شفا -اعلن اليوم في رام الله عن انطلاق فعاليات الحملة العالمية للتعليم وجاء هذا الاعلان في مؤتمر صحفي نظمه الائتلاف الفلسطيني من اجل بيئة تعليمية تعلمية امنة في مركز الاعلام الحكومي وتحدث به ممثلون عن وزارة التربية والتعليم العالي، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين ، والاتحاد العام للنقابات المستقلة، بالاضافة إلى الائتلاف.
عقد المؤتمر الصحفي كمقدمة لانطلاق فعاليات الحملة العالمية للتعليم، والهادفة الى في هذا العام للضغط على اصحاب القرار وذوي العلاقة لايلاء قطاع الطفولة المبكرة مزيدا من الاهتمام، وتركز الحملة في هذا العام على “الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة”، وتحمل شعار”حقوق منذ البداية”
تحدث السيد علي ابو زيد مدير التعليم العام في وزارة التربية والتعليم واكد ان الوزارة تولي هدف الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة اهتماما بالغا حيث قال “أقول بكل مسؤولية وثقة إذا كانت”رعاية وتعليم الطفولة المبكرة” أحد أكثر الأهداف المهملة من بين أهداف التعليم للجميع في المستوى العالمي فإن هذا الهدف يشكل احد الأهداف التي ترد دائما في تقرير فلسطين حول التعليم للجميع، ليس على مستوى التنظير والمؤتمرات والحديث العام العابر عبر وسائل الإعلام، إنما على مستوى التنفيذ الفعلي” واضاف ابو زيد ايضا ان الوزارة ترحب بكل ما ومن يثير قضايا وتحديات الطفولة المبكرة في فلسطين، وتجد في مثل هذه المناسبات فرصة حقيقة لبذل جهد أكبر لتحسين خدمات الرعاية والتعليم للطفل الفلسطيني. واستطرد قائلا “إن الوزارة تعمل على إعادة النظر في منهاج المرحلة الأساسية الدنيا والعمل على تعديله من الناحية الكمية والنوعية. وكذلك دعم كافة حالات ذوي الاحتياجات الخاصة التي يقرر الخبراء أنهه يمكن دمجها في الصفوف العادية وهناك برنامج وطني يقوم بتنفيذ هذه سياسة مدارس لا تستثني أحداً، وهو تحت اسم التعليم الجامع. وتعنى الوزارة كذلك بالجانب الصحي للأطفال من خلال فحوصات التقصي الدورية للسمع والبصر وقوة الدم لهؤلاء الأطفال، والإشراف على المقاصف المدرسية ومصادر المياه فيها، وتقديم الخدمات التغذوية للشرائح والمناطق الأكثر فقراً”.
بدوره تحدث السيد وحيد جبران نائب مدير التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين حيث قال “يسعدنا في برنامج التعليم في وكالة الغوث في الضفة الغربية المشاركة في أسبوع العمل العالمي لعام 2012 المتمركز حول “رعاية وتعليم الطفولة المبكرة”، والمنسجم مع الهدف الأول من أهداف التعليم للجميع المتفق عليها دوليا، والذي ينص على “توسيع وتحسين الرعاية والتربية على نحو شامل في مرحلة الطفولة المبكرة، وبخاصة لصالح أكثر الأطفال تأثرا وأشدهم حرمانا”. ويأتي هذا الأسبوع في سياق الحاجة الملحة لحملة مناصرة قوية على المستويين الوطني والعالمي لحقوق الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وتشتد أهمية هذه الحاجة عندما ندرك أن هذا الهدف لم ينل حقه من الاهتمام والمتابعة والدعم”. واضاف السيد جبران ” ان ضمان حصول الأطفال على تعليم جيد في مرحلة الطفولة المبكرة، يتطلب العديد من التدخلات الممنهجة، وأهمها: توفير التغذية الجيدة للأطفال، وتوفير الرعاية الصحية الجيدة، وتوفير بيئة آمنة وسليمة تضمن التحفيز الفكري والجسدي، وضمان جاهزية المدارس للأطفال في سن ما قبل المدرسة، ودعم الأبوة والأمومة”.
وتحدث بالمؤتمر ايضا السيد محمود زيادة الامين العام للنقابات المستقلة حيث ركز في كلمته على معاناة مربيات رياض الاطفال والمتعلقة بعدم توفر ظروف عمل لائقة لهن حيث اشار الى الرواتب المتدنية واعتبر ان تلك العاملات يعملن في ظروف تمتهن كرامة البشر نتيجة الرواتب المتدنية، وعدم توفر عقود عمل تشمل حقوق العاملين كما هو منصوص عليه في قانون العمل الفلسطيني، حيث اشار الى حرمان هؤلاء العاملات من الاجازات السنوية، والمرضية واجازة الاعياد الوطنية والدينية والعطل الرسمية.
