شفا – دعت فرنسا يوم الجمعة الى اقامة ممرات انسانية لمساعدة السوريين على الفرار من “المذابح” قائلة ان اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة الامم المتحدة يتيح فرصة لتنفيذ الاجراءات الانسانية.
وقتل ثلاثة محتجين مناهضين للحكومة عندما اشتبكت قوات موالية للرئيس السوري بشار الاسد النار مع المعارضين بالقرب من الحدود مع تركيا.
وقال ساركوزي في مقابلة مع قناة اي.تيليه التلفزيونية “أعتقد بشدة انه على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته ويوفر الظروف (لاقامة) ممرات انسانية حتى يتسنى لهؤلاء البائسين الذين يتعرضون للذبح الفرار من دكتاتور.”
وشكك ساركوزي في نوايا الاسد بشأن الالتزام بالهدنة قائلا “لا أعتقد أن بشار الاسد صادق… لا أؤمن للاسف بوقف اطلاق النار هذا.”
وقال الرئيس الفرنسي الذي يخوض الانتخابات الرئاسية التي تبدأ في 22 ابريل نيسان انه ناقش القضية السورية مع الرئيس الامريكي باراك أوباما أمس بما في ذلك خطة تدعمها الامم المتحدة لارسال مراقبين الى سوريا للتحقق من تنفيذ وقف اطلاق النار.
ومن المقرر ان يصوت مجلس الامن التابع للامم المتحدة في وقت لاحق يوم الجمعة على خطة ارسال المراقبين.
واقترحت باريس التي دعت الاسد الى التنحي اقامة ممرات امنة لمنظمات الاغاثة اما بموافقة دمشق او بتفويض دولي لارسال الطعام والدواء الى المدنيين المحاصرين وسط القتال بين قوات الاسد ومقاتلي المعارضة.
ودعا متحدث باسم عنان في جنيف لفتح ممرات للمساعدات قائلا ان نحو مليون شخص يحتاجون المساعدة في سوريا.
وبموجب الخطة الفرنسية لتوصيل المساعدات تقام ممرات امنة تربط تركيا او لبنان او الاردن بساحل البحر المتوسط او بمطار في سوريا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه يمكن حماية هذه الممرات من خلال “مراقبين” مسلحين لكنه استبعد اي تدخل عسكري مباشر. وقالت مصادر دبلوماسية ان اقامة الممرات يحتاج قرارا من الامم المتحدة لكن لم يتضح من سيتولى حمايتها سواء كانت قوات لحفظ السلام او مراقبين غير مسلحين.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم جوبيه انه لا توجد خطة محددة لكن في ظل وجود هدنة قد يكون اقامة الممرات اسهل على خلاف الجهود السابقة التي فشلت بعد ان عارضتها سوريا وروسيا والصين.
وأضاف “هناك ضرورة انسانية ملحة ونحن في وضع مختلف الان مقارنة بالوضع عندما كانت طائرات الهليكوبتر والدبابات تقصف اي شيء يتحرك. وقف اطلاق النار يتيح فرصا جديدة للمساعدات الانسانية.”
ودعت المعارضة السورية الي تنظيم مظاهرات حاشدة يوم الجمعة في اختبار لوقف اطلاق النار الهش في الوقت الذي تعاظمت فيه الضغوط الدولية على دمشق حتى تلتزم بشكل كامل بخطة السلام.
وقال جوبيه ان حكومة الاسد قبلت السماح بالمظاهرات السلمية في اطار خطة عنان المكونة من ست نقاط لانهاء العنف وبدء حوار سياسي.
وأضاف “يجب السماح بتنظيم المظاهرات يوم الجمعة واذا شن النظام حملة عليها سيكون هذا انتهاكا واضحا لما التزم به.”
وقال ساركوزي واوباما انهما سيواصلان الضغط على دمشق بما في ذلك داخل مجلس الامن الدولي.
وفي اطار هذه الجهود ستعقد باريس اجتماعا في السابع عشر من ابريل نيسان تشارك فيه نحو خمسين دولة من ضمنها دول في الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية لمناقشة تشديد العقوبات وضمان تنفيذ العقوبات المفروضة بالفعل.
وقال فاليرو ان باريس جمعت معلومات وشهادات من اشخاص بشأن جرائم ضد الانسانية ارتكبتها حكومة الاسد وانها تسعى حاليا لتحديد المسؤولين بالضبط عن هذه الجرائم.
وقال “الاعمال الوحشية التي ارتكبت في سوريا على مدى اكثر من عام لا يمكن ان تمر دون عقاب.”رويترز