1:35 مساءً / 6 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

د. مجدلاني يشيد بعمق العلاقات الفلسطينية الصينية في حوار مع صحيفة الشعب اليومية الصينية

شفا – أشد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام لـ جبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. احمد مجدلاني بعمق العلاقات الفلسطينية الصينية وضرورة تطويرها دائماً لخدمة الأهداف والتطلعات المشتركة.


جاء ذلك في حوار مع صحيفة الشعب اليومية الصينية ، وتنشر “شفا” اللقاء كاملاً كما ورد .

(1) تلبية لدعوة من الجانب الصيني، أجرى ممثلون رفيعو المستوى عن 14 فصيلا فلسطينيا حوارا للمصالحة في بكين في الفترة من 21 حتى 23 يوليو الجاري، حيث وقعت الفصائل الفلسطينية على إعلان تعهدوا فيه بإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة .

هل يمكنك أن تشاركنا ببعض الذكريات حول حوار المصالحة هذا؟ ما هو الجزء الأصعب خلال هذا الاجتماع؟ هل كانت الأجواء إيجابية؟


الحقيقة لقد لبينا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الدعوة الكريمة التي تلقيناها من الأصدقاء في وزارة الخارجية الصينية، وشاركنا في لقاءات الحوار الوطني التي عقدت في بكين بمشاركة وفود من أربعة عشر فصيلاً سياسياً فلسطينياً، وذهبنا الى بكين بعقل منفتح وبإرادة سياسية ووطنية حرة، وكان الهدف الرئيسي بالنسبة لنا هو تذليل العقاب وتهيئة الظروف المناسبة لإنجاح الجهود الصينية المخلصة في هذا الجانب، حيث نقدر عالياً الجهود الكبيرة والمضنية التي بذلها أصدقائنا الصينيون وعلى رأسهم الرفيق وانغ يي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، وكافة الرفاق في الخارجية وفي قيادة الحزب وفي سفارة جمهورية الصين الشعبية في دولة فلسطين.


لقد كنا قد تقدمنا برؤية واضحة من أجل انهاء الانقسام وتوحيد الساحة الفلسطينية وتعزيز بنية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني تحت اطار منظمة التحرير الفلسطينية، ونعتقد أن الرؤية التي قدمتها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني قد لاقت ترحيباً واسعاً من قبل غالبية القوى والفصائل الفلسطينية وكذلك من الجانب الصيني، ويمكننا القول أن قسماً كبيراً مما جاء في “اعلان بكين” يستند بشكل أساسي الى الورقة المقدمة من قبل حزبنا، والتي حرصنا على فتح حول معمق حول مضامينها قبل الذهاب الى بكين وعلى مستوى كافة الجهات، بما في ذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومع قيادات الفصائل الوطنية داخل الوطن وفي الخارج.


والحقيقة أجواء الحوار في بكين اتسمت بالمسؤولية والجدية وتوفر الإرادة لدى كافة الأطراف، وقد نجحنا في تحقيق رؤية مشتركة أجمعت عليها جميع الفصائل والتي لامست معظم القضايا الأساسية المختلف عليها في الساحة الفلسطينية، وخاصة الخلاف مع حركة حماس والذي يمثل خلافاً سياسياً وبرنامجياً وفي اطار الرؤية والأهداف والوسائل، وما أنجزه المتحاورون في العاصمة الصينية والصيغة المتفق عليها في “اعلان بكين” تمثل خطوة متقدمة في اطار المساعي الرامية لإنهاء وطي صفحة الانقسام وتوحيد الساحة الفلسطينية تحت اطار سلطة واحدة وحكومة واحدة يشكلها الرئيس ومرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.


