أداء الاقتصاد الصيني يتقدم نحو الأمام بشكل مستقر ، بقلم : تشو شيوان
اتخذت الحكومة الصينية خلال الأيام الماضية سلسلة من السياسات والإجراءات الاقتصادية المتعلقة بسوق العقارات، وسوق الأسهم، وأسعار الفائدة، وذلك من أجل تحفيز الاقتصاد الصيني بشكل تدريجي، وتم ظهور إشارة إيجابية في هذه المجالات، وتم إثبات هذا الاتجاه بالأرقام والبيانات، وفي الاقتصاد الأرقام هي خير إثبات ودليل.
وفقا للبيانات الرسمية الصادرة يوم الجمعة الماضي حول أداء الاقتصاد الصيني خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، فقد بلغ إجمالي الناتج المحلي الصيني في الأرباع الثلاثة الأولى 94974.6 مليار يوان، وذلك بزيادة 4.8٪ على أساس سنوي بالأسعار الثابتة، وبالنظر إلى المؤشرات الكلية الرئيسية الأربعة؛ النمو والتوظيف والتضخم وميزان المدفوعات الدولية، فإن الأداء الاقتصادي الصيني لا يزال مستقرا، والتنمية عالية الجودة تحرز تقدما قويا.
ومنذ أواخر سبتمبر الماضي، ومع طرح مجموعة من السياسات التدريجية، تعززت ثقة السوق إلى حد كبير، وتحسنت معظم المؤشرات، فعلى سبيل المثال، بلغ مؤشر مديري المشتريات التصنيعي (PMI) 49.8٪ في سبتمبر، بزيادة 0.7 نقطة مئوية عن أغسطس. من بينها، كان مؤشر الإنتاج 51.2 ٪، بزيادة قدرها 1.4 نقطة مئوية. وهذا يدل على أن حيوية السوق آخذة في الازدياد، وأن التوقعات تتحسن بشكل إيجابي.
وفي الحقيقة نعترف بأن الاقتصاد الصيني يواجه التحديات والصعوبات منذ اندلاع جائحة كوفيد – 19، وهناك أسباب خارجية وأسباب داخلية لذلك ومن جهة واحدة فإن الانتعاش الاقتصادي العالمي كان أقل من المتوقع، إلى جانب الصراعات الجيوسياسية والتوترات التجارية وعوامل أخرى كان لها تأثيرات على اقتصاد الصين، تسرع الولايات المتحدة على فرض العقوبات على المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، خاصة الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والرقائق. ومن جهة أخرى، لا يزال الطلب الداخلي ضعيف إلى حد ما، والاقتصاد في فترة انتقالية من المحركات القديمة إلى الجديدة، إلى جانب العوامل الموسمية وارتفاع معدلات النمو لنفس الفترة من العام الماضي.
ومع ذلك، فقد صمد الاقتصاد الصيني أمام الضغوطات، واستمر تأثير السياسات في الظهور، وسجلت المؤشرات الاقتصادية الرئيسية تغيرات إيجابية، حيث حافظ الاقتصاد الصيني على أداء مستقر وأظهر مرونة قوية وإمكانات كبيرة. هذه التطورات الإيجابية تنعكس في تحركات الشركات الأجنبية في الصين. على سبيل المثال، قبل بضعة أيام، تم الانتهاء من بناء مختبر الأبحاث التطبيقية لشركة آبل في مدينة شنتشن جنوبي الصين. وفي سبتمبر الماضي، أعلنت شركة أودي الألمانية أنها ستنفذ أكبر مشروع موجه للسوق الصينية في تاريخ العلامة التجارية. كما أعلنت جنرال إلكتريك الأمريكية للرعاية الصحية اعتزامها لمضاعفة استثماراتها في البحث والتطوير في الصين خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وفي جانب آخر يقام الآن معرض قوانغتشو بنسخته الـ136 مع تسجيل العديد من الأرقام القياسية، وبعد نصف شهر ستفتتح الدورة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي كما ستستضيف الصين هذا العام منتديات واجتماعات دولية في العديد من المجالات في إطار جهودها لزيادة تعزيز الانفتاح رفيع المستوى، ومع تسريع تنفيذ سلسلة من تدابير الانفتاح التي اعتمدتها الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، ستتاح للشركات الأجنبية المزيد من الفرص الجديدة في الصين، وكل هذا محفزا جيداً للاقتصاد الصيني والعالمي.