري عبر تاريخه قام باجبار “اسرائيل” على تقديم جزء من التنازلات نذكر منها اجبار “اسرائيل” مع بريطانيا وفرنسا باجبارها على وقف الحرب على مصر أثناء العدوان الثلاثي في خمسينات القرن الماضي وكذلك إجبار اسرائيل على التفاوض بما كان يسمى مؤتمر مدريد بعد الرفض مطلق من اسرائيل حيث قام جورج بوش في وقف المساعدات الأمريكية لإسرائيل وهي سياسية لم تحدث في التاريخ ما اضطر حزب الليكود من الرضوخ والقبول في المفاوضات
وكذلك إجبار اسرائيل على عدم الرد على العراق اثناء حرب الخليج الثانية عام ١٩٩١ م برغم من تعرضها لهجات صاروخية