اتق شرّهم ، بقلم : سارة النومس
على مر السنوات، نحن نراقب أنفسنا ومنازلنا، مجتمعنا وأخيراً العالم ككل، ندقق على المفاهيم المنتشرة في المجتمع وتدخل التواصل الاجتماعي، والبرامج التلفزيونية وفي النهاية نعي تماماً أن المجتمعات مهما بلغت من ادّعاء المحافظة فهي مكشوفة خصوصاً في الوقت الحالي.
لا يستطيع الفرد اليوم السيطرة على بيته أو فرض قوانينه «الإنسانية» كونه رب البيت والمسؤول عن سلامته وأمانه. فهنالك من في التواصل الاجتماعي، يعمل على تحريض النساء ضد أزواجهن ونبذ العِشرة وروعة الاستقلالية، وكسب المال من وظيفة المرأة ومن النفقات التي سيجبر الرجل على دفعها، فالمعاناة هي الهدف، أيضاً ترويج الاستقلالية عند الأطفال وأسلوب الرد الجريء على الوالدين وكأنه نُضج ووعي يحسه الطفل عند رده بقلة احترام وذوق لوالديه.
في السابق كانت هنالك كلمة تروّج في الأفلام من المستحيل قولها بل ان هنالك من يقوم بقطعها، واليوم نسمعها بكل وضوح دون قطع وكأنها أصبحت من أهم الكلمات التي دخلت معاجم اللغة الإنكليزية وقمنا بترديدها.
في كل حقبة زمنية يختلف أسلوب الحياة، لا يستطيع الآباء اليوم تربية أطفالهم على البراءة دون مصارحتهم بالأمور التي كانوا يرونها عيباً على الطفل أن يعرفها في هذا العمر، أُجبر الآباء اليوم على أن يصبحوا أكثر شفافية وصراحة مع أبنائهم، فالتواصل الاجتماعي ينشر صوراً ومقاطع فيديو تصدم الطفل ويبدأ في البحث بطريقته، لا ننسى أن معدل ذكاء الأطفال اليوم باستخدام التكنولوجيا أكبر من السابق.
تروّج الشركات العالمية الضخمة اليوم نشر مفاهيم على أنها عادية ويجب أن نتعايش معها، وتقبل المختلفين عنا، عن طريق أفلامهم ومسلسلاتهم، ومنها ان نتابع مسلسلات مكونة من عائلة عبارة عن أب وأب وابنتهما، نحن مجبرون على المتابعة فالقصة جميلة، حتى تعتاد أعيننا على ذلك. وعلى الرغم من صرف الميزانيات الضخمة لجعل أكثر الأمور في حال شواذ في السابق عادية اليوم، كانت هنالك وقفات جادة من تلك المجتمعات لوقف تغلغل تلك الظواهر.
المطربون أكثر الناس ترويجاً للعادات الغريبة عبر أغانيهم في الكلمات واللحن المشوق، وتصوير الأغنية، يصورون حياتهم وعوائلهم المثالية التي تجعل الآخرين يشعرون بالغيرة، يُدعم هؤلاء المطربون «بالإجبار» ليروّجوا المفاهيم الشاذة، لكن عند تعرض هؤلاء المطربين لفضائح يبدأ معظمهم بالشكوى من طفولة معنفة، وأب له ميول لجنس آخر، أم تزوجت كثيراً، وادمان المواد المخدرة منذ الطفولة، يوم بعد يوم يكتشف الناس العالم القذر الذي يعيشه هؤلاء، صدمتهم تؤكد لنا أن المجتمع لا يحب النصيحة من فقير بل لا بد أن تكون مطرباً مشهوراً وثرياً ولديك عائلة مثالية.