2:24 مساءً / 5 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

تقرير : التطهير العرقي في غزة ولبنان هدفه توسعة حدود إسرائيل

شفا – أكدت صحيفة “بوليتيكن” الدنماركية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ حملة تطهير عرقي في قطاع غزة وجنوب لبنان، بهدف توسعة حدود “إسرائيل”، تحقيقا لرغبات اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وأشارت الصحيفة الدنماركية، في تقرير نشرته في عدد نهاية الأسبوع بعنوان “الأرض ملكنا”، إلى مؤتمر “عودة المستوطنات إلى شمال غزة” الذي عقد في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وكذلك ما يقوم به جيش الاحتلال من عملية إبادة جماعية في شمال قطاع غزة لدفع سكانه للنزوح قسرًا إلى جنوب القطاع.

يذكر أن جيش الاحتلال شن في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حملة عسكرية عنيفة في شمال قطاع غزة، أسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى، وإجبار السكان على النزوح إلى الجنوب.

وجاءت الحملة على شمال القطاع بعد أيام من تصعيد العدوان الإسرائيلي على مختلف الأراضي اللبنانية، ما أجبر مئات آلاف اللبنانيين على النزوح من مدنهم وقراهم في جنوب وشرق لبنان.

قالت “بوليتيكن” في تقريرها إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يريد التمهيد لبناء مستوطنات في شمال غزة.

واستدلت الصحيفة على ذلك بما جاء في مؤتمر عودة المستوطنات الذي عقد في مستوطنة “بئيري” بغلاف غزة، وشارك فيه سياسيون وأعضاء “كنيست”، بهدف بحث عودة المستوطنات إلى القطاع.

تهجير قسري

ونبهت الصحيفة إلى تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في المؤتمر، قال فيها: سنقدم فرصة لهم (للغزيين) للانتقال إلى بلدان أخرى، لأن الأرض ملك لنا”.

وقالت “بوليتيكن” إن خبراء ومنظمات دولية يرون أن ما يجري في القطاع هو “تطهير” لكل المنطقة الواقعة إلى الشمال من ممر “نيتساريم”، ويأتي مؤتمر حركة الاستيطان اليمينية المتطرفة “ناشالا” في هذا السياق من أجل التحضير لإعادة المستوطنات في غزة.

وسخرت الصحيفة من الحديث عن “هجرة طوعية” لسكان قطاع غزة، مبينة أنه “لا طوعية تحت تجربة الإبادة الجماعية”.

وقال الباحث في الاستعمار الاستيطاني في فلسطين بجامعة “تامبيري” الفنلندية، وسيم غنطوس، إن: “الفكرة هي خلق ظروف لا تطاق للفلسطينيين حتى يتم إجبارهم على الانتقال”.

واعتبر غنطوس أن فكرة توسيع “أرض إسرائيل” ليست جديدة، بل جرى التعاقد مع الحركة الاستيطانية منذ عام 1979 لأجل توسيع حدود “إسرائيل”.

وتواجه “إسرائيل” اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، التي أصدرت قرارا أوليا في يناير/كانون الثاني الماضي جاء فيه أن من المحتمل أن تؤدي الحرب في غزة إلى “إبادة جماعية”.

وأضافت الصحيفة أنه في المجتمع الإسرائيلي يُعبَّر بشكل متزايد عن أفكار حول “إسرائيل أكبر، بحدود موسعة”.

جنوب لبنان

وفيما يتعلق بالجانب اللبناني، أشار التقرير إلى دخول لبنان في دائرة مخططات الاستيطان الإسرائيلي.

وأشارت إلى مقال نشر في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية بعنوان: “هل لبنان جزء من أرض إسرائيل الموعودة؟”، وجاء نشر المقال بعد أيام قليلة من تكثيف الغارات الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية بيروت.

وأشارت “بوليتيكن” إلى أن حركة المستوطنين “أوري تزافون” نشرت إشعارًا بشأن المنازل المبنية حديثًا في جنوب لبنان، بالقول إنه جزء من “إسرائيل التاريخية الموعودة”.

وقالت الصحيفة الدنماركية إنه يمكن اعتبار ما يحصل بأنه ينم عن نيات للإبادة والتطهير العرقي للفلسطينيين واللبنانيين.

وبينت أن الفكرة تقوم على “استعادة مملكة الملك داود”، كما يشيع وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، في الرؤية “المسيانية”.

وقال الأستاذ المشارك في جامعة تل أبيب، أورييل أبولوف، للصحيفة: “منذ ما قبل عام 1948، كانت الحركة الصهيونية تعمل على بناء المستوطنات في فلسطين، وتوسيع أراضيها وطرد الفلسطينيين، من أجل إنشاء دولة يهودية حصرية”.

ولفتت “بوليتيكن” إلى أن فكرة “إسرائيل الكبرى” تعود إلى مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل، الذي كان يريد “دولة يهودية توراتية” تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق.

وأضافت أنه في أعقاب حرب عام 1967، نشأت حركة “إسرائيل الكبرى”، وهي إحدى الحركات التي مهدت لتأسيس حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو.

وأوضحت أن “بن غفير” و”سموتريتش” لديهما مشروع لتوسيع “أرض إسرائيل” يقوم على “خطة مسيانية واضحة للغاية لمستقبل الحرب”.

ويتزايد عدد من يحملون هذه الرؤية، ويظهر ذلك بتزايد ارتداء “تاج مملكة داود” من قبل العسكريين المنتمين إلى ذلك التيار، مع صورة موحدة تظهر خريطة إسرائيل الموسعة، فيما تشير فيها استطلاعات رأي إلى أن 64% من الإسرائيليين يعارضون حل الدولتين.

حكومة نتنياهو

ويؤكد غنطوس أن حكومة نتنياهو ليست بعيدة عن تلك الخطة، وقال: “إنهم يعملون خطوة بخطوة ويختبرون هذه الامتدادات بحجة الأمن”.

وأشار إلى حديث نتنياهو لأعضاء من حزبه عن محادثات مع دول أخرى لاستيعاب سكان غزة، وهو ما يعني طرد الفلسطينيين وتوسيع حدود “إسرائيل”، معتبرا ذلك تعبيرا عن “زواج بين الاستعمار والدين” إلى جانب وجود حوافز اقتصادية وأمنية.

ولفتت الصحيفة الدنماركية، إلى ما يجري في الضفة الغربية، حيث استولت “إسرائيل” على مساحات كبيرة من الأرض خلال العام الماضي.

وحسب “أبولوف”، فإن هذه فرصة ذهبية لنتنياهو في الضفة الغربية المحتلة.

وأشارت “بوليتيكن” في ختام تقريرها إلى أن القائمين على “خطة الجنرالات” في “إسرائيل” ينتظرون وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من أجل الانتقال إلى إجراءات أكثر مباشرة وتطبيق الخطة الهادفة لتطهير المنطقة الواقعة شمال ممر “نتساريم”.

ويرى غنطوس أن “منع تطبيق خطة الجنرالات سيعتمد على المقاومة محليًا وعالميًا”.

شاهد أيضاً

الموقف الحمساوي من الوساطة القطرية: إصرار يقابل بالنقد ، بقلم : لارا أحمد

الموقف الحمساوي من الوساطة القطرية: إصرار يقابل بالنقد ، بقلم : لارا أحمد في الأيام …