12:29 صباحًا / 25 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

ألمانيا وإسرائيل ، وألماينا وهريرو وناميبيا ، بقلم : شاديه خضر الغول

شادية الغول

ألمانيا وإسرائيل ، وألماينا وهريرو وناميبيا ، بقلم : شاديه خضر الغول

لماذا المانيا لان دور المانيا في دعم إسرائيل من الموضوعات التي لا تحذى باهتمام كبير ، سياسيه المانيا الحاجه كلها لا تحذى باهتمام كبير هنا بمنطقتنا ، هنالك صورة إيجابيه عن المانيا ليس باعتبارها بلد جاد ويضرب به المثل بالإتقان والانضباط ، بالإضافة أن الصورة عنها بعد الحرب العالمية الثانية أنها دوله نيرة خيريه ، خصوصاً بعد تركيزها على دعم مشاريع تنموية وتعليمه في كثير من دول العالم الثالث ، وعدم تورطها في حروب مثلا ً عدم مشاركتها في غزو العراق عام 2003 ، رفضها المشاركة في حرب لبيا عام 2011 ، عزز من هذه الصورة أن المانيا لم تحتل دول في الشرق الأوسط ، رغم احتلالها دول أخرى في العالم ، لعبت دوراً في الوساطة بين إسرائيل وحزب الله أكثر من مرة ، كانت دعماً رئيساً لاتفاقيه أوسلو ، هي متبرع رئيسي للسلطة الفلسطينية ، أخفت هذه الصورة جوانب كثيرة مظلمه للسياسة الخارجية لألمانيا ، هذه الدولة الصهيونية التي تدعم إسرائيل بشكل مطلق ، حرب غزة وضعت المانيا في موقف مخرجاً بسبب دعمها المطلق لإسرائيل ، كشفت في الوقت نفسه عن ثقافتها كيف ، لماذا ، الحرج جاء بسبب إصرار المانيا لدعمها لإسرائيل في حربها على غزة بكل السب ، لكن قبل الإشارة الى الدعم الألماني الى إسرائيل ، وحتى تتضح الصورة يجب أن نعرف ما هو موقف المانيا من الحرب ، هو موقف متطابق لموقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأكبر والشريك لإسرائيل في حربها على غزة مثلاً الهاجس الأكبر عند المانيا كما تكشف تصريحات مسؤوليها هو الخوف على أمن إسرائيل من حماس الإرهابية كما تصفها المانيا ، حماس كما قالت وزيرة الخارجية لأكثر من مرة ” حماس من تحتجز قطاع غزة بأكمله كرهائن ، وهى المسؤولة عن سقوط ضحايا من الفلسطينيين لأنها تستخدمهم كدروع بشريه ، كذلك كانت المانيا من الدول القليلة التي رفضت وقف الحرب على غزة ، هدن إنسانيه ممكن ، لكن وقف إطلاق نار كامل لا ، قال الإجابة مستشار المانيا ” وقف إطلاق نار سيسمح لحماس بإعادة تسليح قواتها وهو لا يجب السماح به ، ويجب القضاء على حماس ” ، نفت الحكومة الألمانية أي إتهام لإسرائيل باستهداف إسرائيل لمدنين ، وسخرت من إتهام جنوب إفريقيا لإسرائيل بارتكاب الإبادة الجامعية في غزة ، فكانت من أوائل الدول التي صدقت رواية إسرائيل عن تورط الأونروا في دعم حماس وقطعت عنها التمويل قبل أن تتراجع عنها لاحقاً ، في داخل المانيا قمعت المظاهرات المؤيدة لفلسطين ، واعتبرت معاديه للسامية ، ألغيت فعاليات لجوائز لكتاب عرب وغير عرب ممن ينتقدون إسرائيل ، ومثل الولايات المتحدة تماماً تصريحات المسؤولين في ناحيه ، وما يجرى بالواقع في ناحيه أخرى ، مجله فورين بوليسي، تواصلت مع عدد من مسؤولين ، دبلوماسيين المان ممن عملوا وممن مازالوا يعملوا بمنطقه الشرق الأوسط ، قالوا خارج التسجيل خوفاً على مراكزهم ،”الحكومة الألمانية منحازة ، وما تفعله إسرائيل فصل عنصري ، وإبادة جماعيه “.
المانيا عبرت عن دعمها لإسرائيل بكل السبل على المستوى الدبلوماسي:


