شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
الأولوية لي ، بقلم : سارة النومس
الطيب، الكرم، الإيثار، وحب الخير وغيرها من الصفات الحميدة التي قيلت في القصائد والقصص ورأيناها في حياتنا، كبرنا وسمعنا من قال إن تلك الصفات يتحلّى بها أناس معينون في المجتمع كالأم التي تضحي بصحتها ووقتها لأجل أطفالها، والأب الذي يحرص على توفير سبل الراحة لأبنائه، والجندي الذي ضحى بحياته دفاعاً عن وطنه تاركاً أرملة ترعى أيتاماً، ورجل اندفع لدخول منزل يحترق كي ينقذ طفلاً يبكي، وغيرهم ممن اندفعوا لعمل الخير للغير.
عند تصرف أحدهم بنبل وشهامة فإننا دائماً ما نقول «مازالت الدنيا بخير» فرحين، فلماذا نقول تلك الجملة؟ ولماذا نشعر بسعادة طوال اليوم بسبب موقف طيب من شخص لا نعرفه؟ الأنانية صفة تعيش داخلنا حتى وإن أنكرنا وجودها أو حاولنا أن نمحوها من حياتنا بالسر.
في الصباح، يخرج رجل من بيته مسرعاً كي يصل لعمله في الوقت المناسب، ففي ظل الازدحام المروري دائماً ما نرى مركبةً مسرعةً في حارة اليسار تضوي أنوارها العالية للبقية كي يفسحوا لها الطريق، وامرأة تتذمر من انتظارها مع الناس في عيادة طبية، وقيام كثيرين بتوفير وساطات كي يحصلوا على ترقيات ومناصب، وغيرها من الأمثلة اليومية التي تُثبت أننا نرى أننا الأهم والأحق، وأن الحياة لابد أن تخدمنا في المقام الأول.
في مسلسلات الكارتون هناك شخصية بطلة يحبها الناس ويراعي مشاعرها شخصية حالمة كل المشاهد والأحداث تدور حولها، والأفلام التي نرفض أن يكون فيها بطلان وإنما لا بد من وجود بطل واحد شجاع مهم ينقذ الجميع وجميع الطيبين يموتون وهو لا يموت. نحن أيضاً أبطال الحياة التي نعيشها ولابد أن تكون لنا أولوية في كل شيء.
توفر الدول سبل النقل والراحة لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، دفع ذلك لبعض الأشخاص لتزوير أوراقهم وادعائهم الإعاقة كي يحصلوا على تلك المميزات، ومنها أماكن ركن مركباتهم أمام المنشأة التي يقصدونها على سبيل المثال، ورأيت يوماً وأنا في حافلة بدولة أوروبية امرأة عجوزاً غاضبة لأن فتاة شابة تجلس على الكرسي المخصص لكبار السن، وتتعدد الأمثلة التي تميز فئات بالمجتمع هي بحاجة لرعاية خاصة.
لو دققنا في حياتنا اليومية سنجد أمثلة تثبت أننا نرغب بالأولوية لأنفسنا حتى وإن كنا نحمل صفات طيبة ونرعى أطفالنا ووالدينا، البعض يرزقه الله بخير كثير لكنه تعس جداً، لأنه يرفض أن تكون تلك النعم في يد غيره دون أن يشعر بسعادة أنه منعم بهذا الخير أيضاً. لنحيي الصفات الجميلة فينا ونحارب الأنانية التي تجعلنا سيئين في كثير من الأوقات.
