التنشئة الاجتماعية ودورها في بناء الشخصية ، بقلم : محمود حسين
إن مرحلة الشباب هي أخصب مراحل الحياة ومرحلة المساهمة في أي مجتمع، فالشباب جزء مهم من كافة مجالات العمل الإنساني والاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، وهو المعزز الفعال الرئيسي لأي عمل اجتماعي. إنها أداة فعالة ومهمة للتنمية الاجتماعية والثقافية. النظر في ضمان حصول الشباب على فرص كاملة وعادلة في جميع جوانب الحياة عندما يزدهرون، وتزدهر أسرهم ومجتمعاتهم أيضا، وتساهم أيضا جودة التعليم قبل سن البلوغ. إنهم يحققون نتائج حاسمة من حيث النمو والإنتاجية ويلعبون دورًا في التحول الاجتماعي، مما يجعل المجتمع أكثر استقرارًا والتنمية أكثر استدامة. باختصار، تمكين الشباب في إطار التعليم المجاني والنقدي لا بد من إدراك قدراتهم وقدرات أسرهم ومجتمعاتهم.
التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يتشكل بها الأفراد منذ ولادتهم إلى أفراد اجتماعيين يمكنهم التفاعل مع المجتمع والاندماج فيه بسهولة، ولذلك حظيت التنشئة الاجتماعية باهتمام كبير في مختلف مجالات المعرفة لأهميتها. ترشيد سلوك الفرد وتهيئته للحياة الاجتماعية. وتحتل الأسرة باعتبارها مؤسسة التنشئة الاجتماعية مكانة بارزة في تنفيذ هذه العملية التربوية، إذ لها دور فعال في تشكيل شخصية الفرد والسعي إلى تحقيق بعض التوازن بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه. الهدف هو تحويل الأشخاص إلى كائنات اجتماعية قادرة على التحكم في عواطفهم والتعبير عنها بشكل صحيح.
فالتنشئة الأسرية أو الاجتماعية هي التي تشكل نفسية الإنسان وشخصيته التي يخرج بها إلى المجتمع والتي تكون أساسية في تعامله مع الآخرين في مختلف المواقف، فهي التي تحدد شخصية الفرد التي تكون أساسها مجموعة القيم والعادات والتقاليد التي يكتسبها من هذه التنشئة التي من شأنها تكوين إنسان منفتح ومتزن في آرائه وتعامله أو إنسان منغلق على أفكاره مكبوت في التعبير عن عواطفه وميوله، وشخص آخر يميل إلى التطرف في آرائه.
كل هذه الأنواع من الشخصيات نتعامل معها في المجتمع، ففي رحلة الحياة نقابل كل أنواع البشر ونتعامل معهم العاطفي وحرية التعبير عن مشاعرنا مع الشريك وإطلاق العنان لها هي من السلوكيات التي تؤثر عليها هذه التنشئة الاجتماعية أيا كان نوعها، سواء كان تأثيرا سلبي أو إيجابي، فنحن هنا بصدد الحديث والتطرق له .
فالتنشئة الأسرية هي التي تحدد شخصية الفرد وسلوكه، تكوينه كلما كانت هذه التربية مبنية على أسس سليمة كلما خرج للمجتمع إنسان سوي خالي من العقد يستطيع أن يعيش في المجتمع بكل مافيه من تناقضات واختلافات لأنه لديه القدرة على التعبير بحرية دون كبت وعقد، ولديه الشخصية التي تؤهله للقبول والرفض لما حوله من قيم وعادات وتقاليد وسلوكيات قد لا تعبر عنه أو لا تتماشى مع ما تربى عليه من قيم وعادات بعكس الشخص الذي عاش في بيئة متزمتة مكبوته تكثر فيها الانتقادات.
- – الاستاذ مساعد دكتور محمود حسين – فلسطين