مفهوم الكفاءة في التعليم ، بقلم : محمود حسين
هي قدرة المنظومة التعليمية من مؤسسات أو أفراد على إيجاد طرائق وإستراتيجيات تربوية تسهم في تطوير كفاءات المتعلمين، مع الأخذ بالاعتبار مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين في مختلف المجالات الفكرية والنفسية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية، بحيث يكون المعلم قادراً على تقويم نقاط الضعف لدى الطالب ووضع الخطط التربوية المناسبة لعلاجها وتنميته معرفياً ووجدانياً ومهارياً.
قبل الخوض في شُجون الموضوع، حبّذا لو سلّطنا الضوء على الفرق بين الكفاية والكفاءة كمفهومين تربويين. فالكفاية هي مجموعة من المعارف والمفاهيم والاتّجاهات التي توجّه سلوك المتعلّم في المواقف المختلفة، والتي من شأنها أن تيسر للعملية التعليمية التعلّمية تحقيق أهدافها العقلية والوجدانية والنفسية والحركية، ويمكن قياسها بمعايير متّفق عليها. أما الكفاءة فيمكن تعريفها بمجموع التصرفات الاجتماعية العاطفية، والمهارات المعرفية والنفسية والحسية والحركية التي تمكن من ممارسة وظيفة، نشاط أو مهمة بدرجة من الإتقان والمهارة تتطابق مع نموذج محدد سلفا.
فإن كانت الكفاية تمثل الحد الادنى الذي يلزم لتحقيق هدف ما، فالكفاءة شملت هذا المفهوم وتجاوزته بدرجات لتمثل بذلك الإتقان والجودة؛ فالمتعلم المتوسط مستواه الدراسي، يعتبر ذو كفاية، بينما المتعلم الممتاز فذو كفاءة وكفاية معا، باعتبار أن هذه الأخيرة جزءًا من سابقتها. لذلك، ومما سلف يتبين لنا سبب استعمال مفهوم الكفاية في مجال التربية والتعليم، وذلك ترسيخا لمبدأ الفارقية داخل الفصل وعدم التركيز على الفئة الممتازة من المتعلمين دون البقية، الشيء الذي سيخلف انتقائية ونخبوية في التعليم قد يترتب عنها هدر لِحَقّ التعلّم؛ في حين نستعمل مصطلح الكفاءة في الوظيفة لأننا نسعى إلى الجودة والإتقان والمهارة في المدرس، وهنا يكون للنخبة نصيب مستحّب.
تحديد الكفاءات يتم صياغة الأهداف التربوية في العملية التعليمية ومن ثم ربطها بمجموعة من الكفاءات المطلوبة القابلة للقياس والتي من المفترض أن يتقنها المتعلمون كدليل على تحقق عملية التعلم، ومن الجيد أن تتسق هذه الكفاءات مع احتياجات المتعلمين والمعارف والخبرات المراد اكتسابها لتحقيق الفائدة والمنفعة المثلى لهم، وتخريج متعلمين يملكون الكفاءات اللازمة ضمن مجال تخصصهم. إعداد البرامج والدورات التعليمية يتم إعداد البرامج والدورات التعليمية من قبل مجموعة من المتخصصين، والذين تناط بهم مهمة تحديد المناهج الدراسية وتصنيفها وتبويبها على شكل مجموعة من المواضيع التعليمية، وهو ما يساهم في اكتساب المتعلمين للكفاءات المطلوبة وإتقانها، ويترك الخيار للمتعلم في كثير من الأحيان في تحديد طريقة سيره وإنجازه ضمن البرنامج التعليمي وفقاً لمعرفته السابقة وإستعدادته وميوله ورغباته. تقديم الدعم للمتعلمين تقوم المؤسسات التعليمية بتعيين موجهين تربويين من حملة درجة الماجستير أو الدكتوراه، وتناط بهم مهام التواصل مع المتعلمين لتقديم الدعم التربوي والتعليمي لهم.
- – الاستاذ مساعد دكتور محمود حسين