سارع كبار مسؤوليها وعلى رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتس لزيارة إسرائيل عدت مرات لتقديم الدعم للدولة العبرية بعد هجوم 7 أكتوبر، أولها في شهر أكتوبر وفيها قال كلمته الشهيرة ” لألمانيا مكان واحد فقط، وهو بجوار إسرائيل والزيارة الثانية في مارس الماضي، وزيرة الخارجي هزارات إسرائيل منذ 7 أكتوبر حتى الأن 6 مرات .
اقتصادياً: تدفع المانيا سنوياً، وحتى اليوم 1.4 مليار يورو سنوياً ، لضحايا الاضطهاد النازي الذين يعيشون معظمهم في إسرائيل ، بلغ إجمالي هذه التعويضات لإسرائيل حوالى 82 مليار يورو ، حتى عام 2022 وفقاً لوزارة الخارجية الألمانية ، هذا بالإضافة الى المساعدات الى الجامعات والمدارس والمؤسسات الإسرائيلية المختلفة .
على المستوى السياسي
دعمت إسرائيل بأكثر من طريقه منها ، التطوع بالدفاع عن إسرائيل في محكمه العدل الدولية بهيئتها من تهمه الإبادة الجماعية في غزة ، رفضت الانضمام الى الدول الأوربية مؤخراً التي اعترفت بفلسطين كدوله ، غيرت مؤخراً اختبار الجنسية لتشمل إسرائيل حتى تضمن من خلالها المتقدمين للحصول على الجنسية الألمانية يعرف الحد الأدنى من المعلومات عن إسرائيل ، ولايحمل أي مشاعر معاديه لها ( وزيرة الخارجية الألمانية قالت في صحيفه اشبيلية الأسبوعية في عددها الصادر يوم الخميس 28 مارس 2024 ” معاده السامية والعنصرية تمنع التجنس و أي شخص لا يشركنا قيمنا لا يمكنه الحصول على جواز سفر المانيه ) ، هذا كلام جميل ولكن اقتصاره على إسرائيل هنا المشكلة ، في اختبار الجنسية المانيه الجديد والذى يجب تقديمه للحصول على الجنسية قد يسأل المرشحون عن اسم مكان العبادة اليهودية ، أو سنه التأسيس لدوله إسرائيل أو أسباب وأشكال الالتزام الألماني للدولة العبرية ، هذا ما تحدث به العاملون الى المجلة.
على المستوى العسكري
دعمت المانيا إسرائيل بامتدادها بالسلام ، وكل ما تنتجه المانيا وهى ثاني أكبر مزود للسلاح بعد الولايات المتحدة الأمريكية ، يعنى عام 2023 وافقت المانيا على إرسال معدات عسكريه بقيمه 350مليون دولار ، هذا يعد أكبر بعشرة مرات من ما تم الموافقة عليه بالعام السابق 2022 ، عام 2019 حتى عام 2023 كانت الصادرات المانيه للسلاح تمثل 30% من الأسلحة التي اشترتها إسرائيل من الخارج وفق معهد إستكهولم المعنى بصناعه وتجارة السلاح في العالم ، كل هذا يمكن أن يكون مفهوم حتى بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة ، المانيا مثل دول أخرى في البداية اعتبرت أن رد إسرائيل على هجوم 7 أكتوبر رد شرعي وباركت هذا الرد إيماناً منها بأمرين
أن حماس ليست جماعه مقاومه إنما حركه إرهابيه، تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدأ ب7إكتوبر 2023، وبما أن هذا التاريخ هو بداية الصراع فإن الطرف المعتدى حماس، أي حديث على أن هجوم 7 أكتوبر هو نتيجة طبيعية لسنوات الاحتلال ، والفصل العنصري لا يجد من يسمعه من قبل المسؤولين الألمان ، لكن هذا الدعم المطلق لم يعد مقبولاً أو مفهوماً بعد أن إيعنت إسرائيل بالانتقام من الفلسطيني ” الكل الفلسطيني ” في غزة والضفة حيث لا يوجد حماس
بات واضحاً أن هدف إسرائيل ليس حماس إنما التطهير العرقي ليؤدي في نهاية المطاف أي إخلاء القطاع من أصله وإعادة استيطانه، ونفس المصير ينتظر الضفة وفلسطيني 48 ، صحيح أن المانيا على طول أمد الصراع وتعدده ، والمذابح الإسرائيلية بدأت بتوجيه انتقادات لإسرائيل ، لكنها خافته وخجولة مقابل دعمها المطلق لإسرائيل تماماً مثل الولايات المتحدة .
هذه المواقف جعلتها موقف اعتراض في الداخل والخارج مثال قرار “نيكارغوا” مقاضه المانيا أمام محكمه العدل الدولية دولياً بتهمه التواطئي مع إسرائيل في الإبادة الجماعية للفلسطينيين ، داخلياً تزاد الضغوط على الحكومة لوقف تزويد إسرائيل بالسلاح مثلاً رفعت خمس جماعات حقوقيه في إبريل الماضي دعوة أمام محكمه ألمانية تدعو فيها الحكومة لوقف تصدير المانيا السلاح الى إسرائيل .