لقد ذهبنا الى الحوار في بكين ونحن ملتزمون بالعمل على انجاحه، لأننا مطالبون وأكثر من أي وقت مضى وفي ظل حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا ومحاولات شطب القضية الفلسطينية وتقويض منجزات وحقوق شعبنا الوطنية بالعمل الجاد والمخلص من أجل انهاء الانقسام، وتجاوز التحديات الداخلية وتغليب التناقض الرئيس في مواجهة الاحتلال، وكنا قد دعونا من أجل أهمية بلورة رؤية وطنية لمجابهة التحديات والتي نعتبر أن انهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات وتكريس التوافق الوطني هي المسألة المهمة وذات الأولوية والتي تتطلب حشد كل قوى وطاقات شعبنا لاستمرار مهام التحرر الوطني وبناء مؤسسات دولة فلسطين وتجسيد مكانتها السياسية والقانونية، بالإعلان الدستوري وصياغة الخطوات والإجراءات لتجسيد الاستقلال الوطني وانهاء مجمل العلاقات التعاقدية مع الاحتلال.


(2) وأكد وزير الخارجية الصيني، في كلمته في ختام جولة الحوارات بين الفصائل الفلسطينية، التي عقدت بدعوة من جمهورية الصين الشعبية، أن القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط، و”ليس لدى الصين أي مصلحة أنانية في القضية الفلسطينية، ما نهتم به هو الأخلاق، وما ندعو إليه هو العدالة”.

وأضاف أن “الصين وفلسطين أخوان حميمان وشريكان عزيزان يتبادلان الثقة، وقد ترسخت الصداقة التاريخية بينهما في قلوب الشعبين”.
خلال حديثه، ما الذي أثار إعجابك أكثر؟


اننا نثمن الدور الرئيسي والفاعل الذي قام به الرفيق يي، ورعايته الشخصية للقاء الوطني الحواري بين الفصائل الفلسطينية في بكين، حيث يمتاز هذا الرجل بالحكمة والمسؤولية، وهو قيادي بارز في الحزب والدولة وهو كبير الدبلوماسيين أيضاً والذي نجح في كافة الملفات التي عمل عليها، وكانت لمساهماته في ملف المصالحة الفلسطينية أهميتها الخاصة.


والحقيقة انا أعرف الرفيق وانغ يي جيداً والقيت به أكثر مرة، ونحن على ثقة كبيرة بكل الجهود والمساعي التي يقوم بها، ونعتقد أن النتيجة الأساسية الأهم لحوار المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في بكين هي توصيف منظمة التحرير الفلسطينية بأنها الممثل الشرعي الوحيد لجميع الفلسطينيين، وقد أشار الرفيق وانغ إلى أن التوافق الأكثر أهمية الذي تم التوصل إليه في هذا الحوار هو تحقيق المصالحة الكبرى والوحدة الكبرى بين الفصائل الـ14، والنتيجة الأساسية للحوار هي توضيح أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني كله، الى جانب ما تم التوصل إليه خلال بالاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة تركز على الحكم في غزة بعد الحرب، والدعوة الأقوى التي أطلقها الحوار هي الدعوة إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ونحن ورفاقنا وأصدقائنا الصينيين نعتقد بأن مفتاح عملية المصالحة الداخلية بين الفصائل الفلسطينية هو الحفاظ على الثقة الراسخة، ومعرفة الاتجاه والتمسك به والمضي قدماً فيه خطوة بخطوة، وأن المصالحة من الشؤون الداخلية الفلسطينية، ولا يمكن تحقيقها دون دعم المجتمع الدولي، ومن هنا وفي طريق تعزيز المصالحة، تتشارك الصين الشعبية الاتجاه نفسه والأهداف نفسها مع الأغلبية العظمى من الدول العربية والإسلامية من أجل التوصل الى اتفاق وطني شامل ينهي كل ما يتعلق بالانقسام وتداعياته وآثاره.


وفي هذا الاطار نحن نتنظر من الصين مواصلة جهودها على الصعيد الدولي لدعم واسناد القضية الفلسطينية، وبذل جهود مشتركة مع روسيا الاتحادية ودول وبلدان أخرى من أجل الدعوة الى مؤتمر دولي للسلام ومن أجل حل القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصينية ذات النقاط الثلاث، ووفق قرارات الشرعية الدولية، التي تتوافق مع هذه الرؤية، وتعزيز الدعم الدولي لحل الدولتين، حيث أثبتت التجارب السابقة فشل الإدارات الأمريكية أن تكون راعياً نزيهاً لعملية السلام، ولن يتحقق السلام في ظل الهيمنة واستمرار دعم الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الدعم غير المحدود لجريمة الحرب والابادة الجماعية في قطاع غزة وأعمال العدوان والتطهير العرقي في الضفة الغربية وفي القدس المحتلة، حيث نشير بأصابع الاتهام الى الدور المركزي للولايات المتحدة الأمريكية في دعم إسرائيل وتبني روايتها الكاذبة والمخادعة ودعمها مالياً وعسكرياً وتسليحياً وقانونياً واعلامياً وتوفير الحماية والقدرة على الإفلات من العقاب الدولي من خلال افشال الجهود الدولية لوقف اطلاق النار والدعوة لانسحاب كامل لجيش الاحتلال من غزة واجراء عملية تبادل الاسرى بالرهائن، حيث تقف الولايات المتحدة حامياً لغطرسة الاحتلال واجهاض أي قرار دولي في مجلس الأمن أو في الأمم المتحدة ليثبت شراكتها الكاملة في جريمة الحرب والابادة الجماعية على الشعب الفلسطيني.


(3) هل هذه هي المرة الأولى لك في الصين؟ ما هو انطباعك عن الصين وبكين؟


لا، لقد زرت الصين مرات عديدة، وفي كل مرة أرى تقدماً مبهراً تشهده الصين في اطار عملية التنمية الشاملة والمتواصلة وفي اطار عملية التحديث الصيني النمط، وهناك تقدماً هائلاً تشهده الصين وعلى كافة الأصعدة، مما يضع الصين اليوم كقوة اقتصادية عملاقة استطاعت أن تكرس حضورها وان تمتلك مشروعها الخاص في وان ترسى دعائم التنمية في الصين وخارجها من خلال كافة المشاريع والمبادرات الصينية العظيمة التي أطلقها الرئيس الرفيق شي جين بينغ والتي كان من أهمها مشروع الحزام والطريق ومن ثم مستقبل مصير مشترك للبشرية، الى أن أطلق مبادرة الحضارة العالمية والتي نعتبرها في غاية الأهمية والعبقرية في مساعي البحث عن مستقبل العالم بمبادئ إنسانية وتنموية وتشاركية تخدم مستقبل الإنسانية.


الأمة الصينية العظيمة تنهض كل يوم، والشعب الصيني الصديق يسير بخطى واثقة على هذا الطريق، والقيادة الصينية واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرئيس شي جين بينغ تقوم بأعمال جبارة من أجل رفعة وتقدم الصين، ونجحت في مكافحة الفقر وفي مكافحة جائحة كورونا بإبداع وبعبقرية متناهية وحافظت على حياة جميع الصينيين، بل وأسهمت في الحفاظ على حياة وسلامة مئات الملايين من البشر حول العالم بما في ذلك عندنا في فلسطين من خلال الدعم الصيني باللقاحات والأجهزة الطبية وكافة الاحتياجات الأخرى للقطاع الصحي في تلك المرحلة المؤلمة التي عشناها معاً ومع البشرية جمعاء.


الصين قادرة أن تمضى دوماً نحو الريادة، وتتطور دائماً وتحافظ على قيمها وهويتها الحضارية والإنسانية، وهي تسير أيضاً نحو بناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، وفي هذه الأيام ونحن نحتفل مع الأصدقاء في الصين بمناسبة اليوم الوطني وذكرى مرور خمسة وسبعون عاماً على تأسيس جمهورية الصين الشعبية نعتقد ونثق أن الأنظار دائماً نحو المستقبل لتبقى الصين في موقع الصدارة وهذا ما نتمناه وما نريده بأن تشكل الصين مكانة مرموقة لها في الساحة الدولية وفي بنية وتشكيلة النظام الدولي الجديد الذي بدأ يتشكل لبناء نظام دولي جديد ومتعدد الأطراف ويقوم بمهمة سلام واستقرار وتنمية العالم وانصاف الشعوب وتكريس العدالة الدولية.


