عدوة الرجل… الأكثر رغبةً به ، بقلم : سارة النومس
في البداية، اعلم عزيزي القارئ أن الحياة مهما بلغت من المثالية فهي لن تُرضينا.
العاطفة هي أساس المرأة، فمنذ طفولتها تحب العرائس الجميلة ومعها عادة بيت العروسة ومطبخها، أولادها الصغار، تحب الطفلة الأُسرة منذ الطفولة وتعيش مع عروستها الحياة الأُسرية المثالية التي تحب أن تعيشها، وإن كانت هذه الطفلة تعاني من أُسرة مفككة فعادة ما تفكر بأنها ستختار الزوج المناسب لها وستكون أفضل أم تعيش مع عائلة مترابطة.
العِشرة التي عاشتها المرأة دون دراية كافية بأساس الزواج وتأسيس الأسرة، ودون أن ترشدها أُسرتها على الجانب الحقيقي والمعنوي بعيداً عن الأحلام الوردية التي رأتها في أحلامها، نتجت عنها ردة فعل عنيفة لدى كثير من النساء خصوصاً عندما ترتبط برجل لا يحرص على الاهتمام بجانبها العاطفي المهم. كذلك تعمد التلفاز بعرض مسلسلات أجنبية حتى عربية مليئة بالحب المبالغ فيه، جسّدت صورة رجل محور حياته على حب حقيقي مليء بالاحترام والتقدير، ولقد حرصت المسلسلات أن تقول للمرأة نعم أنت حزينة وتعيشين حياة لا تستحقينها، أنتِ الآن ضحية.
تعاسة المرأة كانت مادة جميلة لصنع محتوى وتفاعل جماهيري وكسب المال في برامج تلفزيونية عُرضت خصيصاً لمهاجمة الرجل، وفي حسابات مطربات وممثلات عرضن قصص زواجهن الفاشل وأصبحن ينصحن النساء وينشرن رؤيتهن في العلاقات، لاقى ذلك المحتوى رواجاً جعل ممن كان محتواه مليئاً بمساحيق التجميل أن يتحول لمحتوى توعوي يهاجم الرجل ويقف مع المرأة، عزّز من محتواهم نشر الجرائم التي كانت ضحيتها نساء فقط، ومشهورات عرضن وجوههن المشوهة بسبب أزواجهن، وخير دليل ممثلة هوليود آمبر هيرد، التي جعلت الكثيرين ينتقدون أنفسهم لتصديق قصتها واستغلالها لعاطفة الناس.
إن اقتناع معظم النساء بتلك المذيعة ليس ناتجاً من مبادئ ونظريات وإنما «تجارب»، وأكبر دليل هو خيبة أمل تلك النساء بعد إعلان المذيعة زواجها وبدء حياة جديدة مع رجل.
إن من يتابعها من النساء تخيلن علاقة صداقة خيالية بينهن وبين المذيعة دون وعي أنها صانعة محتوى وأنها تجدهن أداة للثراء والشهرة، وخير دليل هو قيام مذيعة أخرى بعمل برنامج يدافع عن الرجل لكن لم يلق الصدى والاهتمام، فالأمر كله معتمد بشكل مباشر على العاطفة الأنثوية.
أنا لا أهاجم المرأة، ولكني أرفض أن تجعل المرأة من نفسها مسكينة وتستحق الشفقة، أحب المرأة القوية، فالكثيرات من المطلقات يعشن حياتهن بسعادة ونجاح دون أن يكون محور حياتهن «كيف نهزم الرجل».
حياتنا أجمل من أن تكون دراما مملة نبحث فيها عن المستحيل. نصيحة أخيرة لامرأة عمليات التجميل وفقدان الوزن، لا يعيد هذا رجلاً هجرك لأسباب معنوية وأخلاقية.