ذكرى مولمة ، بقلم : نسيم خطاطبه
عودي يا السنين ضوي بدارها
واللوعةُ لن يُطفئ لهيبَ نارها
سنيناً وكأنها بآلافٍ بألالمها
يوم ترجَّل الفارسُ عن صهوتها
خليلُ المنية كان خيالها
رجل غير للحياةِ مسارها
قامةٌ فُقِدَتْ وعلّمت أجيالَها
أبا يوسفُ فكان للعلومِ بنيانَها
أبعدتِ الأقدارُ روعاً عالِمَها
بالِغَةُ الأخيارِ رامَ في مَجْدِها
مدَّ الايامَ مدٌّ طويلٌ وجزها
ما وَهَنَ الكهلُ الجميلُ بِرَواعِها
رُحماكَ ربي بِمن الأقدارُ مدّهَا
يَدُ العَوْنِ لِنَكونَ صَفَّ روادِها
حَياةُ البُؤسِ نَنبُذُ في آلامِهَا
نَشُقُ للدربَ بِجميلِ مَعلَمِها
أبا يوسفَ للإرثِ عَلمٌ وأعلامُها
رايَةُ الحَقِّ دوماً مرفوعةٌ أعلامِها
جِئتُ أرثِي وَأشكيها وأبكيها
جِراحٌ كُنتَ أنتَ الذي تُداويها
بِلَمسَةٍ يرومَ عِلْمٍ مَسَحَ جَبينَها
وأُرقِّمُ بالقَلِمِ لِدروبٍ سَبيلَها
مَرَّتْ سنينٌ على فَقْدِاهُ أُعُدُّها
حَوارِي ذَاكَ الحيُّ الذي أبكاها
كلُّ جَميلٍ بِعيناهُ فحواها
وكُلُّ جِدارٍ مِنْهُ لُطفاً أمدَّها
تَفتَقِدُكَ المَدارِسُ حينَ تُرثِها
قَوافِي الشِّعرُ الذي أرواها
أبا يوسفَ من بِالحُبِ أبداها
لُغَةَ الضّادِ سَيفُها ونجداها
ما كان يَنضَى لأخطاءٍ تُرساها
فَكانَ يُبدِي جَلِيَاً علماً يَرقاها
عَلِيُّ المَقامِ لأجيالٍ وَأجداها
البَدْرُ اسْتَقى رَحيقٌ مِنْ نَسْمَاها
كُنْتَ وَلا زِلتَ قَدر ذِكراها
لُغَةُ القُرآنِ اللهُ قَدْ سَوَّهَا
نسيم خطاطبه