الحرب على غزة- هل هي بداية حرب عظمى؟ بقلم : بديعة النعيمي
قصفوا وهدموا، حاصروا وجوعوا، ذبحوا وطردوا، لكنهم لم ولن يجتثوا…..
“بنيامين نتنياهو” الذي يغرق جيشه المأزوم في وحل غزة كما لبنان، يقفز وسط برك ذلك الوحل سعيدا بنفسه كمراهق و “يمج” أول سيجارة له غير مدرك لما غاصت به قدماه…
“نتنياهو” اليوم يجرّ نفسه وجيشه وشعبه نحو هاوية النهايات، يتلقى صواريخ ومسيرات حزب الله في الشمال وصولا إلى “تل أبيب”، إلى المسيرات القادمة من العراق إلى المعارك البرية الشرسة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
دخول “نتنياهو” الحرب كانت مغامرة طائشة غير محسوبة النتائج، اعتمد في خوضها على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. وبرغم ذلك الدعم فقد كانت فاتورة مغامرته باهضة الثمن، فمن خسائر فادحة كبدتها المقاومة لألوية النخبة من جولاني وجفعاتي وغيرها إلى فقدان الردع والعجز عن الدفاع وبالتالي فقدان شعب الدولة لعنصر الأمن، بالإضافة إلى تزايد ما يسمى ب “معاداة السامية” والتي لطالما كانت في السابق ورقة رابحة بيد دولة الاحتلال.
ف “نتنياهو” الذي لا زال يقف على قدميه بسبب ذلك الدعم الأميركي كان أول المهنئين ل “دونالد ترامب” المنتخب، وقد وصف فوزه “بالعظيم واعتبره عودة تاريخية إلى البيت الأبيض وهي بمثابة بداية جديدة لأمريكا وإعادة التزام قوى التحالف العظيم بين إسرائيل وأمريكا”.
ومن المعروف بأن”ترامب” قدم خلال فترة ولايته السابقة الكثير من الدعم لدولة الاحتلال، تمثلت بقرارات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة “الإسرائيلية” على هضبة الجولان المحتلة.
كما دفع مسار “اتفاقيات أبراهام” مع عدد من الدول العربية. ويُذكر أن “الإنجيليين” الذين كانوا يتمتعون بمراكز تأثير في إدارة “ترامب” السابقة ساهموا في إقدام “ترامب” على فرض تلك القرارات.
بينما اليوم نجد “ترامب” وقد اختار “جيمس دي فانس” نائبا له. والأخير يعبر عن أفكار تتقاطع مع حركة MAGA التي تروج ل “مشروع ٢٠٢٥” الذي أعدته مؤسسة “هيرتيج” والتي يرى المراقبون أن محاوره أي المشروع ترتكز على الانعزالية ومناهضة الديمقراطية وعدم تفضيل التحالفات.
والنقطة الأخيرة أثارت قلق الداخل في دولة الاحتلال، طبعا هذا لا يعني أن تتخلي الإدارة الجديدة عن التحالف مع دولة الاحتلال وخاصة الحكومة الحالية التي يمثلها اليمين والتي تفضلها، إنما التخوف أن هذا التفضيل لن يكون بالضرورة الالتزام بدعم الرؤية اليمينية لحكومة دولة الاحتلال إذا ترتب عليها أعباء والتزامات أميركية تتعارض مع الخطوط العريضة لبرنامج “ترامب” ومؤيديه من الحزب الجمهوري من أنصار MAGa.
وبهذا الشأن كتب “عاموس هرئيل” في صحيفة “هآرتس” بتاريخ ٧/نوفمبر/٢٠٢٤ مقالا بعنوان “ترامب سيهتم بمصالحه أولا، وهذه المصالح لن تتسق دائما مع حكومة نتنياهو” وجاء في المقال “إن سجل ترامب في الشأن الإسرائيلي معقد أكثر مما يتذكره البعض لذا يأتي المديح والثناء في غير أوانهما لأن ترامب سيهتم بمصالحة أولا وهذه المصالح قد لا تتماشى دائما مع توقعات ائتلاف نتنياهو”.
غير أن “نتنياهو” منذ وقت وهو ينتظر فوز “ترامب” على أمل نشله من الورطة العسكرية والسياسية والاقتصادية وتعويض خسائره وتحقيق نصر كاسح لحكومته. وأثناء هذا الانتظار ارتكب الإبادة الجماعية في القطاع عامة والشمال خاصة، فارتكب المجزرة تلو الأخرى، هذه المجازر التي ستلاحقه إلى قبره وقبر كل من دعم تلك الإبادة.
فهل ستنتهي الحرب مع فوز “ترامب” بنتائج مرضية ل “نتنياهو” أم أنها بداية حرب عظمى قادمة وعهد جديد تزول فيه الولايات المتحدة الأمريكية وتأخذ معها دولة الاحتلال؟؟؟