هذا واضاف السيد زيادة ان معظم العاملات في رياض الاطفال من غير المؤهلات للتعليم في هذا القطاع فنسبة كبيرة منهن من حملة التوجيهي واقل، باشرة منه الى ان التعليم في قطاع الطفولة المبكرة غير جاذب لمربيات المؤهلات لذلك نتيجة ظروف العمل السيئة.
بدوره تحدث السيد نزار بصلات مستشار الاتحاد العام للاشخاص ذوي الاعاقة وقال “يعتبر التعليم من المفاتيح الهامة في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة حيث ترتكز إليه بشكل أساسي مختلف نواحي التأهيل في حياتهم، بدءً من اكتساب المعرفة والوعي بالحقوق وانتهاءً بالتأهيل المهني والتوظيف، ولما كان الأشخاص ذوي الإعاقة من أكثر الفئات تهميشاً في محدودية الوصول لهذا الحق الذي كفلته كافة المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والتشريعات السماوية، فقد بلغت نسبة الأمية بين الأشخاص ذوي الإعاقة والذين لم يتلقوا أي نوع من التعليم ما يتجاوز 48% من إجمالي الأشخاص ذوي الإعاقة والذين يمثلون ما نسبته 7% من إجمالي السكان حسب التعريف الموحد كما جاء في تقرير جهاز الإحصاء المركزي. واضاف بصلات ” ان مرحلة الطفولة المبكرة تعتبر من أهم المراحل العمرية لتلقي التعليم الأمر الذي يدفعنا كاتحاد عام للأشخاص ذوي الإعاقة أن نركز بشكل أساسي على ضرورة التحاق كافة الأشخاص ذوي الإعاقة في هذه المرحلة بمراكز التعليم المؤهلة لاستقبالهم ليس بيئياً وإنما فنياً واجتماعياً، كما تعتبر المرحلة الأهم لبناء الاتجاهات التي تشكل الأساس لتقبل الآخر فيما بعد، حيث مشكلة الاتجاهات السلبية نحو الأشخاص ذوي الإعاقة والأحكام المسبقة المبنية على هذه الاتجاهات الأمر الذي يحد من فرصهم في مختلف مجالات الحياة، والتي تقف سداً منيعا في ممارستهم لحقوقهم المكفولة شرعاً وقانوناً. وأشار بصلات الى ان مشاركة الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة إلى الحملة العالمية للتعليم جاء ليتوافق مع ما نصت عليه الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والقواعد الموحدة التي تم تبنيها من الجمعية العامة للأمم المتحدة وقانون حقوق المعوقين رقم 4/99.
بدوره تحدث السيد خالد منصور ممثل الائتلاف الفلسطيني من اجل بيئة تعليمة تعلمية امنة في المؤتمر حيث قال “هذا العام وضمن شعار ” حقوق منذ البداية، الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة الآن” انطلقت المؤسسات الفلسطينية المنضوية تحت لواء الائتلاف تساندها العديد من المؤسسات والشخصيات السياسية والتربوية والاعلامية بالتحضير لفعاليات الحملة العالمية للتعليم، وتصرخ بصوت واحد وشعار واحد، نحو تعزيز حق الاطفال بنوعية تعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
واضاف لقد دفع تأثير الحملة العالمية للتعليم الناس الى الخروج من ثقافة الصمت الى ثقافة التفكير والمسائلة والمطالبة بحقوقهم وحقوق أبناؤهم التعليمية، واليوم يجب أن يطالبوا بحقوق الاطفال الصغار في سن الطفولة المبكرة في التعليم وفي الحصول على نوعية تعليم وفي مزيد من الاهتمام في هذا القطاع من قبل الحكومة الفلسطينية، وصولا الى حق كافة الاطفال بتعليم مجاني لما قبل المدرسة.
