صبحي التميمي ، أحد رواد الحركة الوطنية الفلسطينية ، بقلم : م. غسان جابر
في سجل الحركة الوطنية الفلسطينية، يبرز اسم صبحي التميمي (أبو جبرين) كأحد أبرز رموزها وقادتها البارزين. فقد كان هذا المناضل الفلسطيني واحدًا من أعمدة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وساهم بشكل فاعل في تأسيس وتطوير أحد أهم فصائل العمل الفدائي الفلسطيني.
ولد صبحي التميمي عام 1929 في حي باب حطة بالقدس، ونشأ في بيئة وطنية ساهمت في تشكيل وعيه السياسي المبكر. وكما يروي في مذكراته “للتاريخ أقول”، فإنه انضم في منتصف الخمسينات إلى الحزب الوطني الاشتراكي، قبل أن ينخرط في صفوف حركة القوميين العرب في بداية الستينات.
وفي عام 1963، تولى التميمي مسؤولية الجهاز النضالي في حركة القوميين العرب، حيث عمل على تنظيم وتدريب الفدائيين الفلسطينيين. وكما يقول في مذكراته: “تم تفريغ عدد من شباب الحركة في هذا الجهاز”، مما عزز من قدراتهم العسكرية في مواجهة الاحتلال.
وفي عام 1967، كان صبحي التميمي من المؤسسين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث لعب دورًا قياديًا في هذا الفصيل الذي برز كأحد أهم الحركات الفدائية. وخلال تلك الفترة، قاد التميمي قوات صلاح الدين التابعة للجبهة الشعبية، والتي كان لها دور محوري في الدفاع عن الثورة الفلسطينية خلال معارك أيلول الأسود في الأردن.
ومما يرويه التميمي في مذكراته عن تلك الفترة: “كان لنا الأثر الكبير في الدفاع عن الثورة في معارك أيلول الأسود”. وهذا يؤكد الدور البطولي الذي لعبته قوات صلاح الدين بقيادة هذا المناضل الفلسطيني البار.
بالإضافة إلى نشاطه العسكري، كان للتميمي دور بارز في توسيع نطاق النضال العربي ضد الاستعمار. ففي مذكراته، يشير إلى مساهمته في إنشاء فروع لحركة القوميين العرب في دول مثل الجزائر والمغرب وليبيا، مما عزز من انتشار الأفكار القومية وتعزيز التعاون بين الحركات التحررية في المنطقة.
ولم يكن نضال صبحي التميمي خاليًا من التضحيات والمحن. فقد تعرض للاعتقال والتعذيب مرات عدة بسبب نشاطاته الوطنية والثورية. وكما يروي في مذكراته: “تم اعتقالي من قبل السلطات الأردنية عام 1957 إثر المظاهرات، حيث عانيت من التعذيب في سجون المخابرات”.
ورغم كل هذه الصعوبات، ظل صبحي التميمي ملتزمًا بقضية التحرر الوطني الفلسطيني والعربي حتى آخر أيامه. وفي عام 2008، أصدر مذكراته “للتاريخ أقول: مذكرات داخل الزمن الأسود”، والتي تعد وثيقة نضالية ثمينة عن تاريخ الكفاح الفلسطيني.
توفي صبحي التميمي في 17 يوليو 2021 في العاصمة الأردنية عمان.
وتم دفنه في مقبرة سحاب، حيث أقيمت له جنازة حضرها العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، تكريمًا لإسهاماته في النضال الفلسطيني والحركة القومية العربية.
وبرحيل صبحي التميمي ( أبو جبرين )، فقدت الحركة الوطنية الفلسطينية أحد أبرز رموزها وقادتها البارزين، الذين قدموا التضحيات الجسام من أجل تحقيق الحرية والاستقلال لشعبهم. وستظل ذكراه ومواقفه النضالية منارة تهدي أجيال الكفاح الفلسطيني.