11:45 مساءً / 26 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

الإشاعات بين الماضي والحاضر ، بقلم : د. فواز عقل

الإشاعات بين الماضي والحاضر ، بقلم : د. فواز عقل

الإشاعات بين الماضي والحاضر ، بقلم : د. فواز عقل

هذه المقالة تلقي الضوء على الإشاعة من حيث التعريف و الأهداف و العناصر و الأنواع و طرق الوقاية و تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الإشاعة، و نبدأ بالآية الكريمة التي تقول: “يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين” ، و الإشاعة هي الأحاديث والأقوال والأخبار والروايات و الفيديوهات التي يتناولها الناس دون التأكد من صحتها أو التحقق من صدقها، و تعتمد على جزء من الحقيقة.


و تعرف أيضا بأنها فكرة أو قضية تنتشر في وسط و مناخ اجتماعي مناسب يتطابق فيه محتوى الإشاعة مع رغبات وآمال مروجيها من خلال لغة التشكيك والتحريض التي تنتشر في أيام الأزمات و الانتخابات لتحقيق أهداف معينة بين المتنافسين و تنتشر في الأماكن التي تواجه مشاكل اجتماعية و قلة الثقافة و الجهل و الفقر و غياب العدالة الاجتماعية.
مؤكدين المقولة التي تقول :اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس.


أهداف الإشاعة:


1- بث الخوف و الذعر و التشكيك و الحقد و الكراهية و العداوة و زرع بذور الفتنة و اليأس في نفوس الجمهور المستهدف.
2- تشويه سمعة وصورة الأفراد والجماعات و الشعوب و الدول و القادة.
3- خلخلة وحدة المجتمع.

أقسام الإشاعة:


أ- الإشاعة حسب المستقبِل أو المستمع:


أولا: من يسمع ولا يصدق ولا يردد الإشاعة


ثانيا: من يسمع و يصدق ولا يردد الإشاعة


ثالثا: من يسمع و يصدق و يردد الإشاعة


رابعا: من يسمع و يصدق و يردد و يزيد و هذه أخطر أنواع الإشاعات


ب-الإشاعة حسب الدوافع والدلالات:


1- شائعات الأحلام و الأماني تنتشر لأن للناس حاجات و رغبات وآمال.
2- شائعات الخوف لخلخة المجتمع
3- شائعات الكراهية ، تستهدف تشويه سمعة و صورة الأفراد و الجماعات و تعطي مروجيها شعورا بالراحة النفسية
4- إشاعة الشغب، تهدف إلى إطلاق الشرارة الأولى التي تحول حادثة صغيرة بسيطة إلى مظاهرات و مشاجرات و تزيد من عنفوانها وهي تهيئ لسلوك الجماهير.
5- إشاعة جس النبض الجماهيري، البالون التجريبي، تستخدم هذه الإشاعة لرصد رد الفعل الجماهيري تجاه شخص أو شيء أو فكرة لمعرفة توجه الرأي العام.
6- إشاعة التبرير ، تهدف إلى تبرير سلوك خاطئ أو عمل عدائي أو إجرامي تم ارتكابه.
7- إشاعة حرب الأعصاب ، يهدف إلى زيادة التوتر و القلق لدى الجمهور المستهدف.
8- إشاعة سحابة الدخان، الخداع،تستخدم كستار لإخفاء بعض النوايا الشريرة بهدف خداع العدو.
9- إشاعة على شكل نكتة، تستخدم للسخرية من فكرة أو شيء أو شخص وهي هدامة.  
10- إشاعة التنبؤ ، تستخدم للتنبؤ بحدوث أحداث سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية  أو عسكرية و ذلك وقت الأزمات و الكوارث.
11- الإشاعة الاقتصادية، تهدف إلى إحداث حالة من الخوف و القلق والبلبلة للوضع الاقتصادي خصوصا  وقت الأزمات و الحروب.
 
عناصر الإشاعة:


1- المصدر، و هم الأفراد  و الجماعات الذين يطلقون الإشاعة و يشتركون في ترويجها.
2- الرسالة، و تكون على شكل كلمة منطوقة أو مكتوبة أو مرسومة أو مقطع فيديو.
3- الوسيلة، عن طريق الاتصال الشخصي وجها لوجه أو عن طريق وسائل الاجتماعي
4- الجمهور المستهدف، شرائح المجتمع كلها.
5- الاستجابة، و تعني مدى قبول إشاعة أو رفضها.
6- التأثير، و هي المحصلة النهائية لعملية ولادة الإشاعة و انتشارها و موتها أو بقائها حية.
مقاومة الإشاعة


الوقاية خير من العلاج ،


أولا: التثبت أو التحقق من مصدر الإشاعة.


ثانيا: عدم نقل الإشاعة و التعامل معها.


ثالثا: العمل على توعية الجمهور لدفعه إلى رفض الإشاعة و عدم ترويجها.


رابعا: السرعة في الرد على إشاعة


عدم الرد يعني تأكيدها


1- يجب تحليل الإشاعة من حيث المصدر و الهدف و قوتها و ضعفها و خطورتها قبل نفيها.
2- إذا كانت الإشاعة أمر بسيط يجب تجاهلها.
3- إذا كانت الإشاعة قوية يجب الرد عليها بطريقة لبقة وغير مباشرة دون ذكر موضوع الإشاعة الأصلي، أو كشف مصدرها.
4- يجب أن يتولى الرد و النفي شخصيات معروفة بالمصداقية لدى الجمهور.
5- نشر الأخبار الدقيقة والموضوعية و الشاملة.
6- إنشاء مركز للسيطرة على الإشاعة.
7- إنشاء عيادة متخصصة لتشخيص الإشاعة و علاجها و هدفها و تحديد مصدر و محتوى الإشاعة و نفيها على أساس مدروس.


 
في السابق كانت الإشاعة تنتشر من خلال الكلمة المنطوقة و المكتوبة، و كانت محصورة و قليلة الانتشار أما بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي (تيليغرام و التيكتوك و تويتر و فيسبوك ) و الذكاء الاصطناعي أصبحت الإشاعة سهلة الانتشار و ظهرت بأشكال جديدة حيث أصبح بالإمكان تقليد الصوت و الصورة و الحركة و أصبح الإنسان عرضة لأن يرى صورته و كلامه في أماكن ما كان يحلم بها و لو بالخيال، و ممكن لمقطع فيديو أن يقيم الدنيا ولا يقعدها و تنتشر الإشاعة كالنار في الهشيم و ممكن أن نرى و نسمع قصص مفبركة مضللة لا تخطر على بال أحد خصوصا في المجتمعات الفقيرة قليلة الثقافة و الجهل و أقول اللهم ابعد عنا الإشاعات و فتن الإشاعات ما ظهر منها وما بطن، و أقول نحن التربويون المحاورون أصحاب اليقظة أصحاب البوصلة نصنع البوصلة لليوم التالي ولا ننتظرها.

  • – د. فواز عقل – باحث في شؤون التعليم و التعلم

شاهد أيضاً

منظمة التعاون الإسلامي تندد باستمرار الحرب على غزة وتوسعها للبنان

شفا – نددت منظمة التعاون الإسلامي، استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في …