تداعيات بروز “الترامبية” وشعار “أمريكا أولاً ” ، تأثيرات عالمية وأبعاد سياسية ، بقلم : مروان أميل طوباسي
لقد شهد العالم عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة ،فرغم التوقعات بالمنافسة الحادة ، أظهرت النتائج أن ترامب سيبدأ فترة رئاسية ثانية، مما يعيد توجيه الأنظار إلى تأثير شعار “أمريكا أولاً” الذي شكّل سياسات إدارته الأولى. على عكس صعوده المفاجئ في عام ٢٠١٦ ، حيث يأتي فوز ترامب هذه المرة كقرار شعبي محسوم . ومع معرفتنا بأسلوبه السابق خلال رئاسته الأولى، يمكننا أن نتوقع كيف سيحاول قيادة الولايات المتحدة في السنوات القادمة ، رغم أن العالم بات أكثر تعقيداً وخطورة.
وعلى الرغم من كونه متهماً ودجالاً وديكتاتوراً طموحاً، لم يفز دونالد ترامب بالمجمع الانتخابي فحسب، بل وأيضاً بالتصويت الشعبي واغلبية في مجلس النواب (الكونغرس و الشيوخ )، وهو الإنجاز الذي لم يحققه في عام ٢٠١٦ كما لم يحققه بايدن في ٢٠٢٠ ، بفضل قاعدة ناخبين غير مكترثة توصف احيانا بالرعاع او بقطيع من الغنم كما اطلق عليها احد الكتاب الامريكين منذ عقود خلت ، وقادة أعمال متعطشين للربح مثل أيلون ماسك وغيره من رجال ولستريت والسياسيون الجمهوريون الجبناء الذين يخافون منه .
يعود ترامب وفي جعبته رؤى مختلفة وسياسات أكثر حزماً نحو “التغيير الداخلي” وتفضيل المصالح الأميركية البحتة، مع فريق حاكم جديد يميل نحو “تحقيق الصفقات” وليس التحالفات ، مما سيؤدي إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية وتأثيرها على ملفات عديدة منها روسيا وأوكرانيا، كوريا الشمالية، الصين، الشرق الأوسط، أمريكيا اللاتينية وصعود اليمين الشعبوي في أوروبا.
دونالد ترامب نجح في نقل الحزب الجمهوري المحافظ إلى حزب شعبوي استقطب قطاعات واسعة من الناس وتحديدا من اوساط الطبقة العاملة سواء البيضاء او السوداء او اللاتينية او من العرب الذين لم يصوتوا لكامالا هاريس نتيجة الموقف من عدوان الإبادة الجماعية وقضايا داخلية اخرى ، وقد حصل ترامب ايضا على حصتة منهم ومن مؤيدين الحزب الديمقراطي نفسه .
وحتى بالنسبة لأنصاره الإنجيليين العقائديين ، فهم على ما يبدو يعتقدون بان اختياره تم أيضا من قبل الله لتكون مهمة ترامب الإلهية تتلخص في تحرير المسيحيين (البيض) من “السجن” الذي أصبح أميركا الحديثة ، وإعادة خلق البلاد كمعقل للقيم الإنجيلية ، ولذلك هم يعتقدون ايضا ان “يد الله” هي التي أبطلت رصاصة القاتل ضده في اجتماع انتخابي حاشد سابقا ، وهؤلاء يتشكلون من غالبية الفلاحين وحتى الشباب البيض الذين باتوا يخافون من منافسة المهاجرين على وظائفهم ويتفقون مع ترامب في فكره العنصري وفوقيته البيضاء .
ورغم أن تلك الاسباب التي ذكرتها تحمل بعض التفسيرات لفوزه الكاسح ، إلا أن شيئا اخر كما اشار له احد المعلقين على الانتخابات والذي ربما يكون كامناً في جزء كبير من قاعدة ترامب ، حيث قال “يرغب الكثير من الناخبين في رؤية مؤسسات بلادهم مدمرة لأسباب عدة مختلفة ، وبدلاً من الخوف من تهديدات ترامب كديكتاتور للديمقراطية وسيادة القانون ، فإنهم ينظرون إليه بأعتباره كرة الهدم التي كانوا ينتظرونها ” ، وهو ما يفسر برأيي تنامي التناقضات الاثنية والطبقية والاجتماعية بالمجتمعات الامريكية .
الآن وفي ظل هذه المتغيرات يعاد طرح سياسات شعار “أمريكا أولاً”. وهو الشعار الذي شكل توجهات إدارة ترامب في ولايته الأولى ، وتداعيات ذلك على سياسات الولايات المتحدة في الملفات الرئيسية التي ذكرتها بالبداية والتي سأتطرق لملخصها هنا لاحقا .
