5:20 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

البشير يقرع طبول الحرب لاستعادة الجنوب

شفا -تصاعدت نذر الحرب بين شمال السودان وجنوبه الاربعاء يعد ات توعد الرئيس السوداني عمر البشير بـ”تحرير دولة جنوب السودان” من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم البلاد. وقال البشير في تجمع لشباب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم “هدفنا الرئيسي منذ اليوم هو تحرير جنوب السودان من الحركة الشعبية”.

 

وأضاف “هذه مسؤوليتنا أمام اخواننا في جنوب السودان”.

 

وأشار البشير إلى أن ” القصة بدأت في هجليج وستنتهي إما في جوبا أو في الخرطوم” موضحا إلى أن أنباء سارة خلال الساعات المقبلة من جبهة القتال بين الطرفين.

 

وكانت اشتباكات جديدة قد اندلعت شمالي مدينة أويل في دولة جنوب السودان على بعد حوالي 100 ميل (160 كيلومتر) غرب حقل هغليغ النفطي الذي شهد قتال الجانبين خلال الايام القليلة الماضية.

 

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان لبي بي سي إن سبعة جنود جنوبيين و15 جنديا سودانيا قتلوا خلال الاشتباكات.

 

وتعتبر هذه الجولة من القتال بين الدولتين الأعنف منذ انفصال جنوب السودان رسميا في يوليو/ تموز عام 2011، إثر استفتاء على حق تقرير المصير.

 

وقال دبلوماسيون أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء إن السودان وجنوب السودان قد صارا “منغلقين على منطق الحرب”.

 

وحسبما ذكر المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير، فإن اشتباكات أويل اندلعت عندما أردي جندي جنوبي قتيلا لدى ذهابه لجلب الماء مساء الثلاثاء.

 

ووقع هذا الحادث في الطريق بين مدينة أويل الجنوبية وبلدة الميرم في إقليم دارفور السوداني، وتحديدا في قرية يسميها الجنوبيون (أجوك) بينما يطلق عليها السودانيون معسكر بحر العرب.

 

ولم تعلق القوات المسلحة السودانية على الحادث، لكن محافظ الميرم العقيد فتحي عربي أكد وقوعه في تصريحات للمركز السوداني للخدمات الإعلامية المقرب من السلطات.

 

وكان القتال اندلع بين الخرطوم وجوبا مجددا إثر احتلال جيش جنوب السودان حقل هغليغ النفطي الاسبوع الماضي.

 

ودعا الاتحاد الافريقي جنوب السودان إلى الانسحاب من منطقة هجليج، مطالبا الطرفين بممارسة ضبط النفس وعدم الوقوع في حرب شاملة.

 

ويخشى مراقبون من أن تؤدي الاشتباكات الحدودية إلى العودة إلى حقبة الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال عندما كانا بلدا واحدا قبل انفصال الجنوب.

 

وكان شمال السودان وجنوبه خاضا أطول حرب أهلية في القارة الافريقة (1983-2005) سقط خلالها أكثر من مليوني قتيل، وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل عام 2005 برعاية أمريكية وأفريقية مما مهد الطريق لمنح الجنوب حق تقرير المصير ومن ثم الانفصال.

 

لكن العديد من القضايا لا تزال عالقة بين الجانبين على الرغم من هذا الاتفاق ابرزها ترسيم الحدود.

 

تحذير من مجلس الأمن

 

صرح دبلوماسيون ان مجلس الامن الدولي بحث الثلاثاء في امكانية فرض عقوبات على السودان ودولة جنوب السودان الفتية بهدف ابعاد شبح حرب مفتوحة بين البلدين.

 

لكن مبعوثي السلام الى البلدين قالا امام المجلس ان السودان ودولة الجنوب عالقان في “منطق الحرب”.

 

وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس ان الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن طلبت مجددا انسحاب قوات جنوب السودان من منطقة هغليغ النفطية الشمالية وان يوقف السودان قصفه الجوي لاراضي الجنوب.

 

ودعا المجلس البلدين الى “وقف تام وفوري وغير مشروط” للمعارك.

 

واكد السفيرة الاميركية التي ترئس المجلس في نيسان/ابريل للصحافيين ان المجلس “ناقش وسائل تعزيز تأثير المجلس للضغط من اجل القيام بهذه الخطوات بما في ذلك امكانية فرض عقوبات”.

 

وتحدث وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي وموفد الامم المتحدة هيلا مينكاريوس امام المجلس عن النزاع على الحدود بين البلدين.

 

وقال مبيكي ان السودان وجنوب السودان “عالقان في منطق الحرب”، كما ذكر دبلوماسيون حضروا الاجتماع.

 

واضاف هؤلاء الدبلوماسيون ان الوسيطين الدوليين اكدا ان “المتشددين يجدون مناخا ملائما حاليا في جوبا والخرطوم” ودعوا مجلس الامن الدولي الى “بدء محادثات مع الحكومتين مباشرة لتتراجع كل منهما عن مواقفها”.

 

واعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان الولايات المتحدة ارسلت موفدا الى السودان من اجل تهدئة التوتر المتصاعد منذ عدة اسابيع بين الخرطوم وجوبا.

 

وقال تونر ان الموفد الاميركي الى السودان وجنوب السودان برينستون لايمان سيصل الى الخرطوم مساء الثلاثاء او الاربعاء بعد ان التقى رئيس جنوب السودان سلفا كير في جوبا.

 

واضاف ان لايمان سيوجه في السودان الرسالة نفسها التي وجهها في جنوب السودان ومفادها “نحن بحاجة لوقف العنف فورا وبدون شروط وان يعود الطرفان” الى طاولة المفاوضات برعاية الاتحاد الافريقي.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …