3:04 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

مرور عام على أحداث السابع من أكتوبر حصيلة متباينة وأزمة إنسانية كارثية في غزة ، بقلم : م. غسان جابر

غسان جابر

مرور عام على أحداث السابع من أكتوبر حصيلة متباينة وأزمة إنسانية كارثية في غزة ، بقلم : م. غسان جابر

منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، شهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية. وبعد مرور عام على هذه الأحداث المأساوية، يمكننا استعراض حصيلة ما حققه الطرفان وتداعيات الصراع على الوضع الإنساني المتردي في القطاع.

من جانب الاحتلال الإسرائيلي، ارتفعت حصيلة القتلى والجرحى الفلسطينيين إلى نحو 132,049 شخص، بينهم آلاف النساء والأطفال. كما تم اعتقال حوالي 10,000 فلسطيني، مما زاد الضغط على النظام القضائي الإسرائيلي. وشنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على غزة، مستهدفة مواقع المقاومة والمدنيين على حد سواء، ما أسفر عن دمار واسع النطاق للبنية التحتية.

في المقابل، أظهرت فصائل المقاومة الفلسطينية تصميمًا لا يلين في مواجهة الاحتلال. فقد أطلقت أكثر من 3000 صاروخ باتجاه المدن الإسرائيلية في عملية “طوفان الأقصى”، كما تمكنت من السيطرة المؤقتة على بعض المناطق الحدودية، مما شكل تحديًا للجيش الإسرائيلي. وعزز ذلك من الروح الوطنية بين الفلسطينيين ودعمهم للمقاومة.

لكن الضحية الحقيقية في هذه المعركة الدامية هم المدنيون في قطاع غزة، الذين يئنون تحت وطأة أزمة إنسانية كارثية. فقد شهد القطاع نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مع نزوح أكثر من 1.4 مليون فلسطيني بسبب الهجمات. ويعاني 31% من الأطفال دون السنتين من سوء التغذية الحاد، بينما أصيب أكثر من 90% من الأطفال دون الخامسة بأمراض معدية.

وتأثر النظام الصحي بشكل كارثي، حيث تم إغلاق 18 من أصل 36 مستشفى في القطاع، مع انقطاع الإمدادات الطبية الحيوية. وعانى الأطفال ذوو الإعاقة بشكل خاص من هذا التدهور، إذ واجهوا صعوبات جمة في الحصول على الرعاية الصحية والأدوية اللازمة.

على الرغم من الجهود الإنسانية المبذولة لتقديم المساعدات، لا تزال هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى السكان المحتاجين. فالقيود الإسرائيلية المشددة والظروف الأمنية المتدهورة تعرقل وصول المساعدات بالكميات الكافية.

إن هذا الوضع المأساوي في غزة يستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية الملحة وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين. فلا يمكن السكوت عن أزمة إنسانية كارثية تواجه المدنيين الأبرياء، بمن فيهم الأطفال والنساء. إن هذه المأساة تستدعي إيجاد حل سياسي عادل ينهي الاحتلال ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

شاهد أيضاً

د. مجدلاني : قرار الاحتلال إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين إطلاق اليد للمزيد من الجرائم

شفا – اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني …