عبد الحليم الجولاني المعروف بالشلف قائد ثورة فلسطين ضد الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني ، بقلم : م. غسان جابر
في سجل النضال الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني، يبرز اسم عبد الحليم الجولاني (أبو زيدان) كواحد من أبرز القادة البطوليين الذين قادوا الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939)، المعروف باسم “الشلف”، كان الجولاني قائداً استراتيجياً بارعاً ولعب دوراً محورياً في إلهاب روح المقاومة الوطنية ضد الاستعمار.
ولد الجولاني عام 1908 في مدينة الخليل، وسرعان ما أصبح قائداً بارزاً في المقاومة الفلسطينية. ففي عام 1931، قام بخطف سلاح جندي إنجليزي، مما أدى إلى اعتقاله من قبل القوات البريطانية. لكن هذا الحادث لم يثنه عن مواصلة نضاله الوطني.
خلال الثورة الكبرى، أسس الجولاني فصائل المقاومة في الجنوب الفلسطيني وقاد العديد من المعارك البطولية. من أبرز إنجازاته:
- تشكيل جماعات مقاومة: أسس الجولاني مجموعة من 30 مجاهداً لمواجهة الاحتلال البريطاني، رغم نقص الأسلحة.
- تنفيذ هجمات ناجحة: قاد هجمات على القوافل الإنجليزية والصهيونية، واحتل مراكز حكومية في جنوب فلسطين.
- معركة بئر السبع (9 سبتمبر 1938): استولى على مستودعات الأسلحة وحرر السجناء العرب.
- معركة جورة بحلص (11 أكتوبر 1938): تصدى لقافلة بريطانية وأسقط ثلاث طائرات.
لكن الإنجازات الأبرز للجولاني كانت في معركتي الخضر وجبل المكبر. ففي معركة الخضر عام 1936، قاد الجولاني الثوار الفلسطينيين ضد قوات الاحتلال البريطاني، حيث استخدم تكتيكات فعالة لصد الهجوم البريطاني المدعوم بالقصف الجوي. كما نجح في تنسيق خطة لتهريب القائد عبد القادر الحسيني، الذي جُرح وأُسر خلال المعركة.
وفي معركة جبل المكبر، قاد الجولاني القوات الفلسطينية ضد الهجمات اليهودية، مستخدماً تكتيكات الكمين لتكبيد العدو خسائر كبيرة. وتحت قيادته، تم تنظيم الثوار بشكل فعال، مما ساهم في صد الهجوم.
كما ساهم الجولاني بشكل كبير في تحرير عدة مدن فلسطينية خلال تلك الفترة البطولية. على سبيل المثال:
- مدينة الخليل: قاد هجوماً من خمس جهات لطرد القوات البريطانية، مما أتاح له السيطرة على المدينة.
- مدينة بئر السبع: في 9 سبتمبر 1938، نفذ هجوماً ناجحاً على مركز البوليس الإنجليزي، واستولى على مخازن الأسلحة هناك، مما عزز تسليح الثوار.
- جنين: شارك في معارك حول المدينة، حيث استهدف مراكز الشرطة والجيش البريطاني.
إن هذه الإنجازات البطولية للجولاني، والتي تمت بالتنسيق مع القادة الوطنيين البارزين مثل الحاج عبد القادر الحسيني، أظهرت قدرته القيادية وأكدت مكانته كأحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال. فقد ساهم الجولاني بشكل كبير في تعزيز روح الثورة وتنظيم الجهود الوطنية، مما أسهم في انتصارات الشعب الفلسطيني خلال تلك المرحلة البطولية من تاريخه.
إن بطولات عبد الحليم الجولاني وإسهاماته الاستراتيجية في الثورة الفلسطينية الكبرى ستظل محفورة في ذاكرة الشعب الفلسطيني كنموذج للقيادة الوطنية والنضال من أجل الحرية والاستقلال. فقد كان الجولاني قائداً بارزاً ومؤثراً في مسيرة الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني.
توفي الجولاني في 19 أغسطس 2002 عن عمر يناهز 96 عاما رحم الله القائد ابو زيدان.