سفير القضية الفلسطينية على الساحة الدولية: القائد عبد المحسن أبو ميزر ، بقلم : م. غسان جابر
عبد المحسن أبو ميزر هو محامٍ وسياسي فلسطيني بارز، ولد في مدينة الخليل عام 1930. بعد حصوله على بكالوريوس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1951، انخرط أبو ميزر في العمل الوطني الفلسطيني منذ شبابه، حيث كان عضوًا في حزب البعث العربي الاشتراكي.
نتيجة لنشاطاته السياسية، تعرض أبو ميزر للاعتقال والملاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأُبعد إلى لبنان عام 1974. ولكن ذلك لم يثنه عن مواصلة نضاله، حيث شغل عدة مناصب بارزة في منظمة التحرير الفلسطينية، من بينها عضوية اللجنة التنفيذية.
كان أبو ميزر شخصية محورية في تعزيز العلاقات الدولية للقضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية. بدلاً من التركيز فقط على الغرب، ركَّز جهوده بشكل أساسي على بناء تحالفات وشراكات مع الدول العربية والإسلامية، معتبرًا ذلك ضروريًا لدعم النضال الوطني الفلسطيني.
إلى جانب ذلك، أدرك أبو ميزر أهمية ربط القضية الفلسطينية مع حركات التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا. فعمل على إقامة تحالفات مع هذه الحركات، مسهمًا في وضع القضية الفلسطينية ضمن سياق الكفاح العالمي ضد الاستعمار والاحتلال. هذا الربط ساعد في زيادة الدعم الدولي للشعب الفلسطيني وإبراز صوته على المنصات العالمية.
وفي إطار جهوده لتعزيز العلاقات الدولية للقضية الفلسطينية، كان أبو ميزر حريصًا على توطيد العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، معتبرًا أنها الداعم الرئيسي للقضية. فعمل على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي مع هذه الدول، مما ساهم في زيادة مصادر التمويل والدعم اللوجستي للمنظمة. كما مثَّل المنظمة في المؤتمرات والمنتديات الإسلامية، مستخدمًا هذه المحافل لطرح القضية الفلسطينية وكسب التضامن الإسلامي.
إلى جانب الجهود الإقليمية، عمل أبو ميزر على توسيع الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير كممثل شرعي للشعب الفلسطيني. فشارك في المؤتمرات والمنتديات العالمية، مُبرزًا معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال وطالبًا بتحقيق حقوقهم السياسية. ونجح في هذا الجهد، حيث باتت المنظمة معترفًا بها دوليًا كصوت الشعب الفلسطيني.
رحل عبد المحسن أبو ميزر عام 1992 في دمشق، لكن إرثه النضالي لا يزال يُلهم الأجيال الفلسطينية الحالية.
فالمبادرات التي أطلقها، كحملة “نعبر أسوارك يا قدس”، تُظهر التزامه المستمر بدعم القضية الوطنية وتعزيز الهوية الفلسطينية. ويُعتبر أبو ميزر نموذجًا للنضال السياسي والدبلوماسي في سبيل تحرير فلسطين.