2:38 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

معاناة أطفال غزة بقلم : احمد طبيل

معاناة أطفال غزة بقلم : احمد طبيل

معاناة ومأساة يعيشها الطفل الفلسطيني  وطفولته تضيع على يد إحتلال غاشم لا يعرف طفل ولا شاب ولا شيخ , هذا الإحتلال الغاشم الذي يسجن

ويقتل ويعذب طفل لم يتذوق طعم طفولته , أطفال يحلمون بمستقبلهم ويدركون جيدا ان مستقبلهم صعب وشاق في ظل وجود الإحتلال الذي يريد

عزلهم عن الحياة .

 

فأطفال غزة يقضون معظم أوقاتهم في اماكن مظلمة وبالتحديد منازلهم وشوارعهم وغيرها من ظلام, وكالعادة الكهرباء ومايتعلق بالكهرباء

فكل طفل ينتظر نور الكهرباء لكي يقوم بدراسته و بحل واجباته المدرسية واللعب وكأنه ينتظر نور الشمس أن يشرق ويضيئ ليلا .والاغرب

من ذالك أن طفل صغير يقرا علي لهب شمعة أو نور كشاف ضعيف فينسي الخطورات والمصاعب التي كلنا نعرفها ونعيشها ,ان الطفل يريد ان

ينهي واجباته فيشعل الشمعة وينام وينسي فيحترق ويحرق حياته وحلمه وبيته ,فهذا الطفل يبدأ بنور وينتهي بنار .فلماذا لا نلوم والداه

فكلنا نعرف ونسمع قصص كثيرة عن البيوت التي تحترق والضحايا غالبا من الأطفال ومع ذالك يشعلون الشمع والأباء لايتعلمون من تجارب الحياة

الا عندما تقع الواقعة .

 

اطفال ثلاثة ككل الصغار ناموا ليلعبوا مرة أخرى في أحلامهم الملونة. لكن ثلاثتهم ومعهم كل الألوان والألعاب احترقوا بعد أن أغمضوا أعينهم

بدقائق. فالشمعة التي أهدتهم بصيصا من الضوء قبل النوم توحشت والتهمت الصغار الثلاثة. اندلعت الصرخة من منزل بسيط بقلب «دير البلح» وسط

قطاع غزة. والكثير من الحرائق سواء كانت شمعة او مولد كهربائي أو غيره.

وايضا لاننسي الطفل الرضيع محمد الحلو الذي توفي بعد انقطاع التيار الكهربائي عن جهاز التنفس الخاص به بشكل مفاجأ، بعد توقف المولد

الكهربائي عن العمل نتيجة نفاذ الوقود، ليكون ضحية الظلم و التخاذل العربي . فهناك العديد من الحالات والحوادث سواء كانت في البيوت

وفي المستشفيات , لتكثر الحالات وتسقط واحدة تلوة الأخري ولكن للأسف الشديد لا أحد يسمع صرخة أطفالنا في غزة .

 

معاناة اطفال غزة كبيرة وصعبة فكل طفل له برنامج يتعلق فيه فمثلا الوقوف وراء كل الحشود التي تقف امام محطة الوقود لجلب بعض البنزين

واذ هو يومه قد ذهب هبائا, والأصعب أن الأب يستخدم أبنائه لتجارة البنزين فوقوف عدد من اولاده أمام محطات البنزين لجلب كميات كبيرة من

البنزين وبيعها للناس بثمن أغلي وبدون التفكير في وقت وحياة أطفالة , وعندما يتعرض احد أبنائه للضرر, فبكل سهولة يتهم كل من حوله بدون

تفكير .

 

لماذا لايهتمو الأباء بأبنائهم ؟ هل هو بسبب الاحتلال او بسبب الفقر او كما يقول البعض ” ليجعله رجلا ويقاوم الحياة”

لاسبب مقنع يجعل الأب نائما في بيته وأطفاله يشتغلون ويقاومون الحياة .

هناك ظاهرة سيئة وهي ان يبقي الطفل في الشوارع ليلا ونهارا ليوقف السيارت ويبيع الأشياء التي لاقيمة لها فيعتقد الطفل أن الناس يشترون

لحاجة ولاكن لايعلم انهم يشترون حزن وشفقة, فالناس في الشوارع يشفقون علي الاطفال فاين شفقة أبيه وأمه .

ان كل يوم في الصباح والمساء وكل ساعة بل كل دقيقة تقوم الاذاعات في غزة ببث كافةاساليب التوعية للأباء عن طريق البرامج والتنبيه

المتكرر للتقليل من هذه الظاهرة السيئة ,ففي النهاية الطفل يرتكب حماقات ومشاكل خطيرة لتوصل به الي التهلكة واالضياع .

 

فكل يوم نسمع الاخبار تقول ازمة الكهرباء في طريقها للحل .ازمة البنزين في طريقها للحل . كل يوم تصريح جديد وكل يوم برنامج أو جدول جديد

علي مدار الساعة . المواطن في غزة حياته مقيدة بجدول للكهرباء فيجب عليه أن يقوم بأعماله في خلال ستة ساعات واحيانا متقطعة وكالعادة الليل

سواده داكن ومخيف .والكل يتسائل مشكلة الكهرباء مالية أو سياسية ؟

 

أطفال غزة منهم يعشقون ويلعبون كرة القدم و يعتبرونها إحدى أساليب مقاومتهم للإحتلال  رغم كل المعاناة والمأساة التي يعانيها الطفل الفلسطيني,

أطفال يستحقون الحياة وشعب يتحدى جبروت  الإحتلال بالإرادة والعزيمة والإصرار يكافح و يعاني من أجل تطهير فلسطين من نجس الإحتلال .

 

أغلبية أطفال قطاع غزة يعانون من الفقر  بسبب حصار الإحتلال على القطاع و أعياد تمر وهم يتفرجون على أطفال العالم وطفل يطلب من أباه بأن يشتري له

ملابس مثل جميع الأطفال بمناسبة العيد ويرد أباه قائلا من أين ائتي لك يا أبني بملابس , وطفل أخر يطلب من أباه بأن يشتري له كرة قدم يلعب بها مثل كل

أطفال العالم ويرد أباه قائلا لا أستطيع يا أبني ان أشتري سجائري .

 

ها هو حال شعبنا الفلسطيني و ها هي مأساة  ومعاناة طفلنا الفلسطيني  , أيام تضيع من عمره بسبب احتلال وكهرباء والبنزين والفقر وغيرها وغيرها,هذا

الاحتلال ينتهك حقوق الأطفال والإنسان ولا يوجد من يحاكمه فاحرصوا علي حماية أطفالكم من الضياع فاطفالنا هم المستقبل فكل طفل سيحمل معه تاريخ فلسطين

ويقاوم الاحتلال وهو يفتخر أنا فلسطيني أنا من غزة فالعدو يحرص علي تدمير الأطغال لانه يعلم ان اطفال غزة سيثورون كالبركان .و شعبنا سيبقى صامد

و صابر ومصابر و سيأتي من يحرر هذه الأرض المقدسة و الطاهرة و ستأتياللحظة التي يفرح بها الطفل والشاب والشيخ والشعب الفلسطيني بتحرير أرضه

ومقدساته وتطهيرها من نجس الإحتلال.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …