2:52 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

اتفاق بكين الفرصة المهدورة وأسباب الفشل في تحقيق الوحدة الفلسطينية ، بقلم : م. غسان جابر

اتفاق بكين الفرصة المهدورة وأسباب الفشل في تحقيق الوحدة الفلسطينية ، بقلم : م. غسان جابر

وقعت الفصائل الفلسطينية في 23 يوليو 2024 اتفاق بكين الذي أُعلن عنه كخطوة هامة نحو إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية. ومع ذلك، لم يتحقق الأمل في تنفيذ هذا الاتفاق بشكل فعّال، حيث واجه تحديات جدية أدت إلى فشله. ، نستعرض هنا أسباب فشل اتفاق بكين والتبعات الخطيرة لهذا الفشل على القضية الفلسطينية.


أسباب فشل اتفاق بكين

  1. انعدام الثقة بين الفصائل:
    لقد تراكمت الشكوك والعداوات بين الفصائل الفلسطينية على مدى سنوات من الصراع والانقسام، مما جعل من الصعب بناء ثقة متبادلة. غياب الثقة أثر بشكل كبير على الالتزام بالاتفاقات، حيث واجهت الأطراف صعوبة في القبول بتنازلات ضرورية.
  2. الخلافات السياسية:
    تباين المواقف والرؤى بين الفصائل حول قضايا حساسة مثل حقوق اللاجئين والمفاوضات مع الاحتلال واتفاق أوسلو يعكس عمق الخلافات السياسية. هذه الخلافات تجعل من الصعب توحيد الجهود تحت رؤية واحدة، مما يعرقل تحقيق الأهداف الوطنية.
  3. الضغوطات الدولية والإقليمية:
    التدخلات الخارجية، لا سيما من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي، تضيف تعقيداً إلى المشهد الفلسطيني. هذه القوى غالباً ما تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، مما قد يعرقل الجهود الفلسطينية للوحدة.
  4. البيئة الأمنية المتردية:
    العمليات العسكرية والتوترات الأمنية المستمرة في المناطق الفلسطينية تضعف من قدرة الفصائل على التنفيذ الفعلي للاتفاق. في ظل هذه الظروف، يصبح من الصعب إنشاء إطار يمكن الفصائل من العمل معاً بفعالية.
    تداعيات الفشل على القضية الفلسطينية:

1.استمرار الانقسام:


إن عدم تطبيق اتفاق بكين يعمق الانقسام بين الفصائل، مما يُضعف الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية ويُصعّب جهود المصالحة. هذا الانقسام يزيد من التباينات الداخلية التي تعرقل الأهداف الوطنية، إن لم يحصل مصالحة وطنية في ظل الظروف الحالية لا أعتقد أن المصالحة وإنهاء الانقسام قد يحصل في المستقبل.

  1. تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة:
    تعاني غزة من حصار خانق وأزمات إنسانية متزايدة. عدم تنفيذ الاتفاق يعني غياب حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على التعامل مع هذه الأزمات، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
  2. تراجع الدعم الدولي:
    العالم يتابع تطورات الحالة الفلسطينية عن كثب. الفشل في تنفيذ الاتفاق قد يُعجل بفقدان الدعم الدولي، مما بدوره يؤدي إلى تعميق عزل الفلسطينيين وتدهور صورتهم في المحافل الدولية.
  3. زيادة الاحتقان الداخلي:
    يمكن أن يؤدي الفشل في الوحدة إلى تصاعد التوترات بين الفصائل، مما يهدد الاستقرار في الضفة الغربية وغزة. هذه التوترات قد تتطور إلى صراعات داخلية تؤثر سلباً على الشعب الفلسطيني، وفي نهاية المطاف على حركته نحو الحرية والعدالة.

إن اتفاق بكين كان يُمثل فرصة حقيقية لتحقيق الوحدة الفلسطينية، لكن النتائج السلبية لفشله تعكس واقعاً معقداً تتداخل فيه الخلافات الداخلية والضغوطات الخارجية. لتحقيق الوحدة وتجاوز التحديات الراهنة، يجب على الفصائل الفلسطينية الالتزام بالعمل سوياً والتخلي عن المصالح الفئوية. إن الفشل في تعزيز الوحدة لن يؤدي إلا إلى استمرار المعاناة والتحديات، مما يُضعف الموقف الفلسطيني في سياق النضال من أجل حرية وحقوق الشعب الفلسطيني.


وعليه الخاسر هو الشعب الفلسطيني بسبب ما تحصل عليه الفصائل من فتات الموائد السياسية.

شاهد أيضاً

جنوب إفريقيا : نية إبادة غزة لدى إسرائيل صارخة

شفا – قال سفير جمهورية جنوب إفريقيا بهولندا فوسيموزي مادونسيلا إن التعبير الواضح في إسرائيل …