شفا – اليوم هو أول أيام من معركة الدفاع عن كرامتنا…
ووقود هذه المعركة هم طليعة أبناء شعبنا الذين يدافعون بأمعائهم الخاوية عن كرامتنا جميعا..
اليوم الأول من الإضراب هو اليوم الأصعب، فالامتناع عن تناول الطعام والشراب يكون له أثر كبير في الأيام الثلاث الأولى. وما يميز اليوم الأول هو الإجراءات التي تتخذها إدارة السجن، فهي تقوم بمصادرة مقتنيات الأسرى لتبقي الحد الأدنى من الملابس فقط، وإخراج محتويات الغرف يكون بصورة همجية واستفزازية تتلف الكثير من المقتنيات التي جمعها الأسرى عبر سني الأسر، وهي ذات قيمة كبيرة لأنها تسهل حياتهم اليومية، إضافة إلى حملات نقل الأسرى بين الغرف والسجون، ولا يعرف أي منهم أين سيكون آخر هذا اليوم ليفقد رفاقه وأصدقاءه والمكان..
تبدأ رحلة الصمود والارادة ليتغلب اولا على نفسه ويتحدى رغباته واحتياجات جسمه للفوز بكرامته وللوصول الى نصر يجلب له العيش بكرامه.
كلنا معهم فهم ضميرنا..
اليوم هو اليوم الثاني من مشوار العزة والكرامة…
اليوم من الأيام الصعبة في الإضراب لأن الجسم لم يتعود بعد على عدم استقبال الطعام والمشروبات وخصوصا القهوة، وهذا الأمر يسبب أوجاع الرأس التي لا تنتهي، بالإضافة إلى آلام الجوع التي تزداد بهذا اليوم.
والمشكلة أكبر عند المدخنين فالامتناع عن التدخين أصعب من الامتناع عن الأكل بالنسبة للمدخن، وهذا يسبب العصبية الدائمة التي يتم لجمها بإرادة الانتصار على السجان، فلا مكان للعصبية بهذه الأيام على الرغم من الاستفزازات الدائمة من قبل السجان إلا أن الأسرى يتوقفون تماما عن إجهاد أنفسهم بالرد على استفزازات إدارة السجن، ويعمم على الجميع قبل الإضراب أنه ممنوع على أي مضرب الرد على الشتائم أو أي استفزاز يقوم به السجان، وعلى كل مضرب عدم بذل أي جهد للحفاظ على طاقته لمدة أطول فهذه المعركة تختلف عن كل المناوشات وعن الأيام العادية التي لا يسمح لأي مناضل بعدم الرد على الإهانة، بل يعاقب من قبل اللجنة الوطنية كل من يتعرض للإهانة ولا يرد عليها.
إن الإرادة القوية التي يتمتع بها رفاقنا تحول كل الآلام التي ذكرت إلى وقود يحملهم للنصر، فالإيمان بصوابية الطريق يجعلهم صخورا تتحطم عليها فاشية إدارة السجون الصهيونية..
المعركة مستمرة….
اليوم هو اليوم الثالث من الإضراب، وبه تنتهي المرحلة الأصعب، لأن الجسم يكون قد بدأ يستخدم مخزون الجسم من العضلات لإنتاج الطاقة، ويتوقف عن إرسال إشارات الجوع وآلامه، وهذا يشعر المضرب بأن الأمور باتت أفضل، ولكن هذة هي بداية استهلاك الجسم للعضلات، ويبدأ الوزن بالتناقص بمعدل1 كيلوغرامكل يوم، ومن الآن تكون الحركة للمضرب صعبة.
وحسب القانون يستطيع المضرب الامتناع عن الوقوف على العدد من اليوم الثالث، لأن الوقوف يشعرهم بالدوران، وأحيانا السقوط، وإدارة القمع تعفيهم من الوقوف على العدد لأن القانون يلزمهم بذلك، ولكنهم يرهقونهم بالتفتيشات الصعبة والتنقلات التي لا تنتهي وهي متعبة جدا.
ولكن أبطالنا يستمدون العناد من هذه الممارسات الهمجية، فيزدادون صلابة وتحديا، فهم خط الدفاع الأول عن كرامتنا ولهم منا الوفاء….
اليوم الرابع من أيام البطولة والتحدي………
اليوم هو اليوم الرابع من الإضراب، ليبدأ الهدوء. ومن الآن يميل المضرب إلى الهدوء، والامتناع عن الكلام، وتصبح الأصوات مزعجة، ولا يستطيع المضرب الدخول بنقاشات. ومع مرور الأيام تصبح قدرة تحمل سماع الاصوات أقل إلا الأصوات التي ترفع المعنويات وتقوي النفوس، وهذه الأصوات هي التي تحمل أخبار التفاف الجماهير حولهم، ومساندتهم بالمعركة، لتصبح هذه الأخبار هي مصدر الطاقه الأهم للصمود.
وهذا الكلام يعرفه عدونا، فلا يبخل على أبطالنا بفاشيته، ويقوم بتركيب مكبرات صوت تصدر أصوات عالية جدا وبشكل دائم تبث الأغاني العبرية والأخبار التي يحاولون من خلالها إضعاف النفوس، وكأنهم بنشرة أخبار خاصة بهم، فيخبرونهم أن عدد المضربين يتناقص، وأخبار عن عدد الذين كسروا الإضراب اليوم بل بكل ساعة وأحيانا يبثون أسماء. بالإضافة إلى أخبار عن الحياة اليومية بالخارج تعطي انطباعا بأن الحياة تسير دون أن يلتفت إليهم أحد.
ولكن كل هذا ينتهي عندما يعود أي شاب من زيارة المحامي ليخبرهم بالفعاليات التي يشارك بها أبناء شعبنا. فلا تستهينوا بأي نشاط فعند الأبطال المضربين راديوهات صغيرة مهربة من خلالها يتابعون الأخبار، ففعالية للأطفال تزيدهم إصرارا على تحقيق أهدافهم لأنهم يشعرون بأن المسؤولية قد كبرت لتشمل الأطفال الذين دخلوا معهم المعركة.
نثق بقدرتكم على الانتصار، ونحن معكم حتى ننتصر.
الأسير المحرر المبعد إلى غزة لؤي عودة