الاقتراب من نقطة صراع لا عودة فيها بإصرار أمريكي إسرائيلي ، بقلم : مروان اميل طوباسي
بعد اعلان الولايات المتحدة اليوم إرسال دفاعات جوية أمريكية إلى إسرائيل ، او انها قد تكون ارسلتها ، “بشرط” أن تُدار من ضباط أمريكيين يحمل عدة دلالات استراتيجية برأيي . أولاً، يشير هذا الشرط إلى الرغبة الأمريكية في الحفاظ على السيطرة المباشرة على استخدام هذه الأنظمة، مما يعكس قلقاً أمريكياً بشأن إمكانية تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران أو تدخل جهات أخرى مثل روسيا , كما يمكن تفسيره على أنه رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة ملتزمة “بحماية ” إسرائيل ولكنها تفضل التحكم في أي تصعيد قد ينشأ عن استخدام هذه الأنظمة ، رغم اعتقادي ان هنالك تفويضا لإسرائيل بعد خطاب نتنياهو بالكونغرس لكل ما يجري .
من جهة أخرى فان تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الولايات المتحدة تُحضر لحرب عالمية ثالثة ، ومغادرة السفير الروسي واشنطن قبل ساعات . هذا يعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية بين القوتين , موسكو تدرك التوترات القائمة بين إسرائيل وإيران ، وتخشى من أن تتحول المواجهات في المنطقة إلى صراع عالمي بسبب تدخل القوى الكبرى . اتهام بوتين هو جزء من استراتيجية روسية أوسع للضغط على الولايات المتحدة وحلفائها لتجنب تصعيد الصراع، خاصة في ظل الوضع المتوتر في أوكرانيا والمناطق الأخرى في بحر الصين التي تشهد صراعات غير مباشرة بين القوى الكبرى .
ان احتمالية اندلاع حرب واسعة قريبة جدا ، امتدادا للصراع الاساس الفلسطيني الإسرائيلي بالمنطقة والممتد في جبهات مختلفة من ضمنها بين دولة الأحتلال الإستعماري التي تريد الهيمنة والتفوق وبناء اسىرائيل الكبرى ، وإيران التي تريد ان يكون لها دورا هاما ومقررا كلاعب اساسي في اي ترتيبات للمنطقة ، بالوقت الذي باتت تمتلك أسلحة روسية متطورة من الصواريخ والدفاعات الجوية وحماية منشاتها النووية كما ايضا المساعدة من خلال الاقمار الصناعية الروسية والصينية لتوجيه مسار صواريخها . هذا الصراع هو بالفعل أحد أكثر نقاط التوتر تصاعدا في الشرق الأوسط في اطار ما يجري من عدوان اسرائيلي بل ومذابح لمحاولة تنفيذ الرؤية الصهيونية العالمية ، وقد يتفاقم بسرعة إذا حدثت مواجهة مباشرة .
ومع ذلك، فإن القوى الكبرى غالباً ما تسعى لتجنب حرب عالمية مباشرة نظراً لتداعياتها الكارثية التي عاشتها بالحروب العالمية الاولى والثانية وبعض بؤر الصراع خلال الحرب الباردة التي اثارها الأمريكان حول العالم . ولكن هذا لا ينفي أن المنطقة قد تشهد مواجهات عسكرية محدودة أو تصعيدات بحكم سياسات الهيمنة الأمريكية والدولة العميقة الممتدة فيها والتي ما زال صقور المحافظين يتحكمون بها مع مجموعات الصناعات العسكرية والمجموعات الصهيونية ، وقد تُستخدم كأوراق ضغط في الصراع العالمي الأوسع بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة ، وروسيا وإيران والصين من جهة أخرى .
بالتالي، نحن أمام وضع معقد قد يؤدي إلى تصعيدات إقليمية صعبة ندفع نحن الشعب الفلسطيني اثمانا مضاعفة خلالها ، ولكن تجنب الحرب الشاملة يبقى هدفا يجب ان تسعى القوى الكبرى لتحقيقه عبر الدبلوماسية والمفاوضات .