عام من الصبر والتضحية ، بقلم : قسام سمري

عام من الصبر والتضحية ، بقلم : قسام سمري

عام مضى منذ أن اشتعلت الحرب على غزة، حيث عايشتم القصف والتدمير وسقوط الشهداء.

خلال هذا العام، واجهتم أهوالاً لا يمكن لأي شعب أن يتحملها بسهولة.

لكن رغم ذلك، أنتم كنتم وما زلتم الصخرة التي تتحطم عليها كل محاولات الاحتلال لإخضاعكم.

الرسالة اليوم لأهلنا في قطا غزة والضفة الغربية والقدس، وفي المخيمات جنين وطولكرم وكل المدن الفلسطينية المحاصرة:

أنتم الثابتون، أنتم المرابطون. مهما طال الظلم والقهر، ستظل قوتكم وإصراركم أكبر من كل الصعاب. كل بيتٍ هدم، كل شجرةٍ اقتلعت، كل روحٍ ارتقت إلى بارئها، يزيد من عزيمتكم ويدفعكم نحو النصر.

الصمود الذي تبديه غزة والمخيمات ليس مجرد مقاومة ضد الاحتلال فحسب، بل هو رسالة للعالم أجمع: لن تُكسروا. المقاومة لا تعني فقط السلاح، بل الصمود في الأرض، البناء رغم الدمار، والتمسك بالهوية والوطن.

لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون:

ماذا بعد كل هذه التضحيات؟ إلى أين نمضي؟ الجواب بسيط: نحن نسير نحو الحرية، ولو كان الطريق طويلاً وشاقًا. الاحتلال ربما يظن أن بإمكانه السيطرة بالقوة، لكنه لا يعرف أنكم تستمدون من كل يوم يمر، من كل لحظة صمود، قوةً جديدةً. أنتم تصنعون المستقبل بأيديكم.

كل ما حدث وما يحدث اليوم وما سيحدث مستقبلاً من تدمير وقمع، هو جزء من معركة شعبنا الطويلة من أجل التحرر من الاحتلال المتغفطرس. قد يكون الأفق مظلمًا في بعض الأحيان، لكن النور لا يأتي إلا بعد الظلام هذه قاعدة الطبيعة التي لا تتغير.

وبصمودكم، أنتم ترسمون الطريق نحو فلسطين حرة ، نحو الوطن الحر الذي نأمل أن يعود كاملاً، بلا قيود ولا جدران وبلا احتلال ، وطن يعيش أهله كما كان قبل أن يأتي هذه الاحتلال ..

• – قسام سمري – صحفي فلسطيني .