(4) الصين تقترح مبادرة من 3 خطوات للخروج من مأزق الصراع في غزة. ما تعليقكم على هذه المبادرة؟ كيف ترى “إعلان بكين”؟


هذه المبادرة ذات أهمية خاصة، وقد عبر عنها وزير الخارجية في لقاءه معنا ومع الأمناء العامون الآخرون للفصائل الفلسطينية، ونرى أنها نقاط جوهرية من أجل الخروج من هذا الواقع الصعب ووقف الحرب العدوانية وحماية أبناء شعبنا من جرائم الاحتلال، وإعلان بكين شكل دون أدنى شك وثيقة برنامجية مهمة، وكذلك رؤية سياسية أجمع عليها الجميع، ووقع عليها الجميع، وما نحتاجه اليوم هو توفير الإرادة واستكمال الجهود لوضع الآليات التنفيذية لهذا الإعلان، والذي جاء توقيعه في ظل حرب دموية شاملة ومصيرية وتصفوية يتعرض لها الشعب الفلسطينية والقضية الفلسطينية، وهذا ما يدعونا جميعاً من أجل التطبيق العملي لإعلان بكين وانهاء فصول الانقسام المدمر وتعزيز الخطاب الفلسطيني ببرنامج اجماع وطني تحت اطار منظمة التحرير الفلسطينية وأيضاً بذل الجهود لتكريس السيادة الوطنية لدولة فلسطين من خلال اعلان دستوري ومجلس تأسيس يشارك به الجميع في مواجهة ما يقوم به الاحتلال من سياسات وإجراءات لتقويض مكانة السلطة الوطنية الفلسطينية كناقل للشعب الفلسطيني من الاحتلال الى الاستقلال، وتقويض المنجزات الوطنية الفلسطينية وحل الدولتين الذي يمثل الإرادة الدولية التي توافقت على هذا باعتباره الحل الممكن والوحيد لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.


(5) ما هي أكثر ذكرى لا تنسى خلال فترة التفاوض على التسوية بأكملها؟


كيف ترى جهود الصين لإنهاء الجمود في الصراع بغزة؟


منذ بدء الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني عبرت الصين عن مواقفها السياسية الواضحة، وقدمت الخارجية الصينية مواقف ومبادرات مهمة وعملت في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن وفي المؤسسات الدولية الأخرى، ووقفت الى جانب الحق الفلسطيني برفضها لجريمة الحرب ودعوتها لوقفها فوراً وتأمين الحماية للفلسطينيين، وقدمت الصين أيضاً دعماً كبيراً لأبناء شعبنا في قطاع غزة وكان لنا دوراً مشتركاً في هذا الإطار، حيث أدخلنا مساعدات إنسانية واغاثية كبيرة قدمها لنا أصدقائنا في الصين. نّ بلاده لن تسمح باستمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.


اننا نثمن عالياً موقف الصين الثابت والراسخ والمبدئي من القضية الفلسطينية، وفي مؤتمر ميونيخ للأمن، قال وزير الخارجية الصيني إنّ الصين دعت الأطراف علانيةً إلى عدم مضايقة السفن التجارية في المنطقة وحماية أمن الممر المائي في البحر الأحمر، وقال إنه يجب حلّ السبب الجذري لها، والسبب الجذري هو القتال المستمر في غزة”، مشيراً إلى أنّ موقف الصين واضحٌ بشأن ذلك.


لقد أكدت الصين مراراً على دعوتها من أجل تحقيق وقف فوري لإطلاق النار والتأكد من عدم تعرّض الممرات الإنسانية لأيّ عوائق، وكذلك المطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام في أسرع وقت ممكن لإحياء حل الدولتين.


وذهبت الصين بموقف أكثر رسوخاً عندما أعلن عدد من المسؤولين الصينيين أنه لا يمكن للصين بأن تسمح باستمرار هذه الكارثة الإنسانية أكثر من ذلك، ودعت لإقامة دولة فلسطينية بشكلٍ عاجل، ودعت إلى ضرورة أن يكون هناك “صوت أكثر تضافراً” وموقف موحّد يدعو إلى تسوية مناسبة، وأن من الواجب بذل الجهود نحو حل الدولتين، وفقط عندما يتحقّق ذلك، يمكن تحقيق سلام، وبضمانات من المجتمع الدولي، ولا يمكن لأي بلد أن يبني أمنه على انعدام أمن الآخرين.


