4:47 صباحًا / 8 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

الفضيلة والكراهية ، بقلم : سارة النومس

سارة النومس

الفضيلة والكراهية ، بقلم : سارة النومس

هذه القصة من وحي الخيال، وربما مرت في بعض بيئات العمل، لكنها تصف تحول الصفات البشرية عند حضور المال والمعززين للقرارات الجائرة وحب الذات.

قام مشاري، بتقديم خدمة لرجل ومساعدته في أمر، فشكره الرجل وقدم نفسه باسم عبدالعزيز، وكان صاحب محلات أدوات كهربائية في دول عدة، وهو معروف وسمعته طيبة بين الناس، لم يتمالك مشاري دهشته، لقد وقع في يده مصباح علاء الدين وأن المصباح مدين له بخدمات لا تنتهي. فبدأ بتعظيم نفسه من خلال عرض مشاريع نجاح ستعود لمحلاته بالنفع الكبير. أعجب عبدالعزيز، بعقلية مشاري، وأخذ رقمه الشخصي للقائه وعرض فرصة عمل له.

مرت السنون، وكان مشاري قد توغل في مفاصل العمل وعرف كل صغيرة وكبيرة، لقد أعلن الولاء التام للمحلات ولعبدالعزيز، فكان يحظى بثقة كبيرة وهو صاحب القرار لما يملكه من أفكار سديدة وعقلية بارعة في العمل.

أصبحت المحلات عالم مشاري وحياته، حتى بدأ باختيار ذراعه الأيمن من الموظفين، ومحاولة ابعاد منافسيه من الموظفين الشباب من تخصصه نفسه، كي لا يأخذوا مكانه يوماً ما.

كبر مشاري في السن وأصبح عالة على الموظفين، يضيع وقتهم بأسئلة شخصية لا معنى لها والاستهزاء بهم وبقدراتهم الوظيفية، وكان مشاري المصدر الوحيد للأخبار الموثوقة والذي من خلاله يصدر عبدالعزيز قراراته وحكمه على الموظفين والتي غالباً ما تكون جائرة وظالمة.

أصبح الموظفون ينظرون لمشاري نظرة واحدة، أنه هو صاحب المحلات الفعلي وأن غضبه يعني تدميرهم ورضاه يعني تجنب شره ومحظوظ هو الموظف الذي يحبه مشاري.

عندما يجلس مشاري مع الموظفين يحدثهم عن فضله في نجاح المحلات وزيادة أرباحها، ومدى قوة الصداقة التي تربطه بعبدالعزيز حتى أنه كثيراً ما يأكل معه خارج أوقات العمل، ترك في نفوسهم الخوف والرغبة بالعمل دوماً على رضاه وأن يكون هو محور العمل وأساس المكان.

بدأ الموظفون بترك العمل في المحلات، والتحدث مع زملائهم في المحلات الأخرى عن مدى نجاح المحلات في البيع وسوء الإدارة فيها . وكيف أن عبدالعزيز تحول من الرئيس الخلوق الذي يحرص دائماً على العدالة بين موظفيه، إلى شخص لا يكترث سوى بالأرقام ونجاحه في السوق.

نحب مساعدة الآخرين وعمل الخير، ونرجو التوفيق من الله ودعاء الناس، وبحسن نية فنحن نعرض على الآخرين أي مساعدة نستطيع بها رد جميلهم، ولكن دون أن نعلم أن المساعدة التي سيطلبها هذا الشخص وراءها قطع أرزاق وهدم بيوت وكراهية ناس، قد تُمحى الإنسانية مع الوقت من دون أن نخطط وتُستبدل بالمصلحة الشخصية وحب النفس فقط.

شاهد أيضاً

الاحتلال يُواصل عدوانه على لبنان

شفا – تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ 16 على التوالي، عدوانها العسكري على لبنان، …