يمثل شعار “أمريكا أولاً” توجهاً لتفضيل المصالح الأميركية الداخلية على أي التزامات خارجية، ما يعكس نهجاً حذراً في استخدام القوى الأميركية على المسرح الدولي. لا يعني هذا بالضرورة الانعزال أو الانسحاب من المشهد العالمي، لكنه يميل إلى تقليص التدخلات الخارجية التقليدية والتركيز على إعادة توجيه الموارد لدعم الاقتصاد الأميركي والأمن القومي، بمقابل سياسات الحزب الديمقراطي التي اعتمدت تاريخياً الحروب خارج حدودها لنشر الديمقراطية المزعومة وبالشان الداخلي على توجهات يعتقد عامة الناس انها اضرت بمصالحهم وبمعتقداتهم المحافظة . ويُترجم ذلك عملياً على مستوى السياسات الدولية من جهة بخلق تحالفات تخدم أهداف الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وليس الالتزام الكامل بتحالفات عسكرية أو اقتصادية طويلة الأمد، لكنها قد تكون قصيرة ومتغيرة . ومن جهة ثانية على السياسات الداخلية بشان مناهضة الاجهاض والضرائب والتامينات الاجتماعية وفرص العمل .
— الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية ، إعادة إطلاق “صفقة القرن” ورفع مستوى التحالف مع نتنياهو .
من المرجح أن يسعى ترامب خلال فترة حكمه الثانية إلى إعادة إحياء “صفقة القرن” التي رفضتها منظمة التحرير ، والتي يسعون من خلالها لتسوية ما يسمونه بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وهو في واقع الحال قضية استعمار أستيطاني مستمر لحقوق شعبنا وارضه لا يتوجب وصفه بالصراع ، وذلك بشكل يخدم المصالح الإسرائيلية بالدرجة الأولى . ورغم الضغوط السعودية باتجاه الاعتراف بدولة فلسطينية كشرط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل الذي يهدف منه ترامب الى توسعة مسار اتفاقيات أبراهام ، إلا أن ترامب قد يواصل تفضيله لنهج يرسخ هيمنة إسرائيل الإقليمية مع تعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة ، وذلك من خلال دعم نتنياهو وتشديد الضغط على أي كيانات معارضة حتى في داخل اسرائيل .
ان ذلك يعني من جهة، احتمالية قيام الولايات المتحدة بإمكانية تقديم تنازلات جزئية للفلسطينيين لا تختلف عما قد عرض سابقا ويمكن اقل من ذلك ، ولكن مع الإبقاء على الأهداف الاستراتيجية الكبرى لـ”صفقة القرن”، مثل التطبيع الإقليمي بما يشمل لبنان ايضا بدون تحقيق عدالة فعلية للقضية الفلسطينية تقتضي إنهاء الأحتلال وحق تقرير المصير لشعبنا واقامة دولته ذات السيادة . هذه السياسة قد تؤدي إلى توتر متزايد في المنطقة، خاصة مع استمرار الرفض المعلن لمعظم الدول العربية والمسلمة حتى الآن بقبول هذه الصيغة السابقة التي تعتبرها انتهاكا لحقوق الشعب الفلسطيني . إلى جانب ذلك، هناك تأثير متزايد للنفوذ الإيراني اليوم بهدف السعي لضمان مكانة لهم بالترتيبات الجيوسياسية بالمنطقة في غياب مشروع قومي عربي بكل حسرة . هذا النفوذ إلى جانب دور روسيا والصين وإلى حد ما تركيا ، وفي سوريا ولبنان واليمن قد يهدد توازن القوى التقليدي في الشرق الأوسط ويزيد من تعقيد التحديات أمام سياسات واشنطن الجديدة في المنطقة خاصة مع استمرار عدوان الإبادة ، ومن الممكن ان يتمكن نتنياهو من جر ترامب الى حرب واسعة مع إيران ان لم يصل ترامب الى صفقة ما بشان الملف النووي مقابل مكاسب أمريكية .
هذه التطورات والتي تاتي تباعا لسياسات الحزب الديمقراطي التي وقفت وشاركت في عدوان الإبادة بحق شعبنا سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا الى جانب اسرائيل وحمايتها ، ستشكل حلقة جديدة من مسلسل الأمريكي البشع في استمرار اضطهاد شعبنا والتنكر لحقوقه بشكل جديد ولربما بمخططات مبتكرة قد تتضمن شكل من الكيان في غزة وجزء من سيناء وجزر بحكم ذاتي دون القدس واراضي المستوطنات والغور والخليل بالضفة الغربية وتقديم صفقات اقتصادية كبديل عن الحرية والتنمية ، مما يستدعي من الآن مراجعة علاقاتنا مع الولايات المتحدة بهدف الوصول الى رؤية وخطة عمل وطنية موحدة وواضحة لمواجهة ذلك حتى نصل بشعبنا الى الحرية والاستقلال الوطني .
