12:30 صباحًا / 25 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الاحتجاجات الطلابيه بالجامعات الامريكيه ، بقلم : شاديه خضر الغول

شادية الغول

الاحتجاجات الطلابيه بالجامعات الامريكيه ، بقلم : شاديه خضر الغول

الاحتجاجات باتت حدثا مهم داخل الويلات المتحدة الأمريكية ، يتابعه من هم خارج الولايات المتحدة بكثافه واهتمام ، المظاهرات نفسها داخل أمريكيا او خارجها بدأت مع اليوم الأول للحرب ، ولكن البداية الجادة للموجه الحالية بدأت بتاريخ 17إبريل الماضي ، وتحديدا من جامعه كولمبيا ، وتصاعدت وتطورت إلى اشتباكات وأحداث عنف وتدخلات لقوات الشرطة لفض الاعتصامات بالقوة ، أخرها اعتصام كولومبيا مساء الأربعاء الموافق 17 إبريل و حتى صباح 2 مايو الماضي ، تم القى القبض على 1700 متظاهر طلاب في معظمهم ، وأخرين ما بين أساتذة ومؤيدين ، في أكثر ن 30 جامعه من الساحل الأطلنطي حتى المحيط الهادي والشمال والجنوب .


المطلب الأساسي للطلاب هو سحب استثماراتهم من الشركات التي تدعم الحكومة والجيش الإسرائيلي، وحتى من إسرائيل نفسها، ولكن السؤال الأهم، عن أي استثمارات يتحدثون؟


الجامعات بالولايات المتحدة تعتمد نظام ” الوقف “ENDOWMENT” “، ويعنى تقديم الدعم من أثرياء الدولة للجامعات بهدف تقديم مستوى تعليمي عالي المستوى، أشارات أرقام الوقف للجامعات الأمريكية لعام 2023، 839مليار دولار ، نصيب جامعه كولومبيا مفجرة الاحتجاجات أكثر من 13مليار دولار مخصصه للإنفاق على الأنشطة التعليمة للجامعة ، نصيب الأسد يذهب إلى جامعه هارفرد الذى يبلغ وقفها أكثر من 49 مليار دولار ، كل جامعه تسعى إلى زياده قيمه هذا الوقف باستثماره ، بعض الجامعات استثماراتها في إسرائيل أو في مشروعات تخدم الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر .


هنا الطلاب يسأل لماذا يتم استخدام أموالنا لإنتاج القنابل والمسيرات التي تقتل الفلسطينيين ” دعونا نعيد استثمار هذه الأموال في مجتمعاتنا ” هذا المطلب ليس جديد على المستوى الحركات الطلابية أو مستوى الحركات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي خارج الجامعات ، مثلا تبنت هذه المطالب حركه مقاطعه إسرائيل PDS وهى الحروف الأولى للمطالب الأساسية ، “ BOYCOTT DIVEST SANCTION” التي تأسست عام 2005، على أساس أن إسرائيل دوله فصل إسرائيل تماماً ، مثل دوله جنوب إفريقيا حين كانت تخضع إلى حكم الفصل العنصري الأبيض ، قبل أن يسقط في مطلع التسعينيات ، نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا سقط نتيجة عده أسباب أهمها ، انتشار المقاطعة لها في كل مكان في العالم ، وعليه تبنت حركه مقاطعه إسرائيل نفس مطالب الحركات التي كانت تناهض وتعادى نظام جنوب إفريقيا البائس ،أملا أن تلحق به إسرائيل .


هذه الحركة متهمة من قبل خصومها إسرائيل أنها حركه معاديه للاسامية وبالتالي تبنى نفس مطالبها من قبل الطلاب جعل الطلاب متهمين بأنهم معادون للاسامية، نعود إلى السؤال الأساسي، هل الجامعات الأمريكية فعلاً تستثمر أموالها في شركات السلاح الإسرائيلي؟ الإجابة نعم، هنالك حالات واضحة للاستثمار في الشركات الإسرائيلية التي تدعم الجيش أو الحكومة، وهنالك استثمارات لا تكون بهذا الوضوح، بحيث تقوم الجامعات بالاستعانة بمدراء غالباً ما يضيعون أموال الجامعات في صناديق استثمار بهدف تعظيم الأرباح كعائد على الأموال، تلك الصناديق تضارد فرص الربح وخاصه بشركات السلاح في إسرائيل التي تعتبر من أكبر الشركات أرباحاً.


وفقاً للتجارب السابقة استجابة الجامعات الى الضغط الطلابي وأوقفت استثماراتها الكبيرة في المشروعات المثيرة للجدل سواء في إسرائيل أو في غيرها، مثلاً عام 2022 حراك الطلاب المؤيدين للحفاظ على البيئة أجبر جامعه برستون PRESTON College، على سحب استثماراتها من شركات النفط والغاز، بنفس الجامعة نجح طلابها بعام 1969 بإجبار إدارتها على سحب استثماراتها من دوله جنوب إفريقيا احتجاج على سياستيها العنصرية.


الاحتجاجات الحالية فرضت على الجمع استدعاء احتجاجات الطلاب الشهيرة عام 1968 التي انتشرت في كل أنحاء العالم احتجاج على حرب فيتنام، وكان لجامعه كولومبيا محور الاحداث الحالية دوراً رئيسياً في تلك الاحتجاجات لأنها أرغمت الجامعة على إنهاء الأبحاث السرية التي كانت تدعم الجيش الأمريكي في حربه على فيتنام، كذلك أوقفت تلك الاحتجاجات التجنيد الإلزامي للجيش.


لذلك ماذا سوف تنتج تلك الاحتجاجات مسألة تحتاج الى تراكميه ووقت، ولكنها من المؤكد سوف يكون لها أثار بعيده المدى لصالح القضية الفلسطينية.

شاهد أيضاً

إصابة شاب برصاص الاحتلال في الفندقومية جنوب جنين

إصابة شاب برصاص الاحتلال في الفندقومية جنوب جنين

شفا – أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، في بلدة الفندقومية جنوب …