الناطق بكذبه وأوهامه ، بقلم : هدى زوين
بصمة الحياة تختلف بأنواعها، ربما تتأثر بقصص وروايات انتشرت عبر ألسن وأفواه من أجناس العالم بأجمعه. لهذا ربما تتلّوث دوائرها تكون محنطة جمعها نظام التفاهة المعروف في زمن السرعة. من مواد حديثة تم تجميعها من إضافات متفرقة لتكون مزيج بهيئة إنسان من طراز الحداثة لكنّ عجينته من الوهم والكذب والتصنع. هذا النظام المسيطر على الحياة الآن حاول بكلّ الطرق أن يُخفي صوره المنتهية الصلاحية، فيعيد طباعتها من جديد بطبعة أخيرة وبتاريخ يتكرر عبر الأيام والشهور بصيغة البراءة والصدق والخوف على الأرواح التي قدمت للبشرية انجازات مهمة وبسيرة هادفة وحروف كبيرة قابلة للقراءة بوضوح الشمس.
ومن هنا بسبب الزيف والإدعاءات يأتي السؤال؟
كم من الضحايا وقعو بتاريخ الخداع المفرط؟
وهل الكذب عنوان للشجاعة والفوز؟
أسئلة قد تنتهي بأجوبة بسيطة قابلة للتبديل ولكن في الحقيقة هناك تأثير كبير في نفوس قد جعلت من التراب ذهباً ومن التاريخ كتاباً مفتوحاً، قرأته شعوب كثيرة بين خط أبيض وآخر أسود، كلّها موضوعة بقارورة ماء تمّ تقسيمها بعملية حسابية دقيقة، وقد وضع الناطق باسم نظام التفاهة أسسها وأوهمها بمزيج ملون لندرك بعدها أنَّ القارورة بقيت فارغة تنتظر التغيير، أما الناطق فاستمر بخداعه وكذبه متنقلاً بين قارورة وأخرى، هكذا سوف يسقط في هاوية نواياه الوحشية.