–كوريا الشمالية، العودة إلى سياسة التفاوض المباشر.
تُعتبر كوريا الشمالية ملفا سياسياً حساساً، ومن المتوقع أن يستمر ترامب في سياسته السابقة عبر التفاوض المباشر مع الزعيم كيم جونغ أون الذي كان ترامب قد التقى به ، في محاولة التوصل إلى اتفاقات تضمن استقراراً نسبياً على الأقل دون الوصول إلى حلول نهائية لنزع السلاح النووي.
— روسيا وأوكرانيا ، تقارب محتمل لإنهاء الصراع.
فيما يتعلق بروسيا ، قد يسعى ترامب إلى اتباع سياسة أقل تصادمية، معتبرا أن الانخراط الأميركي في الصراع الأوكراني الهادف الى محاولة الغرب والناتو محاصرة واضعاف روسيا ليس من مصلحة الولايات المتحدة على المدى الطويل . من المتوقع أن يكون هناك دفع نحو اتفاقيات جديدة مع موسكو ( صفقات ) من خلال علاقة اعجاب ترامب ومن حوله بشخصية بوتين بهدف تقليص التوتر في أوروبا، وذلك بطرق تخفف الضغوط العسكرية وتفتح باب المفاوضات حول ملفات تتعلق بالأمن الأوروبي والأسلحة وتضمن لروسيا البقاء بجزء من الاراضي التي تعتبر روسية في أوكرانيا .
— الصين ، تعزيز الصراع الاقتصادي والسيطرة على التكنولوجيا .
ستبقى الصين المنافس الاقتصادي الأكبر للولايات المتحدة وخاصة في مجال تقنية التكنولوجيا والصناعات وذلك ايضا بحكم رؤية اصحاب الملياردات من حول ترامب . ومن المتوقع أن يعزز ترامب سياسة الضغط التجاري عليها من خلال فرض تعريفات جمركية جديدة وتشديد القيود على الشركات الصينية ، مما قد يؤدي إلى تاثير معاكس بتطور مكانة التكتلات الاقتصادية وإبتعادها عن النفوذ الأميركي وعن ما يسعى له ترامب ، مثل تكتلات البريكس وشنغهاي وتنفيذ ما تم إقراره من اجراءات في لقاء البريكس الأخير في روسيا خاصة بشان العملات بالتبادلات التجارية وانشاء بنك موازي للبنك الدولي الذي تتحكم به أمريكيا .
— أمريكا اللاتينية ، التحديات مع الأنظمة التقدمية اليسارية فيها .
اتوقع أن تتخذ إدارة ترامب موقفاً أكثر تشدداً تجاه الأنظمة اليسارية والتقدمية في أمريكا اللاتينية ومحاولات التدخل في شؤؤنها ، مثل فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وغيرها التي فازت في انتخاباتها الاحزاب اليسارية الجديدة او الراديكيلية . ترامب قد يركز على فرض عقوبات جديدة عليهم ودعم المعارضة السياسية في تلك الدول ، مما سيؤدي إلى توتر في العلاقات الدبلوماسية وتعقيد الأوضاع الاجتماعية والسياسية هناك .
— أوروبا، دعم اليمين الشعبوي وتحديات الاتحاد الأوروبي والناتو .
سيعزز فوز ترامب من صعود اليمين الشعبوي في أوروبا ، حيث يتماشى شعار “أمريكا أولاً” مع طموحات العديد من الأحزاب اليمينية الشعبوية هناك التي باتت تطرح شعارات ما يسمى بالمسيحية الأوروبية والفوقيات القومية ، والتي تعارض الهجرة وتدعو إلى السيادة الوطنية على حساب سياسات الاتحاد الأوروبي الموحدة الى حد ما . هذا قد يؤدي إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي، مما يعمق التحديات الاقتصادية والسياسية ويضعف التعاون الأوروبي في مواجهة قضايا كالتغير المناخي والهجرة والسياسة الخارجية الأوروبية التي لم تخرج منذ الحرب العالمية الثانية عن التبعية للولايات المتحدة ، اضافة الى مطالبات ترامب منهم رفع موازانات حمايتهم من خلال الناتو ، وهو امر يشكل ازعاج لقادة أوروبا من اخزاب يمين الوسط الحاكمة من جهة ويشجع الدول التي تحكمها احزاب اليمين الشعبوي مثل ايطاليا ، النمسا ، المجر ، التشيك واخرى غيرها .
— تسارع بروز النظام الدولي المتعدد .
