تذكريّني .. ، بقلم : وفاء داري
تذكريّني…
كلما عصفتْ بكِ هزيمة؛
فألقيتِ بثقلِ جرحكِ على الوسادة
كلما قلتِ لن أعود للخيبة
وسبقتكِ عند مطلع أول صدمة
واتخذتِ منّ لملمةِ المواقفِ عادة
كلما أبكتكِ أغنية..
كانت لها في القلب ذكرى
كلما رأيتِ أمًا تحضن طفلة
كلما تلمستِ فراغَ سريرٍ وأنتِ حالمة
أن يعود الفقيد يملأ مكانه
كلمّا مدَّ لكِ طفلٌ يدهُ
في الطَريق ِصدفة؛
لأن ملامحكِ تشبه أمه
كلمّا عانقتِ صورة والدتكِ المتوفية
كلما صادفتِ حبيبًا خذلكِ
فضاع منكِ الكلام فآثرتِ الابتسامة
وعلى عتبات المواجع
حالاتٌ أخرى
كلّما قستْ عليكِ أمّكِ
وهجركِ والدكِ
أو تأخر زواجكِ
ورافقكِ كظلكِ لقب العنوسة
أو تزوجتِ فاضطهدتِ وظُلمتِ
وبات نصيبكِ أن تكوني مطلقة
أو شاء القدر أن يصطفيكِ أرملة
وتأخرّتِ على مواعيدِ عملكِ
في البحث عن نظارتكِ..
وهي تتربع أعلى رأسكِ
من شتاتكِ مندهشة
ومن ثورة غضبكِ
تحملين الهم على أكتافكِ
تذرفين دموعًا لا ترى تحت أناقتكِ؛
كلّما خدعتِ بضحكتكِ جراحًا جديدة
ليبقى الشموخ والعزة..
كلما أخذتِ من الصمود عادة
بثباتِ صفاتكِ المعهودة
تذكريّني…
أنا النص الصامت في القصيدة
يريد لفت انتباهكِ!
لستِ وحدكِ
إلى كل هؤلاء وغيرهن
إنجازاتكِ فخر الأمة
انهضي وانفضي غبار ألمكِ
بصمتكِ فارقة العلامة
تجهزي، تحضري بطّلة مخمليّة
مرفوعة القامة والهامة
تكحّلي تزيني كالملكة
ذات يوم؛
سيكون الموعدُ نصرًا وزغرودة
سلامٌ
لقلبكِ
لصبركِ
لمثابرتكِ
فأنتِ وأمثالكِ
تستحقن السعادة
- – وفاء داري – فلسطين