وفي اشارة منه الى واقع الطفولة المبكرة في فلسطين موضوع الحملة قال منصور ” لا يزال التعليم في قطاع الطفولة المبكرة في فلسطين يعتبر تعليم غير رسمي ولم توليه الحكومة الفلسطينية اهتماما بالغا، حيث تقتصر مسؤولية وزارة التربية والتعليم تجاه التعليم في الطفولة المبكرة على الرقابة ومنح التراخيص لرياض الاطفال والتاكد من توفر تسهيلات مادية وبرامج ملائمة للمعايير التي وضعتها الوزارة في مدارس رياض الاطفال. حيث ما زال التعليم في رياض الاطفال يوفره القطاع الخاص والمؤسسات الغير ربحية والجمعيات الخيرية. هذا يعني ان التحاق الاطفال في سن ما قبل المدرسة لرياض الاطفال مرهون بوضع الاسرة الاقتصادي ومدى تمكن الاسر من دفع تكاليف تعليم ابنائهم في هذا السن. وستقل فرص الحصول على التعليم في مراحل الطفولة المبكرة للطلبة ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني”. وحول واقع التعليم بالقدس في مناطق “ج” والذي تركز عليه الحملة ايضا ضمن فعالياتها قال منصور “ما زال الاحتلال الاسرائيلي الجاشم على ارضنا الفلسطينية يشكل المعيق الاكبر امام اي تقدم او تطوير في اي قطاع من قطاعاتنا وكما باقي القطاعات فان التعليم في قطاع الطفولة المبكرة يعاني الامرين من انتهاكات الاحتلال للكل الفلسطيني، ففي مدينة القدس المحتلة تعاني المدارس من مشاكل عديدة، كظروف البنية التحتية السيئة وتحديدا قدم الأبنية المدرسية والاكتظاظ داخل الصفوف التي تفتقر للتهوية اللازمة، مما جعل من البيئة الدراسية بيئة غير صحية وغير ملائمة للتعلم. وتشير الإحصاءات الرسمية لبلدية القدس إلى أن عدد الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدرسة بلغ 5,300 طفل أي ما مقداره 6% من إجمالي عدد الأطفال في المدينة، وان معدلات التسرب وصلت إلى 50%، كما واشارت الدراسات ايضا الى نقص في الصفوف الدراسية مقداره 1,000 صف” وحول مناطق واقع التعليم في مناطق “ج” تحدث منصور قائلا “نهج الاحتلال سياسة ممنهجة خلقت تحديات كبيرة أمام إدارة وسير العملية التعليمية في مناطق “ج” ، كسياسة هدم المباني وتعقيدات التخطيط وصعوبة الحصول على التراخيص اللازمة. حيث أدت صعوبة الحصول على التراخيص اللازمة لبناء المدارس أو الترميم والتوسع إلى الحد من فرص الحصول على تعليم ملائم وفرضت القيود على توفير خدمات التعليم الأساسية لنحو 150,000 فلسطيني مما اضطر السكان إلى بناء مدارس دون الحصول على التراخيص اللازمة وجعلها عرضة للهدم من قبل سلطات الاحتلال في أي لحظة.
في ختام المؤتمر القت انتصار حمدان من مركز ابداع المعلم البيان الختامي لاعلان انطلاق الفعاليات وسرد مطالب الائتلاف من هذه الحملة حيث بينت ان الحملة تنطلق لمطالبة صناع القرار في فلسطين بضرورة ايلاء التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة مزيدا من الاهتمام وربطه بحقوق الاطفال المنصوص عليها في المعاهدات الدولية والقوانين الفلسطينية وبالاخص حق الاطفال بتعليم نوعي. ويؤكد الائتلاف في هذه الحملة على ضرورة الإستثمار في رعاية وتعليم وحماية وتطوير الأطفال الصغار إذا رغبنا في تحقيق الامكانيات التامة لأطفالنا. وسردت مجموعة من المطالب من اهمها اقرار حق الاطفال في مرحلة الطفولة المبكرة بتعليم مجاني والزامي اضافة الى المطالبة برفع الموازنات المخصصة لقطاع الطفولة المبكرة في موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية، وضرورة ان تتحمل الحكومة الفلسطينية مسؤولية قطاع الطفولة المبكرة، والعمل على خطة استراتيجية وطنية لقطاع الطفولة المبكرة الى جانب تحسين ظروف عمل العاملات في قطاع الطفولة المبكرة وضمان عمل لائق لهن، وزيادة عدد رياض الاطفال وتأهيل المربيات الى جانب ضمان حصول الاطفال ذوي الاعاقة الى تعليم افضل ودمجهم في هذا القطاع.
هذا وتضمن البيان مجموع الانشطة التي سينفذها الائتلاف في كافة محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة والتي ستمدد من 21 ولغاية 29 نيسان لهذا العام.
جدير بالذكر ان فعاليات الحملة العالمية للتعليم والتي ينفذها الائتلاف الفسطيني من اجل بيئة تعليمية تعلمية امنة للسنة الخامسة على التوالي في فلسطين بالتزامن مع ما يقارب ال 120 دولة في العالم تهدف الى الضغط على الحكومات وتذكير صناع القرار بالوعود التي قطعوها على انفسهم لتحقيق الاهداف الستة للتعليم للجميع والتي تركز في هذا العام على الرعاية والتعليم في قطاع الطفولة المبكرة اولى هذه الاهداف.