مجموعة البريكس تضخ قوة مستقرة للعالم المضطرب ، بقلم : تشو شيوان
مع ازدياد تأثيرات مجموعة البريكس عالميا، يجب أن نعود للبدايات وأهدافها الثابتة حيث أن تأسست هذه المجموعة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الناشئة وتقديم خيار آخر للنظام الاقتصادي العالمي الذي تهيمن عليه الدول الغربية والمؤسسات المالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ومواجهة الكثير من الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية العالمية.
من الواجب أن نتأمل كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ التي ألقاها في قمة بريكس التي تستضيفها روسيا هذه الأيام حيث جاء فيها “في الوقت الراهن، دخل العالم إلى مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول، ويواجه خيارين محورين ألا وهما ترك العالم في حالة الاضطراب أو إعادته إلى الطريق المستقيم من السلام والتنمية. الأمر يذكرني بالكتاب “ما العمل” من تأليف الكاتب الروسي نيقولاي تشيرنيشيفسكي، وأعتقد أن الإرادة القوية وحماسة الكفاح للبطل في هذا الكتاب هي ما نحتاج إليها من القوة المعنوية في الوقت الحالي، كلما زادت شدة الرياح والأمواج للعصر، زادت ضرورة الوقوف في الصف الأول لبناء مجموعة البريكس لأن تصبح القناة الرئيسية لتعزيز التضامن والتعاون بين دول “الجنوب العالمي” والقوة الرائدة للدفع بإصلاح الحوكمة العالمية، التزاما بعزيمة لا تتزعزع والجرأة على الريادة والحكمة لمعرفة التغيرات والتكيف معها”، وأجد أن استشهادي بهذه الجزء الطويل فيه نوع من الإشارة لحكمة القيادة الصينية ونظرتها الشمولية لتأثير مجموعة البريكس على دول العالم ووجوب الوقوف معاً لتجاوز الصعاب.
على الصعيد الاقتصادي، تمثل مجموعة البريكس قوة عالمية كبيرة، فهي تمتلك حوالي 50% من سكان العالم، وتساهم بحوالي 35% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتعتبر دول المجموعة هي في الواقع محركات النمو الاقتصادي العالمي، خلافاً أن دول المجموعة تتمتع هذه الدول بموارد طبيعية هائلة وسوق استهلاكي ضخم، مما جعلها تلعب دورًا مهمًا في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي. من خلال تعزيز التجارة بين دول المجموعة وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، تسعى دول البريكس إلى بناء نظام مالي أكثر تعددية يتيح للدول الناشئة مزيدًا من النفوذ والاستقلالية.
من الناحية الجيوسياسية، تشكل مجموعة البريكس قوة مضادة للهيمنة الغربية، حيث تتعاون في قضايا مثل الإصلاحات في الأمم المتحدة وتطوير بنية تحتية جديدة للمؤسسات الدولية. تطمح هذه الدول إلى تعزيز الاستقرار العالمي والتوازن في صنع القرار الدولي، خاصة في مجالات التنمية المستدامة والأمن الغذائي.
وفي النهاية، يمكنني القول أن دول البريكس تساهم في تحويل موازين القوى العالمية، سواء من خلال تقديم نماذج تنموية بديلة أو مواجهة النفوذ الغربي في الساحة الدولية، وجعل العالم أكثر توازنا وخاصة أن قائمة أعضاء البريكس في ازدياد وهناك طلبات كثيرة للانضمام، الأمر الذي يجعلني متأكد أن دول العالم باتت تبحث عن قوة مستقرة في العالم المضطرب.