رغم ذلك ذهبت المسؤولون الى دعم إسرائيل المطلق ، مثل المستشار الألماني أولاف شولتس ، ذهب بالتعبير عن تأييده ليقول أمام مبنى البرلمان الألماني في 12 أكتوبر 23 أمن إسرائيل هو ضد أسباب وجود الدولة الألمانية والمستشار الألماني ، كرر نفس الكلمة وقال أن امن إسرائيل هو أسباب وجود ألمانيا مضيف أن بعد هجوم حماس لا يمكن أبداً أن يكون هذا الالتزام كلام فارغاً ، وهذه العبارة لم تكن إنشائية ، ولا عابرة ، هذا يعنى أن أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض بالنسبة الى المستشار في المانيه .


الدافع الرئيسي المعلن كدعم المانيا المطلق لإسرائيل هو شعور الألمان بالذنب من جرائمهم تجاه اليهود في فترة هتلر 1933 حتى 1945 ، لو كان هذا هو السبب فهذا يعبر عن نفاق مقزز لسببين

  • أن الشعور بالذنب عن جرائم ضد اليهود ، لا يمكن أبداً أن يبرر دعمها لليهود بارتكاب جرائم حرب بحق شعب أخر وهو الفلسطيني الان .
  • جرائم المانيه تاريخياً لم تقتصر على اليهود ، دوله ناميبيا مثلاً تطالب المانيا منذ عشرات السنوات تطالب بتعويضات عن جرائم الالمان ضدهم أثناء احتلالهم لا ناميبيا منذ نحو 100 عام وألمانيا لا تستجيب
    ناميبيا كانت واحده من المستعمرات المانيه في أفريقيا في الفترة 1884-1918 التي استقبلت أكبر عدد من المستوطنين الأمان في إفريقيا في أوائل القرن العشرون بعد قدوم هؤلاء المستوطنون الالمان على أراضي السكان المحلين ، واستغلوا بعضهم في أعمال الصخرة وضردو أخرين الى دول مجاورة أخرى .
    كان من بين الأراضي التي استولى عليها هؤلاء المستوطنون أراضي ومواشى قبلتي “هريرو – وناميبيا” حيث ثار المواطن في هريرو على المحتل الألماني في يناير 1904، هاجم هؤلاء السكان المحلين المان المستوطنون الذين هاجموهم وتم قتل حوالى 123 المانى تقريباً ، غضبت الحكومة الألمانية وارسلت جنرالا أصبح الأن شهيراً في تاريخ جرائم الحرب وهو لوثار فون تروثا وعد وفقاً للوثائق الألمانية بإبادة قبيله هريرو وطارد الشعب من رجال ونساء وأطفال القبيلة ممن حاول الهروب عبر الصحراء أملاً بالوصول الى أرضى أمنه مجاورة وحتى بوتسوانا حالياً في هذه الرحلة مات الألف نتيجة إطلاق النار عليهم، و شرب المياه المسممة أو الغير صالحه للاستخدام الأدمي أو الموت من العطش والجوع في الصحراء ولم يكتفى الألمان بذلك بل فعلوا ما هو أفظع ، قطع رؤوس العشرات بعد قتلهم ، وأرسلوا جماجمهم الى باحثين في ألمانيا لإجراء تجارب علميه ، هدفها إثبات التفوق العنصري للأوربيين البيض على الأفارقة السود ، في بعض حالات تم إجبار النساء في هريرو “الأسيرات ” على غلى الرؤوس المقطوعة ، وقشطها قبل ارسالها للعلماء في برلين
    الحكومة الألمانية في نوفمبر 1904 الغاء أمر الإبادة الذى قرره لوثار فون تروثا، طالبت منه الاكتفاء باعتقال من تبقى من أبناء القبيلة وعملهم بالصحراء ، بالعالم التالي 1905 ولنفس الأسباب ثارت قبيله ناميبيا ضد الألمان ونفس الجنرالات لوثار تحديدا في 22 إبريل 1905 وفقاً لوثائق المانيه منشورة بإصدار أمر إبادة ثاني ، جاء في هذا الأمر .
    سيتم إطلاق النار على كل ناميبيا يتم الاستلام وقال نصاً أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد البيض فقد انتهت حياتهم بموجب القانون ، وسيكون مصير ناميبيا مثل مصير الهريرو واللذين اعتقدوا في اعماقهم أنهم قادرون على هزيمه الإمبراطورية الألمانية والشعب الألماني العظيم
