بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان ، بقلم : نهله الدراجي
رغم ما نملكه من موارد طبيعية وإمكانات اقتصادية هائلة، إلا أننا مازلنا نعاني من تخلف واضح في بناء الإنسان وتنمية قدراته. ففي ظل انتشار الجهل والفقر والصراعات الداخلية، تتآكل القيم الأخلاقية والإنسانية لدى الكثير من أفراد المجتمع، مما يُضعف من قدرتنا على مواجهة التحديات والنهوض بمجتمعاتنا.
إن بناء الوطن لا يتحقق بالموارد والثروات الطبيعية وحدها، بل يتطلب الاستثمار في بناء الإنسان وتنمية قدراته وهذا من اهم الثروات. ولكن للأسف، ما زالت الجهود المبذولة في هذا الصدد قاصرة وغير كافية لتلبية احتياجات أبناء أمتنا. فالتعليم ما زال يعاني من ضعف البنية التحتية والجودة، والصحة العامة والنفسية ما زالت تواجه تحديات كبيرة، والقيم الأخلاقية والإنسانية تتآكل بشكل مقلق في ظل انتشار الفساد وغياب الوعي .
إن هذا الواقع المؤلم يشكل تحديًا كبيرًا أمام مسيرة بناء وطننا وتحقيق التنمية المستدامة. فإذا لم نعمل على إصلاح هذا الوضع، وننجح في إعادة بناء الإنسان وتنمية قدراته، فإن مستقبل وطننا سيظل معرّضًا للخطر والتراجع. وهذا ما يستوجب علينا جميعًا أن نتحرك بسرعة وبجدية لوضع حلول جذرية وخطط مستقبلية لهذه المشكلة الكبيرة..
إن قوة الأوطان وتقدمها يعتمد بشكل أساسي على بناء الإنسان. فالأفراد هم أساس المجتمعات، من خلال تطويرهم وتعليمهم وتربيتهم على القيم الأخلاقية والإنسانية تزدهر الأوطان .. علينا أن نستثمر في التعليم وغرس القيم الأخلاقية، ونهتم بالصحة الجسدية والنفسية للأفراد، وبهذا نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو إنشاء مجتمع متماسك وقوي، قادر على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة، وهنا يمكننا تحقيق نمو مستدام وبناء مستقبل مشرق للوطن، وبلا شك سنشهد ازدهارًا وتقدمًا حقيقيًا في كافة مجالات الحياة. وبذلك، سنتمكن من إرساء أسس وطن قوي وآمن، ينعم بالسلام والرفاهية لجميع أبنائه.