اذن ، يمكن القول إن عودة ترامب للرئاسة قد تُحدث تحولاً عميقاً في السياسة الدولية وهي ستضاف الى متغيرات اخرى جارية بالعالم اليوم كالأوضاع في منطقتنا ، حيث ستركز الولايات المتحدة على مصالحها القومية عبر نهج “أمريكا أولاً”، مما سيؤدي إلى إعادة رسم التحالفات والاستراتيجيات في عدة مناطق رئيسية بالعالم . فبينما قد تنسحب واشنطن تدريجياً من بعض النزاعات أو تعيد صياغة مواقفها، سيكون لهذا التحول تداعيات كبيرة على قضايا كالصراع في أوكرانيا اولا ، ومستقبل العلاقات في الملفات التي أشرت لها بالبداية اضافة الى الازمة الإقتصادية الأوروبية ومسألة الهجرة والمناخ وعلاقة شمال العالم بالجنوب من دوله . هذا التحول امام السياسات التي من المتوقع ان تكون احيانا غير متوقعة لترامب ، إذا تحققت قد تدفع إلى تسارع خطوات بروز نظام عالمي أكثر تعددية ومرونة مناقض لما يريده ترامب من استمرار الهيمنة ألاحادية القطب واتساع الترامبية بالعالم كسيد له ، مع احتمال صعود دور القوى الإقليمية التي تسعى لتحقيق استقلالية أكبر بعيداً عن النفوذ الأميركي التقليدي.
وفي سياق التحولات السياسية في الولايات المتحدة ، فقد أوضح بيرني ساندرز زعيم التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي في تصريحات له بعد خسارة كامالا هاريس أمام دونالد ترامب ، “أن الحزب الديمقراطي قد تخلى عن الطبقة العاملة والفقراء والاقليات ، مما ساهم في اتساع الفجوة بين الحزب وناخبيه التقليديين . كما انتقد ساندرز استمرار الدعم العسكري الأمريكي لحكومة نتنياهو ، موجها اللوم لقيادة الحزب على موقفه تجاه حقوق شعبنا الفلسطيني ، والتي شكلت احد الاسباب الإضافية للخسارة .”
يبدو لي من القراءات حول الموضوع بالأيام الاخيرة ، ان غالبية الأميركيين البيض فقدوا الثقة في الانظمة المكونة للنظام السياسي لبلادهم واستغلال الأقلية لمواردها ، الامر الذي سيفتح المجال امام تحركات مختلفة الاتجاهات وربما لجؤ بعض الولايات الى الانفصال والاستقلال ما يهدد الأساس الذي قام بموحبه هذا الكيان السياسي اي الولايات المتحدة وفق مكونات الدين والقهر القومي والمال وفكر الإستعمار الجديد ، الأمر الذي يؤمن اليوم لنخبة رجال الأعمال المتعطشين للربح قدرا غير مقيد على استخدام منصاتهم ومحفظتهم المالية لتشكيل السياسة في ظل الترامبية ، الامر الذي يذكرنا بحالة مشابهة مع هتلر في بدايات النازية . حيث يبدو أن الساسة الجمهوريون قد ضحوا بنزاهتهم وبالديمقراطية الأميركية على مذبح السلطة لتصل النتيجة الى ما وصلت له اليوم من بروز “لمنهج الترامبية” على حساب مبادئ الحزب الجمهوري التقليدية .
وفي هذا السياق ، تبرز هنالك الأصوات المتزايدة التي تدعم حقوق شعبنا الفلسطيني بالشارع الامريكي وتحديدا باوساط الشباب وفق استطلاعات أخيرة ، سواء عبر حزب الخُضر التي حصلت مرشحته التقدمية للرئاسة جيل ستاين على اقل بقليل من مليون صوت ومن تأييد جزء كبير من اصوات الجاليات العربية ومنها الفلسطينية ومن الناخبين المؤيدين للحق الفلسطيني . كما ان هنالك من بعض هؤلاء الناخبين الذين دعموا ترامب في ظل خيبة أملهم من الحزب الديمقراطي . هذا يشير إلى تحول ملموس في المشهد السياسي الأمريكي ، حيث تظهر بدايات تشكل التيار الثالث كقوة متزايدة في التأثير على خيارات الناخبين الأمريكيين مستقبلاً ولو بشكل متواضع ، ما قد يمكن البناء عليه مع الوقت ليُشكل بدايات تغير بالنظام السياسي الأمريكي ، وهو موضوع سأتناول أهميته بالنسبة لقضيتنا الوطنية وتداعياته على تقدم مثل هذا التيار اجمالاً على مستوى العالم وتحديدا في أوروبا كما حدث بفرنسا والى حد ما في بريطانيا في مقال آخر ، بعد ان بات الحق الفلسطيني هو احد المعايير اليوم المكونة لنمو التيارات التقدمية حول العالم في مواجهة قوى اليمين الشعبوي بل والمحافظ المتحالفة مع الحركة الصهيونية .