أُمّةٌ يقِظة و واعية ، بقلم : نزار موسى أبو دهيم
إلى الذين يسيطرون على الإعلام ومحتويات الشبكة العنكبوتية والذين يريدون لهذه الأمة ترك عقيدتها وخداعها وتغييرها من الإيمان بالله تعالى وأنبيائه ورسله وكتبه إلى الإيمان بالدجاجلة والمتنبئين والكهنة والعرّافيين وتشكيك الناس بالله واليوم الآخر وقضاءه وقدره وعلمه الأزليّ.
أقول لكم لن تفلحوا أبدا.ولا يُفلح الساحرُ حيث آتى.
إلى العرّافيين والمتنبئين الذي يظهرون على مساحات كبيرة من مواقع التواصل الإجتماعي ويتصدرون القنوات الإعلامية ويتآمرون على هذه الأمة.الذين يُخبرون و يُسقطون بها دولاً و زعامات وقيادات في ثلاثة دقائق.وينشرون الخوف والذعر بين الناس وينذرون بالآف الكوارث الطبيعية والزلازل والبراكين والأمراض الفتاكة وظهور الكائنات الغريبة في حلقة إعلامية تجارية واحدة.نقول لكم لا نصدقكم أبدا.
تراهم يتحدثون بكل جرأة وثقة وكأنهم أنبياء ومُرسلين ومُلهمين.يدّعُون معرفة كل شيء وتواريخ كل شيء.وتُضاف لهم الألقاب الكبيرة ويُخاطبُونَ بالأسماء المُهيبة ويُعطونَ هالة من القداسة والتبجيل.حتى وصل الأمر بأحدهم على إحدى القنوات الإعلامية أن يقول إني معكما أسمع وأرى وأتكلم!!! يقصد بذلك معرفته الماضي والحاضر والمستقبل..نعوذ بالله من ذلك_تعالى الله عما يقول الظالمون.
إلى بُسطاء وجُهلاء هذه الأمة التي أصبح من صلب عقيدتها وجُلّ همّها اعتمادها على الرؤى والمنامات و ظهور الآف المفسّرين الذين ينسجُون بسذاجتهم انتصارات ملحمية مستقبلية تحدد مسار الأمة بعد ثلاثة الآف سنة من الآن اعتماداً على وقع أحلام ومنامات.اقول لكم لا تسمعوا لهم.ولا تغيبوا عقولكم.
إلى الذين يريدون لأمة إقرا أن تبقى في غياهب وغيابات الجهل والضياع وسرادق التخلف.بعد أن ملئت العالم بالنور والعلم والحضارة والرحمة.
إلى أولئك الذين يريدون طمس النور والهدى الذي أنزله الله على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام الحنيف.
نقول لكم أننا على حذرٍ وعلمٍ واقعي وإستقرائيّ منطقيٍّ مجرب بما تريدونه وتخططون له ليل نهار.
فإننا مع دعوتنا لأبناءنا بحفظ كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى اللّه عليه وسلم نأمرهم كذلك بحفظ القوانين الفيزيائية والمعادلات الكيميائية والرياضياتية.ودراسة السببية والنواميس الكونية.ونذكّرهم بالماضي ونعيش معهم الحاضر وننظر بعيوننا وعيونهم إلى علوم الفضاء والقمر.
ومن هنا أطلب من أهل الإختصاص بالعلم الشرعي من فقهاء وعلماء هذه الأمة أن يبيّنوا حقيقة هؤلاء العرّافيين والمنجمين ويفنّدوا أقوالهم وأن لا يتركوا الأمة فريسةً لهم بأي حال وفي أي وقت وزمان.
وكذلك أخاطب علماء الإجتماع وعلماء النفس والإرشاد الإجتماعي والتربوي والتوعوي أن يساهموا بأقلامهم وأصواتهم ومحاضراتهم لإيقاف هذه المهزلة وهذه الإنحرافات والتعديات على عقول أبناء هذه الأمة ودينها وسلوكها وتراثها والتصدي لوقف التبعات النفسية الخطيرة على من يستمعون لهم ويصدقون بهم فهي لا تقل خطرا عن غيرها من المشكلات النفسية والامراض العصبية.