عصابات المخدرات العالمية في كندا تدخل عصر الانترنت ، بقلم : نور ملحم
عززت مجموعات الجريمة المنظمة من عملياتها في كندا، خصوصا في ما يتعلق بتهريب المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين.
حيث قامت الشرطة الملكية الكندية مؤخرًا بتفكيك ما وصفته بأنه أكبر مختبر مخدرات وأكثرها تطورًا في كندا، كانت هذه العملية، التي تقع في فوكلاند، كولومبيا البريطانية، مرتبطة بجماعة جريمة منظمة عابرة للحدود الوطنية متورطة في الإنتاج والتوزيع الضخم للفنتانيل والميثامفيتامين.
صادرت الشرطة الكندية على أثرها كمية مذهلة من المخدرات، بما في ذلك 54 كيلوغرامًا من الفنتانيل و390 كيلوغرامًا من الميثامفيتامين، إلى جانب المواد الكيميائية الأولية والأسلحة النارية وغيرها من العناصر غير القانونية، قادرة على قتل كل كندي، مرتين على الأقل!
وذكرت تقارير رسمية صادرة عن المخابرات الكندية ، ان المنظمات الاجرامية اخترقت الموانىء الكندية وأصبحت قادرة على تصدير بضائع مسروقة بما فيها السيارات إلى دول في آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية، وجلب المخدرات والتبغ والكحول والأسلحة النارية، وقد تم تحديد المدعو جاجانبريت راندهاوا كمشتبه به رئيسي، وتم القبض عليه من قبل محققي المجموعة السادسة للشرطة الفيدرالية
كما تبين إن مجموعات الجريمة المنظمة تستخدم الانترنت والتقدم في التقنية لتحسين اتصالاتها، حيث باتت تشتهر العصابات المتنوعة والمتمرسة بالتكنولوجيا بتهريب الكوكايين من المكسيك إلى كندا وقد وُصِفَت هذه العصابات بأنها سلالة جديدة من المجرمين المنظمين، الذين يستغلون ذكاءهم ومهاراتهم التكنولوجية للعمل بكفاءة.
ينتمي العديد من الشباب المتورطين اليوم في الجريمة المنظمة في كندا إلى خلفيات الجيل الأول، كما إن الاستغلال الجنسي للأطفال بات احدى مناطق النشاط الاجرامي المنظم، حيث يستمر أدب الأطفال الاباحي على الانترنت بالارتفاع في كندا، ولذا أصبحت مكافحته أولوية وطنية لقوى الأمن والشرطة.
باتت المنظمات الاجرامية الآسيوية التي كانت تحصر نشاطها بشكل كبير في مقارها بالمدن الكبرى مثل فانكوفر،الجاري، أدمنتون، تورنتو ومونتريال، أخذت تتجه إلى المدن الصغيرة والمناطق الريفية البعيدة على نحو متزايد. بينما تشترك مجموعات الجريمة المنظمة الأوروبية في قضايا الائتمان المتطور ومخططات سرقة وتزييف بطاقات السحب والاحتيال على مواقع التجارة الالكترونية عبر الانترنت.
هناك العديد من عصابات المخدرات العاملة في كندا، وبعضها ينتمي إلى منظمات دولية أكبر وتشارك هذه العصابات في إنتاج وتوزيع وتهريب العديد من المخدرات غير المشروعة، بما في ذلك الكوكايين والهيروين والماريجوانا والميثامفيتامين. ويستخدمون العنف والترهيب لحماية أراضيهم ومواصلة عملياتهم. بعض عصابات المخدرات البارزة في كندا تشمل Hells Angels، وRock Machine، وBlack Gangster Disciple Nation، والمافيا المكسيكية. ومن المعروف أن هذه العصابات تنخرط في صراعات عنيفة مع بعضها البعض ومع جهات إنفاذ القانون.
رغم أن وزارة الصحة الكندية كانت قد أصدرت قرار ينص لى إلغاء تجريم الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات ، بهدف تقليل الوصمة والخوف من الملاحقة الجنائية التي تمنع الأشخاص من طلب المساعدة، بما في ذلك المساعدة الطبية، في الوقت الذي أصبحت كندا بالفعل مركزًا للاتجار بالمخدرات، ويرجع ذلك إلى موقعها الاستراتيجي وشبكات النقل الواسعة النطاق، تُعَد كندا بمثابة نقطة عبور للمخدرات ، والتي غالبًا ما يتم تهريبها من دول مثل الصين والمكسيك وكولومبيا، ويؤكد القبض مؤخرًا على أكبر مختبر للمخدرات وأكثرها تطورًا في كولومبيا البريطانية على حجم هذه القضية.
يعود تاريخ عنف العصابات الكندية إلى أوائل التسعينيات، لكنه نال اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا بوفاة بيندي جوهال عام 1998. كان “البطل قبل الأخير في تاريخ العصابات البنجابية الكندية” ولا تزال هذه المجموعات نشطة وسيئة السمعة في فانكوفر. لقد تم ربطهم بعصابات الجنود المستقلين (IS)، العقارب الحمراء، ثلاثيات اللوتس، ملائكة الجحيم، وعصابة الأمم المتحدة (UN) في كندا، على الرغم من أنه يمكن أيضًا تصنيف العديد من أعضاء الجنود المستقلين كجزء من المافيا أيضًا.
وفقًا للملازم السابق لجوهال بال بوتار، ادعى قتلة المافيا البنجابية عقودًا في كولومبيا البريطانية، إنهم مسؤولون عن عشرات جرائم القتل في كندا في التسعينيات وحدها ولا تزال غالبية هذه الجرائم دون حل.
لذلك منذ أوائل التسعينيات، كان تورط العصابات قضية ساخنة في مترو فانكوفر حتى أن بعض الحالات البارزة، مثل الأخوين دوسانج وبيندي جوهال ألهمت الفيلم الكندي Beeba Boys (2015).
وقد نجحت الشرطة الكندية ومكتب التحقيقات الفيدرالي مؤخرًا في تفكيك عملية أخرى مهمة، تُعرَف باسم عملية اليد الميتة،وقد شملت هذه العملية عبر الحدود كميات كبيرة من المخدرات التي يتم تهريبها من المكسيك إلى الولايات المتحدة وكندا بواسطة سائقي الشاحنات لمسافات طويلة.
وقد حددت دائرة الاستخبارات الجنائية الكندية مقاطعة كولومبيا البريطانية (BC) باعتبارها تضم عددًا كبيرًا من جماعات الجريمة المنظمة رفيعة المستوى، والعديد منها لها صلات بين المقاطعات وعلى المستوى الدولي.
والجريمة المنظمة في كولومبيا البريطانية تشكل قضية مهمة، حيث تعمل العديد من الجماعات الإجرامية عالية التهديد في المنطقة، كما أن وصول المقاطعة إلى الموانئ وقربها من المكسيك يجعلها بوابة طبيعية للمخدرات غير المشروعة إلى أجزاء أخرى من غرب كندا.