4:11 صباحًا / 8 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

اللياقة الاجتماعية ، بقلم : د. تهاني المطيري

تهاني المطيري

اللياقة الاجتماعية ، بقلم : د. تهاني المطيري


تعد العلاقات الإنسانية والتفاعل مع الآخرين جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فدائماً نحتاج إلى بناء جسور التواصل مع من حولنا، سواءً في محيط الأسرة أو الأصدقاء أو زملاء العمل. ويلعب هذا التفاعل دوراً محورياً في تحقيق النجاح والسعادة الشخصية والمهنية.

كما أننا نحرص على ممارسة الرياضة لتعزيز لياقتنا البدنية، ونتبع نظاماً غذائياً سليماً لدعم صحتنا ومناعتنا، يجب علينا أيضاً أن نهتم بتعزيز لياقتنا الاجتماعية، فهي لا تقل أهمية عن الجوانب الأخرى من الصحة العامة، حيث تسهم في بناء علاقات قوية وصحية.

اللياقة الاجتماعية تعني قدرة الفرد على التفاعل بشكل إيجابي وفعال مع الآخرين، مع مراعاة المشاعر والعواطف المختلفة، حيث تشمل اللياقة الاجتماعية مجموعة من المهارات مثل التواصل الفعال، القدرة على فهم وإدارة العواطف، التعاون، وحل النزاعات بشكل بناء. باختصار، هي القدرة على بناء علاقات صحية وإيجابية مع الآخرين.

تتمثل أهمية اللياقة الاجتماعية في بناء علاقات صحية حيث تساعد اللياقة الاجتماعية على بناء علاقات متينة ومستدامة مع الآخرين، سواءً في الحياة الشخصية أو المهنية مع الآخرين، ما يسهم في الشعور بالانتماء والدعم الاجتماعي.

كما تعمل اللياقة الاجتماعية على تعزيز مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، ما يسهم في تحسين جودة الحياة الاجتماعية، كذلك يرتبط مستوى اللياقة الاجتماعية بالصحة النفسية، حيث يمكن للعلاقات الاجتماعية القوية أن تساعد في التخفيف من التوتر والقلق.

كما تسهم اللياقة الاجتماعية في تعزيز الاندماج الاجتماعي والتنمية المجتمعية، من خلال المشاركة الفعّالة في الأنشطة والمبادرات المجتمعية.

ولتحقيق مستوى عالٍ من اللياقة الاجتماعية، علينا تعلم مهارات جديدة في التواصل يعزز من قدراتك الاجتماعية، من خلال الانضمام إلى ورش عمل أو قراءة كتب متخصصة. الاستماع الفعال والجيد للآخرين وفهم وجهات نظرهم يعزز من قوة التواصل ويزيد من فعالية التفاعل.

تعلم كيفية التحكم في العواطف والانفعالات يسهم في تحسين التفاعل مع الآخرين، الانخراط في الأنشطة الجماعية والعمل بروح الفريق يساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، ومحاولة فهم مشاعر الآخرين ووضع نفسك في مكانهم يعزز من قدرة الفرد على التعامل معهم بفعالية.

وختاماً، اللياقة الاجتماعية مهارة حيوية لا غنى عنها في الحياة اليومية. ومن خلال تطوير وتحسين هذه المهارات، يمكن للفرد بناء علاقات قوية ومستدامة، وتحقيق نجاحات مهنية، ودعم صحته النفسية. الاهتمام باللياقة الاجتماعية والعمل على تعزيزها يسهمان في تحقيق حياة أكثر توازناً وسعادة.

شاهد أيضاً

الاحتلال يُواصل عدوانه على لبنان

شفا – تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ 16 على التوالي، عدوانها العسكري على لبنان، …