شفا – تتبعت الحلقة الثامنة عشرة من سلسلة” أصوات من طوباس” لوزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية سيرة الكاتبة والباحثة آمال الحامد مدارسي ، وتناولت ومسيرتها الأدبية.
وأعادت مدارسي عجلة الزمن إلى الوراء، حين استعرضت حكاية تجربتها المطبوعة الأولى (مما لا بد منه)، التي رأت النور عام 1985، وسعت خلالها إلى بث دعوة حب الذات والآخر، بقالب أدبي ظهرت عليه ملامح فلسفية. وقالت إن الاختصار وتجنب الإسهاب أزاحها إلى النزعة الفلسفية، وساعدها في تكوين شخصية أدبية، تجمع بين الصمت والغموض والتأمل.
ووفق مدارسي التي أبصرت النور في ربيع عام 1960 بطوباس، فإنها لا تعتبر البيئة التي يعيش فيها المرء سبباً رئيسًا في تشكيل الذات الأدبية، وتكوين الطبيعية الشخصية التي تجنح نحو تعلم مهارة أو صقل موهبة ما. وتؤمن بأن علاقة الكتب مع الحرف في الطفولة والبدايات الأولى، هي التي تشكل نواة الأديب، والوجه التي يذهب إليها لاحقًا.
بواكير
تروي: بدأت بصياغة نصوصي الأولى قبل المرحلة الثانوية، وعكفت في الصفوف الأولى من تلك المرحلة على إرسال أعمالي إلى صحف: القدس والفجر والشعب، وقد نشرت نماذج منها. وبعدها واكبت جريدة النهار، وصرت أكتب مقالات سياسية وأدبية، وأذكر جيدًا مقالة حملت عنوان ( لعبة الجياد)، ثم نشرت مقالات في القانون الدولي الإنساني.
وحصلت مدارسي على شهادة البكالوريوس في التاريخ عام 1988 من جامعة النجاح، ثم نالت الماجستير في الحقل ذاته ومن الجامعة نفسها عام 1997، وتعمل اليوم معلمة في مدرسة بنات طوباس الثانوية، وتشجع طالباتها على شق مساراتهن الإبداعية، من خلال نادي المبدعات الصغيرات، الذي يضم اليوم 15 طالبة.
تقول: لا أنحاز لمدينتي، وأتعصب لمسقط رأسي، وأقف مع الإنسان حيثما وجد، ومع ذلك وصفت طوباس القديمة التي افتقدناها، ورسمت ما فيها من بيئة ومكان وعلاقات إنسانية وتكافل اجتماعي ومحبة، وصورت خلالها صوت الريف الذي نفتقده، ونال هذا العمل جائزة مروان مخيبر للإبداع الأدبي والفني، التي ترعاها وزارة الثقافة.
عشق ومذبحة!
توالي: أصدرت عام 1999، مجموعة ( مشاهد حياتية في رموز كتاب)، وتصور رسومات تعبيرية مظاهر اجتماعية مختلفة بشكل فلسفي، من وحي رسومات تعبيرية ورمزية أعددتها بنفسي. وتبعه كتابي” كهف العشاق”، وهو نصوص فلسفية، رافقتها رسومات تعبيرية. وأنهيت كتاب يوثق لمذبحة الأرمن 1895-1913، بجانب رسومات تعبيرية أيضا، وهو دراسة تاريخية، تتبع فصول لمذبحة ودلالات الاعتراف التركي بالمسؤولية عنها.
تفيد: أنهيت فصول كتاب جديد ثانٍ، سيحمل عنوان ( جوانب حياتية للمرأة الفرعونية)، وهو قيد الطبع في وزارة الثقافة، ويسلط الضوء على المرأة الفرعونية ويقارنها بنظيرتها الفلسطينية في حقول السياسة والأدب والاقتصاد والفن والأدب والاجتماع.
وبحسب مقارنات مدارسي، فإن المرأة الفرعونية نالت استقلالها السياسي، ووصلت لمراكز مرموقة، وكان لها كلمة في قضايا التنصيب والعزل. كما شيدت صرحًا حضاريًا، نقلته من مصر إلى دول الجوار. مثلما حققت قفزة في مجال إدارة البيت، والاقتصاد والتدبير المنزلي، وكانت مبهرة في الزراعة والصناعة والإدارة، مثلما كانت أكثر أمومة، واخترعت لطفلها الأغاني والألعاب، ومن وحي ذلك نشا علم النفس للطفل بعد قرون.
تزيد: ينصب عملي الجديد الراهن واسمه (حكاية شعبية بعبارة فلسفية) على تقديم حكايات شعبية باللهجة المحلية، ثم يأتي تعليق عليها بعبارة فلسفية، لها علاقة بالحياة وجوانبها المختلفة. وتؤكد مدارسي أن تراجع القراءة في العالم العربي وفلسطين عمومً، يجب أن لا يكون عامل إحباط للكاتب، بل عليه أن يغير ذلك الواقع، ويساهم في خلق أساليب تشجع الناس على العودة إلى القراءة واعتبارها عادة يومية، ومراجعة علاقتها مع الحرف.
أدوار
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف إلى أن سلسلة (أصوات من طوباس) تحرص على تقديم حكايات وقصص لرجال ونساء ومواهب ونضال وتاريخ شفوي وقصص اجتماعية وتربوية، تتحدث عن المحافظة وتاريخها وحاضرها ونضالها وأغوارها المنهوبة، وتسلط الضوء عليها في وسائل الإعلام.
وأضاف أن الوزارة توثق منذ نحو ثلاث سنوات عبر سلسلتي” كواكب لا تغيب” و” ذاكرة لا تصدأ” حكاية شهداء الحرية في المحافظة، والتاريخ الشفوي للنكبة والشهود عليها الذين يسكنهم حق العودة ويسكنونه.