عبد الخالق يغمور ، رائد النضال الوطني الفلسطيني وصانع التاريخ ، بقلم : م. غسان جابر
عبد الخالق يغمور (1912-1984) كان من أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية في القرن العشرين، حيث ساهم بشكل فاعل في الثورة الفلسطينية الكبرى ضد الاحتلال البريطاني، وكان من المؤسسين البارزين لمنظمة التحرير الفلسطينية. كما تركَ بصمةً واضحةً في العمل القانوني والنقابي في الأردن.
ولد عبد الخالق يغمور في مدينة الخليل عام 1912. درس القانون في جامعة القاهرة وتخرج عام 1947. عاد إلى فلسطين وبدأ العمل في مجال التعليم، قبل أن ينتقل للعمل كمحامٍ.
انخرط يغمور في العمل النضالي مبكرًا؛ فشارك في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936-1939، وأصبح مستشارًا للقائد عبد الحليم الجولاني في الثورة عام 1937. وانخرط أيضًا في العمل النقابي والتحق بحزب البعث العربي الاشتراكي.
خلال الفترة بين 1947-1949، شغل يغمور منصب سكرتير اللجنة القومية في الخليل، حيث لعب دورًا محوريًا في تنظيم الجهود الوطنية ضد الاحتلال البريطاني. كما ساهم في تأسيس مؤسسات محلية تهدف لدعم النضال الفلسطيني، مما عزز من وحدة الصف الوطني.
عام 1956، انتُخب يغمور عضوًا في مجلس النواب الأردني، ولكنه اعتُقل بين عامي 1957-1959 بسبب نشاطاته السياسية.
وفي عام 1964، كان من بين المؤسسين البارزين لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث ساهم في صياغة ميثاقها الأساسي. وعارض البيروقراطية في قيادة المنظمة، مما ساهم في تعزيز طابعها الديمقراطي.
على الصعيد المهني، انتخب يغمور نائبًا لنقيب المحامين الأردنيين ورئيسًا لبلدية الخليل، مما يعكس تأثيره الكبير في الحياة السياسية والنقابية الأردنية والفلسطينية. كما ساهم في وضع لائحة آداب المهنة وقواعد السلوك لنقابة المحامين الأردنيين عام 1978، مما عزز من تنظيم العمل المهني ومعايير الممارسة. وقدم عددًا من الدراسات القانونية المهمة في الأردن.
في الختام، يُعتبر عبد الخالق يغمور أحد أبرز القامات الوطنية الفلسطينية في القرن العشرين. فقد ساهم بشكل فاعل في الثورة الفلسطينية الكبرى وفي تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، كما ترك إرثًا قيِّمًا في مجال القانون والعمل النقابي. وبذلك، فإن يغمور يُعد نموذجًا للقيادي الوطني الفلسطيني الذي جمع بين النضال السياسي والعمل المهني والقانوني.