شفا – أكد الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. احمد مجدلاني ضرورة التدخل الجماعي والعمل المشترك لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط، يعد الاتحاد الروسي من الداعمين الأقوياء لهذا النهج، حيث يؤكد دائمًا أهمية اعتماد مقاربة متعددة الأطراف في مواجهة تحديات التسوية في الشرق الأوسط.
وأضاف د.مجدلاني خلال مشاركته في منتدى الخبراء الدولي الرابع «روسيا – الشرق الأوسط “والذي ينظمه مركز إيفجيني بريماكوف للتعاون الدولي بالشراكة مع معهد الدراسات الشرقية في الاكاديمية الروسية للعلوم بدعم من وزارة الخارجية الروسية والذي انطلقت اعماله اليوم بحضور ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، ممثل الرئيس الروسي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ورئيس المعهد البروفيسور فيتالي نعومكن وفاسيلي كوزنتسوف، نائب مدير المعهد ورئيس المركز العربي والدراسات الإسلامية، والمدير التنفيذي لمركز يفغيني بريماكوف، بمشاركة دبلوماسيين واكاديميين وسفراء دول عربية أن محاولات احتكار دور الوساطة والرعاية الأمريكية المنفردة والمنحازة لم تحقق نجاحًا في حل النزاعات، بل أدت إلى تفاقمها، وهو ما يتجلى حاليًا.
وتابع في سبيل فهم التحولات الجيوسياسية الحديثة في الشرق الأوسط، يتطلب الأمر النظر بعناية في الاستراتيجيات الرامية إلى التأثير في المنطقة، ومن بين هذه الاستراتيجيات تأتي استراتيجية روسيا الاتحادية بوصفها أحد اللاعبين البارزين.
قائلا أن المهمة الرئيسة في الوقت الحالي هي وقف جرائم الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بخاصة في غزة سريعًا، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المحتاجين، ومن الضروري البدء بتهيئة الظروف لاستئناف عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية.
وأشار د.مجدلاني يظهر الاتحاد الروسي مجددًا بوصفه لاعبًا دبلوماسيًّا بارزًا في جهود تسوية النزاع بين إسرائيل وفلسطين، حيث قدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن يهدف إلى وقف الحرب على غزة، وتحقيق هدنة بين الأطراف المتنازعة، يركز مشروع القرار على عدة نقاط أساسية، منها وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والتنديد بالعنف ضد المدنيين، وقد أتى هذا الطرح في سياق تصاعد الهجمات الإسرائيلية، وتصاعد حدة الصراع، مما يجعل الجهود الدولية للتسوية أمرًا ضروريًّا، وتعكس هذه المبادرة الجديدة إرادة روسيا في المشاركة الفعّالة في تحقيق السلام في المنطقة، وتجسد التزامها بالإسهام في حل النزاعات الإقليمية، وتحقيق الاستقرار.
واوضح د .مجدلاني أن القراءة في استراتيجية روسيا للشرق الأوسط، تستند إلى فهم التحولات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة، وتطوّر استراتيجية روسيا من التوجه الأوروبي الأطلسي إلى تأكيد الهوية الأوراسية، مع التركيز على التكامل والتنوع في استجابتها للتحديات المتغيرة.
مشيرا لقد اعتمدت روسيا في مواجهة التحديات التي تعترضها في منطقة الشرق الأوسط على تبني استراتيجيات متعددة، بدءًا من تعزيز العلاقات الدبلوماسية، مما يظهر مرونتها في تكييف استراتيجياتها وفقًا للظروف المتغيرة، واستعدادها لتبني الوسائل الملائمة لحماية مصالحها، وتحقيق أهدافها في المنطقة.كما قامت روسيا بتطوير وتعزيز مجموعة البريكس بضم عدد من دول المنطقة باعتبارها اطار دولي فاعل لاحتواء وتطويق النفود والدور الامريكي على المستوى الإقليمي بالشرق الأوسط والدولي.
قائلا إن تحليل استراتيجية روسيا في الشرق الأوسط يكشف أيضًا عن تأثير العوامل الاقتصادية والطاقة ، ويظهر أهمية الاقتصاد الكبير والموارد الطبيعية الضخمة في توجيه روسيا للتفاعل مع المنطقة، خاصةً فيما يتعلق بصناعة تصدير النفط والغاز. كما أن تعاون روسيا مع الدول الأوراسية يعكس التحول الاقتصادي، والبحث عن التكامل في مجالات الطاقة والاقتصاد.
واختتم مؤكدا أن الاستراتيجية الروسية تستند في المنطقة الى أهميتها الجيوسياسية والاقتصادية ، ولما تشكله من ثقل مهم في سعى روسيا للانتقال بالنظام الدولي أحادي القطبية الى نظام دولي متعدد الأقطاب اكثر عدالة وديمقراطية بالعلاقات الدولية .