    السؤال أين هم الهريرو واليوم
    يقدر إجمالي من قتلهم الألمان 80% من قبيله هريرو و50% من ناميبيا ، ويقدر الإجمالي من القتلى 100 الف من القبلتين في الفترة من 1904-1908 هنالك شبه إجماع بين المؤرخين أن ما حدث في القبلتين هو أول جرائم الإبادة الجماعية في القرن العشرين
    في عام 2018 بعد 100 عام من هذه المجاز اعادت المانيا الى ناميبيا الجماجم التي اجرت عليها التجارب ، بعد ثلاث سنوات 2021 ، في بيان رسمي للحكومة الألمانية ، اعترفت المانيا رسمياً بجرائها ، قالت ” أنها تعترف بمسؤوليتها الأخلاقية عن استعمار نامين ، واعتذرت عن التطورات التاريخية التي أدت الى ظروف الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان ، في نفس البيان المانيا قالت نصاً ” نحن ألمانيا نعتذر ، وننحى أمام وأحفاد الضحايا ” واليوم وبعد مرور أكثر من 100 عام تطلب ألمانيا المغفرة عن خطأيهم بحق أجدادهم ، ليس من الممكن التراجع عن ما حدث ، ولكن المعاناة الوحشية التي لحقت بالأف الرجال والنساء والأطفال الأبرياء على يد المانيا فيما يعرف اليوم بأميبا ، يجب أن لا ينسى ، ويجب أن يكون تحذير من العنصرية والإبادة الجماعية “
    المانيا التي اعترفت بجرائمها بعد أكثر من 100 عام عرضت على ناميبيا تمويل مشاريع هنالك بقيمه 1,1 مليار يورو على أن يتم صرف الأموال على برامج مساعدات على مدار 30 عام ، كانت المانيا حريصة على عدم وصف هذا المبلغ كتعويضات بل منح والسبب الخوف من المطالبات القانونية من الدول الأفريقية الأخرى ، مثلاً قتل الالمان في مستعمرة أخرى وهى تنزانيا 250الف مواطن هو ثلث سكان تنزانيا في وقتها .
    قارن موقف المانيا مع مستعمراتها الأفريقية ، وموقفها من الدولة اليهودية ، التي سارعت المانيا بالاعتراف بارتكاب جرائم الإبادة الجامعية بحقهم ، سارعت بالقبول بتعويضهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .
    حتى اليوم تواصل المانيا عنصريتها بتملص من دفع تعويضات مماثله لليهود الى مواطني ناميبيا وتانزانيا وغيرهم ، ومازال أبناء قبيله هيريرو وناميبيا يطلبوا المانيا بتعويضات عما ارتكبته بحق أجدادهم من مذابح وسلب هؤلاء أرضهم حتى الان ، لان هذه الأراضي ألتي الت مواطنين بيض أو مواطنين منتمين الى نخب سوداء من أبناء القبائل الأكثر ثراء ، يعنى باختصار شديد المانيا لن تقتل أبناء هذه القبائل فقط بل ورثت أحفادهم الفقر حتى الأن ، بالمناسبة دفاع امانيا في محكمه لاهيا استفز رئيس ناميبيا كثيراً كتب في بيان نشر في 13 يناير الماضي ،” يمكن لألمانيا أن تعبر أخلاقياً عن التزامها في اتفاقيه مناهضه الإبادة الجماعية وهى لم تكفر عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في ناميبيا ومازالت تدعم الإبادة في غزة
    للإنصاف لم تكن المانيا منحازة بهذا الشكل الفج لإسرائيل ، كانت بعد نهاية الحرب العالمية طبعاً منحازة لتأكد للعالم ندمها على ما فعلت بحق اليهود ولكنها الان بالغت في ذلك ، حاولت سابقاً موازنه هذا الانحياز بدعم مؤسسات السلطة ، فتح أبوابها للاجئين الفلسطينيين ، المانيا موطن أكبر جاليه للفلسطينيين في أوروبا ، وفتحت أبوابها لكل العرب واستقبلت حوالى 15مليون لاجئ سوري ، لعبت أدوار وساطة في المنطقة .لكنها فشلت في تحقيق هذا التوازن ، خاصه بعد هجمات 7 أكتوبر ن إسرائيل أقنعتهم أنهم تعرضوا الى محرقه ، ولبعوا على هذا الوتر الحساس لديها .
    يبدو ليس صدفه أن دور ألمانيا الاستعماري منسى تماما ، كل ما يذكر عن جرائم المانيا التاريخية يقتصر على المحرقة لليهود والأسباب واضحة بتقديري :
    أن تكون المحرقة جريمة ضمن جرائم متعددة يجب أن تكون معاناه اليهود استثنائية وتحقق ذلك على كل الصعد بقوة اللوبي الصهيوني من ناحيه ، وضعف الأفارقة من ناحيه أخرى
    المانيا بنت سمعتها بعد الحرب العالمية الثانية على سياسه خلصتها أنها استخلصت العبر من ماضيها الإجرامي ، وأصبحت دوله مسالمه ، ترفض التعدي على الاخرين ، تقدس حقوق الإنسان سواء داخل المانيا أو على المستوى الدولي ، هذه السمعة تلطخت الان في كل دول العالم النامي ، في استطلاع أجراه المركز العربي في واشنطن 2020 ، نتائجه تظهر أن غلبيه الجمهور العربي لديه أراء ايجابيه عن السياسية الخارجية لألمانيا ، لكن في 2024 أظهر استطلاع أخر أجاره معهد الدوحة في يناير الماضي أي بعد 7 أكتوبر ، أظهر ان 75% من جمهور المبحثين لديهم اراء سلبيه بعد الحرب على غزة
    هل يفرق ذلك ؟ نعم يفرق على مستويين :
    فقدت قوتها الناعمة وهذا ما أقر به مسؤولون المان ، قبل الحرب كانت المانيا قادرة على احراج روسيا بانتقاد القصف للمستشفيات والمدنيين في أوكرانيا بعد الحرب على غزة لا تسطيع المانيا الانتقاد لاها تدعم وتايد إسرائيل في قصفها المستشفيات والمدنيين في غزة ، حين تفقد قوتك الناعمة كدوله تفقد الكثير من مصداقيتك الدبلوماسية .
    من الصعب على المانيا القاء المواعظ عن احترام حقوق الانسان ، من الصعب عليها لعب دور وساطة بالمنطقة ، ما يترتب عليه تراجع نفوذها بالمنطقة ،صعب أن تواصل مساعيها بالحصول على مقعد بمجلس الأمن / لان حمله ألمانيا في ذلك انها سوف تكون حمامه السلام ، التي تدعم احترام حقوق الانسان ، وتطبيق القانون الإنساني ، بعد حرب غزة لن تجد نفس الحماسة .
    الدبلوماسيين الألمان الان يتعرضوا الى السخرية في دعمهم لإسرائيل مثلاُ اجتماع المجلس التنفيذي للانسكو تعرضت المندوبة الألمانية لصيحات الاستهجان عندم عرضت العنف الجنسي الذي ارتكبته حماس ضد الإسرائيليات.
    مصالح المانيا من بعثاتها الدبلوماسية، شركاتها ، مشاريعها التنموية والتعليمية ، قد تتعرض لهجوم من غاضبين ومعارضين لسياستها ، لكن الأخطر من ذلك أن المانيا في دعمها ومساندتها الى إسرائيل تساهم مثل الولايات المتحدة تساهم في هدم مصداقيه القانون الدولي ، وخلق عالم منفلت مع فارق كبير بين أمريكا وألمانيا ، أمريكا القوية تستطيع حمايه مصالحها ولكن المانيا ليس لديه من القوة ما يحمى مصالحا في هذا العالم الذى لا يحترم القانون .
    دعم المانيا لإسرائيل في خرق إسرائيل كل القواعد والقوانين هو دعم لدول أخرى في ضرب مصالحها في المنطقة ، مثل روسيا التي تتهمها المانيه بمحاوله ابتلاع اوربا الشرقية ، وربما المانيا نفسها ، وهذا أكثر ما يخشاه الألمان أن تكون ضحيه لدول مفترسه في عالم يستخف بالقوانين مثل ما حدث في ثمانيات القرن الماضي .

شاهد أيضاً

إصابة شاب برصاص الاحتلال في الفندقومية جنوب جنين

إصابة شاب برصاص الاحتلال في الفندقومية جنوب جنين

شفا – أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، في بلدة الفندقومية جنوب …