شفا – من قلب العيساوية، تلك البلدة المقدسية العريقة، وُلدت الكاتبة والباحثة “وفاء شاهر داري“، صنعت لنفسها مكانة مرموقة في عالم الأدب والبحث الأكاديمي.
لم تكن رحلتها مجرد تجربة فردية، بل مساراً مليئاً بالشغف للغة العربية وآدابها، مزجت فيه بين العمق الثقافي والتفوق الأكاديمي، حتى أصبحت اليوم صوتًا قويًا يمثل فلسطين في المحافل الأدبية العربية والدولية.
أعمالها التي حملت بين صفحاتها حب الوطن والتزامًا إنسانيًا، عبرت حدود الجغرافيا لتصل إلى قلوب القراء في مختلف أنحاء العالم، تاركة أثرًا لا يُمحى في الأدب العربي المعاصر.
حصلت الكاتبة على درجة الماجستير من أكاديمية القاسمي في باقة الغربية بالداخل الفلسطيني، حيث نالت مرتبة الشرف نتيجة تفوقها الأكاديمي في الدراسات العليا للتعليم والتعلم. تخصصت في اللغة العربية وآدابها، لتجمع بين حبها للبحث العلمي ورغبتها في النهوض بالمستوى الثقافي العربي.
الكاتبة عضو فعال في العديد من الأندية الثقافية والأدبية العربية والدولية، وقد حرصت على أن تكون جزءًا من هذه المنصات لتعزيز التبادل الفكري والإبداعي.
كما شاركت في معارض دولية للكتاب على مدار عامي 2023 و2024، من بينها معارض فلسطين والشارقة والقاهرة والعراق ومسقط، ما يعكس انتشار أعمالها وتأثيرها في الوسط الأدبي العربي.
تتميز أعمال الكاتبة وفاء داري بالتنوع بين الأدب والبحث والدراسات. ومن أبرز مؤلفاتها:
“صورة البطل في قصص أطفال فلسطين” (2023): دراسة تناولت فيها الكاتبة صورة البطل في الأدب الفلسطيني الموجه للأطفال، وصدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام.
“العنقاء تروي قصصًا وعبرًا” (2023): مجموعة قصصية صدرت عن Shams Publishing في ألمانيا، تمزج بين الحكمة والخيال لتروي عبرًا من خلال شخصيات خيالية مليئة بالدروس الإنسانية.
“جبر الخواطر” (2024): نصوص أدبية وقصائد نثرية صادرة عن دار الولاء للنشر والتوزيع في مصر، تقدم فيها الكاتبة تأملات وجدانية بأسلوب حداثي.
“العقد الثمين من الذكر المبين” (2024): عمل أدبي آخر صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام في القاهرة، يعكس اهتمام الكاتبة بالموروث الثقافي والديني.
كما أن للكاتبة عدة مشاريع قيد النشر والدراسة، مثل ديوان “إطلالات” وخطرات نثرية بعنوان “ويبقى الأثر”، إضافةً إلى دراسة أكاديمية حول القيم الأخلاقية في مناهج كتب اللغة العربية للمراحل الإعدادية.
الكاتبة الفلسطينية تمثل نموذجًا مشرفًا للمرأة الفلسطينية المبدعة، التي استطاعت تجاوز الحدود الجغرافية والسياسية لتصل بأدبها وفكرها إلى منصات دولية. بفضل جهودها في البحث الأكاديمي وإبداعها الأدبي، تستمر في ترك أثر قوي في الساحة الأدبية العربية، وتعزز من مكانة الأدب الفلسطيني عالميًا.