(6) اقترحت الصين مبادرة الأمن العالمي لبناء عالم ينعم بالسلام الدائم والأمن العالمي.


ما تعليقك على جهود الصين في تعزيز السلام الإقليمي؟ هل تعتقد أن الصين قادرة على فعل المزيد؟


تعدّ إقامة “مجتمع المستقبل المشترك للبشرية” هدفاً سامياً تسعى إليه الدبلوماسية الصينية، وقد أوضح الرئيس الصيني شي جين بينغ أكثَ من مرة مفهوم “مجتمع المستقبل المشترك للبشرية” بكل جوانبها في المناسبات المختلفة، وبادر بتطبيق القيم المشتركة للبشرية لبناء عالم منفتح وشامل ونظيف وجميل يسوده السَّلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك عن طريق التشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وطرح مبادرة «الحزام والطريق» ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية على التوالي، لدفع التنمية المشتركة والأمن الدائم والاستفادة المتبادلة بين الحضارات لمجتمع البشرية على المستوى العميق، وحشد جهود جميع الدول.
وفي مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار المشترك، أقامت الصين مجتمعات المستقبل المشترك بمختلف الأشكال مع عشرات من الدول والمناطق في المجالات، وعلى الأصعدة الثنائية ومتعددة الأطراف والإقليمية والعالمية. في العام الماضي، انعقد المؤتمر المركزي للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية في بكين، حيث طرحت الصين الدعوة إلى التعددية القطبية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع والاحتضان، كما لقيت مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي دعماً واضحاً من أكثر من 100 دولة، ولقيت مبادرة الحضارة العالمية تجاوباً إيجابياً من دول عديدة بُعيد طرحها، ولقد أدرك عدد مزداد من الدول والشعوب ضرورة مشاركة جميع الدول في تقرير مصير البشرية وخلق مستقبل العالم.


ونحن نرى بأهمية الى تنامي الدور الصيني حول مختلف القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تعزز الحكمة الصينية السلام العالمي، وتتمسَّك الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي بالمشاركة البناءة في حل القضايا الساخنة الدولية، والتمسك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، حيث ظل الجانب الصيني يحترم السيادة وسلامة الأراضي للدول المعنية، ويلعب دور الوساطة حسب احتياجات ورغبات الدول المعنية، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، ومنذ وقت طويل، فإن الجانب الصيني يؤيد شعوبنا على الدوام للبحث عن طرق التنمية بشكل مستقل، كما يؤيد دول الشرق الأوسط على الدوام، لحل المشاكل الأمنية الإقليمية بشكل وحدة متضامنة.


وفيما يتعلَّق بالقضية الفلسطينية، فان الصين تقف بثبات إلى جانب الإنصاف والعدالة، وتدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتدعم أن تكون دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، والتمسك بمعالجة الأعراض والمسببات في آن واحد، ويعتقد المسؤولون الصينيون أنه ينبغي الاهتمام بدفع تهدئة القضايا الساخنة في أسرع وقت ممكن للحيلولة دون التصعيد والتداعيات، وفي الوقت نفسه، ينبغي تحليل جذور المشاكل بشكل منهجي وجدلي من أجل حل الصراعات بإجراءات شاملة، بدلاً من معالجة الأسباب الظاهرية فقط، ناهيك بتبني قصر النظر والنفعية وتحميل الآخرين المسؤولية، ونقدر موقفهم المتعلق بالتوتر المستمر مؤخراً في البحر الأحمر والذي يعكس التداعيات الناجمة عن تصعيد الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ولا تُزال العوامل المسببة للتوتر بشكل جذري إلا من خلال تحقيق التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


نرحب بأي جهود صينية تجاه القضية الفلسطينية وقصايا العالم الأخرى، وتقدم التنمية الصينية فرصاً للرخاء العالمي، وتفتح السوق الصينية الضخمة ذراعيها للعالم حالياً.


شكراً جزيلاً. شكرًا لك.

شاهد أيضاً

تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، وحماية السلام والاستقرار في العالم ، بقلم: باي يوي

الحفاظ على العدالة والإنصاف في العالم وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، بقلم : باي يوي

الحفاظ على العدالة والإنصاف في العالم وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، بقلم : …