شفا – قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير لها ، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على قوافل مساعدات تابعة للأمم المتحدة في شمال غزة 4 مرات -على الأقل- خلال الأشهر الثلاثة الماضية، الأمر الذي تسبب بتضرّر المركبات وهدد حياة الموظفين داخلها.
وتناولت “واشنطن بوست” اليوم الخميس، حادثا وقع في 9 سبتمبر/ أيلول، عندما احتجز الاحتلال قافلة تابعة للأمم المتحدة لمدة 7 ساعات ونصف تحت تهديد السلاح.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الأمم المتحدة، قوله إن الجنود الإسرائيليين طوقوا المركبات ووجهوا أسلحتهم نحوها، متهمين الموظفين الموجودين فيها بأنهم “إرهابيون”.
وفي حادثة ثانية، تعرّضت قافلة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ووكالات أممية أخرى، في 21 يوليو/ تموز، لإطلاق نار من قوات الاحتلال أثناء انتظارها الإذن بالمرور من منطقة “وادي غزة” باتجاه نقطة تفتيش للجيش، ما أسفر عن إصابة إحدى المركبات بخمس رصاصات.
وفي حادثة ثالثة، تعرّضت مركبتان تابعتان لمنظمة “يونيسف” في 23 يوليو/ تموز، لثلاث طلقات نارية، بينما كانتا في طريقهما لإعادة خمسة أطفال إلى والدهم.
وفي الحادث آخر وقع بتاريخ 27 أغسطس/ آب، تعرّضت مركبة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) لإطلاق نار كثيف من قوات الاحتلال، ما أسفر عن إصابتها بعشر طلقات نارية، استهدف بعضها الزجاج الأمامي للمركبة، وتسبب هذا الاعتداء بتعليق حركة العاملين داخل غزة مؤقتًا.
ووقع حادث آخر في 9 سبتمبر/ أيلول عند معبر “الراشد”، عندما تصاعد التوتر بشكل سريع ووجه جنود الاحتلال أسلحتهم نحو طاقم الأمم المتحدة وأطلقوا النار.
ثم اقتربت دبابات إسرائيلية وجرافة عسكرية من القافلة، وشرعت الجرافة بدهس المركبات الأممية، ما أدى إلى انضغاط المركبات بشكل خطير، وبداخلها الموظفون.
ووفقًا لما ذكره ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، فإن إحدى الجرافات أسقطت حطامًا على إحدى المركبات، وهدد الجنود الموظفين، الأمر الذي جعل من المستحيل عليهم مغادرة المركبات بأمان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الموظفين الأمميين شعروا بقلق شديد على زملائهم الفلسطينيين بعد أن طلب الجنود احتجازهم واستجوابهم، خاصة وأنه سبق أن تم اعتقال عدد من العاملين الفلسطينيين في قوافل الأمم المتحدة، وتعرضوا للضرب المبرح وسوء المعاملة على يد جنود الاحتلال.
وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن بعض العاملين تم إطلاق سراحهم على بعد أميال من نقاط اعتقالهم، بعد تعرضهم للضرب.
ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي مكين، تأكيدها أن “العمل في غزة أصبح أكثر خطورة وصعوبة نتيجة الاستهداف المتكرر للعاملين الإنسانيين”.
وعبرت مكين عن قلقها المتزايد على سلامة العاملين في مجال الإغاثة في قطاع غزة، وقالت: “لا يمكننا التأكيد أن موظفينا في أمان كامل، حيث تكررت الحوادث التي كادت أن تنتهي بكارثة”.
وأوضحت “واشنطن بوست” أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تبرر مثل هذه الاعتداءات بوجود ما تسميه “معلومات استخباراتية”، لكنها لم تقدم أي تفاصيل أو تفسير لسلوك جنودها.
وأكدت أنه ورغم العديد من المناشدات لتحسين قنوات الاتصال والتنسيق بين قوات الاحتلال والعاملين الإنسانيين، لم يشهد العاملون في الأمم المتحدة أي تغييرات جوهرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن محاولات الأمم المتحدة لتعزيز التواصل مع السلطات الإسرائيلية قد باءت بالفشل في كثير من الأحيان، رغم إنشاء غرفة عمليات مشتركة تهدف لتحسين التنسيق بين الجانبين.
وأفادت منظمات الإغاثة بأن أكثر من 280 من موظفي الأمم المتحدة استشهدوا جرّاء الهجمات الإسرائيلية على قوافل المساعدات ومخازنها وعلى منازل العاملين في مجال الإغاثة.
وتقول تلك المنظمات إن بعض العاملين استشهدوا أو جُرحوا باستخدام أسلحة أميركية، فيما ذكرت الأمم المتحدة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت العاملين الإنسانيين رغم وضوح العلامات التي تدلّ على كونهم ضمن فرق الإغاثة الإنسانية.