لم يبق لنا إلا الصمت والموت ، بقلم : ميسون كحيل
اقتربنا من مرور عام كامل على هذه الحرب التي طالت قطاع غزة واستهدفت كل شيء من بشر وشجر وحجر، و لم تخلوا أي منطقة في القطاع من دمار وخراب ونار. وفي نفس الوقت استمرت حكومة الإحتلال على رأسها نتنياهو بالتلاعب بالمجتمع الدولي رافضا وبحماية أمريكية خبيثة كل النداءات والمطالبات لإيقاف الحرب إلى ان وصلت إلى مرحلة ما قبل النهاية؛ وهي المرحلة التي سيعمل فيها كل طرف على إثبات انه الطرف المسيطر أو على الأقل انه صامد ويواصل القتال.
في هذه الفترة ستبقى المعاناة وحالات من اليأس والإنتظار شبه المميت تحوم حول وبين الناس العاديين حيث تعتبرهم الحرب مجرد أرقام إن سقط أحدهم فسيحل رقم آخر مكانه.
جيش الإحتلال كما أسلفنا سابقا لم يتبق له أهدافا عسكرية ظاهرة للعيان، وهو الآن يعمل مثل الصياد عندما يرى فريسته فإنه يعالجها بضربة قنص لكنه في نفس الوقت ينتظر فريسة دسمة وثمينة في أي فرصة. وإلى أن يحين ذلك فلا بد هنا أن يستعرض قوته بين الفينة و الأخرى في إقتناص عابر سبيل أو طفل صغير أو شيخ جليل لا قيمة لهم في تقديراته و في أهدافه، وتعبير عن دلائل تشير إلى قول اننا هنا مستمرون في الحرب. و أما حماس التي تمتلك القرار في قطاع غزة فإن ما يهمها التأكيد على انها لا تزال موجودة وقادرة على الاستمرار في الحرب رغم قلة المواجهة أو الخروج إليها في ظل تحكم وسيطرة الآلة العسكرية الإسرائيلية على القطاع. وفي هذه الحالة سيواصل جيش الاحتلال بوضع بصماته على الأرض والتغيير الجغرافي لمستقبل القطاع، و هي فرصة ومساحة قيمة لمفهوم اللاحرب واللاسلم لإتمام الأهداف دون تكلفة.
مرحلة ما قبل النهاية تشير إلى ان حماس لا تمتلك أي أوراق لها قيمة، حتى ورقة الأسرى الإسرائيليين الذين لديها سقطت ولا تقلق نتنياهو بل قد يراها فرصة لإستكمال التخلص بمن تبقى من حماس التي تحاول التأثير على أهالي الأسرى أو استجداء المجتمع الدولي لأجل الضغط على نتنياهو لإيقاف الحرب. وكل هذا لن يفيد ولعل ما تبقى من تطورات قادمة ما سيعرض في هذه المرحلة على حماس وهو في إطار السرية المطلقة على أمل وقف الحرب وتجنبا لاستمرارها بصورة أوسع وأكثر تأثيرا على المنطقة برمتها، وذلك قبل الإنتخابات الأمريكية والى ان تظهر معالم العروض الجديدة لم يبق لنا إلا الصمت والموت.
كاتم الصوت: الاحتلال لن يوقف الحرب ويطرح الرهائن مقابل الخروج الآمن.
كلام في سرك: موضوع النهاية المشرفة العقدة التي لم تحل بعد.
رسالة: لن تنجح كل مساعيكم.. انكروا انفسكم اولا.. دعوا فلسطين هي اتجاه البوصلة، هكذا كانت فتح. والعودة الى اصولها وجذورها وطريقها لا يحتاج كل هذه الاجتماعات والإتصالات.. كلكم صرتو زعماء بعد الزعيم ما في زعامة. الرحمة على الشهيد الخالد الياسر احتفظ بالأسماء.