7:28 مساءً / 20 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

التطور التقني احتياج وليس ترفيه ، بقلم : محمود حسين

التطور التقني احتياج وليس ترفيه ، بقلم : محمود حسين

التطور التقني احتياج وليس ترفيه ، بقلم : محمود حسين

إن مدير المؤسسة التعليمية الذي يمنع استخدام الإنترنت في إحدى المدارس بحجة حماية أطفالنا من دخول مواقع غير لائقة، قد أعلن عن إفلاسه كقائد تربوي للمدرسة، كاشفًا عن فشل الجهات التعليمية الأخرى في دعمه أو إقناعه بوضع ضوابط ومعايير تربوية لضمان الاستخدام السليم لهذه التقنية المهمة.

بتصرفه هذا، يسهم دون وعي في تراكم الغبار على الأجهزة والموارد التعليمية، مما يذكرنا بالصناديق التعليمية القديمة التي كانت تمتلئ ببعض المستودعات المدرسية وجهاز العرض الرأسي الذي كان يُستخدم كقطعة زينة في إدارة المدرسة. وكان أحد المعلمين في حال استخدامه يواجه التهديد بضرورة استبدال اللمبة في حالة انتفاءها.


تلك الصور القاتمة لاستخدام التقنية لم يعد لها مكانا في مدارسنا. فأطفال اليوم خرجوا إلى هذه الدنيا وهم يرون التقنية تحيط بهم في المنازل والشوارع والأسواق وملاهي الأطفال والمستشفيات، فَلِمَ لا تكون بالمدرسة؟ لذا فإننا نرى أن استخدام التقنية أصبح مطلباً وليس ترفاً.

وبدلاً من أن نجادل في هذا الأمر علينا أن نسأل أنفسنا كوننا مربين عن الاستخدام الأمثل للتقنية.


تقترب مهارتا التفكير واستخدام التقنية من أن تصبحا مفقودتين في مناهجنا الحالية. يبدو أن المستقبل سيشهد تطورات في مناهجنا تركز بشكل كبير على هاتين المهارتين بالإضافة إلى مهارات أخرى.

توظيف التقنية في بيئة تعليمية تقليدية يمثل تحدياً، ولذا فإن الجهات التعليمية تتخذ خطوات جادة نحو تعديل المقررات وأساليب التدريس والتقويم.

ضمن استراتيجية تقنية واضحة، يتم تهيئة المجتمع المدرسي لاستخدام وتوظيف التقنية بشكل يتوافق مع المناهج الحالية.

يتم توفير العديد من المعامل الحاسوبية المتكاملة، مع تدريب المعلمين على استخدامها في تدريس المواد المختلفة في المراحل الابتدائية والمتوسطة.

كما يتم تجهيز جميع المدارس الثانوية بمعامل الحاسب الآلي، حيث يُعتبر استخدام الحاسب الآلي جزءًا لا يتجزأ من المناهج الدراسية.


إن من المتعارف عليه في ظل التقدم التقني المتسارع أن العمر الزمني لجهاز الحاسوب ما بين 3-5 سنوات تقريباَ. لذا فإن لم يتم توظيف هذا الجهاز في خدمة المادة الدراسية وتطوير مهارات التلاميذ فإن الأمر عنده يصبح هدراَ للمال العام.

وهذا مالا يرضاه أي فرد منا. ومن هنا يصبح التأكيد على دور مدير المدرسة والمشرف التربوي والمعلم هو من باب التذكير بحمل الأمانة تجاه أطفالنا الذين يتوقون للتعامل مع هذا الجهاز المثير لفضولهم.

فلنوظفه في تطوير عمليتي التعلم والتعليم أسوة بمن سبقونا لتوظيف هذه الآلة توظيفاً عاد على مجتمعهم التعليمي بالنفع.

فلقد أشارت عدد من البحوث في الولايات المتحدة على سبيل المثال إلى أن استخدام التقنية في التعليم وخاصة الحاسب الآلي ببرامجه التعليمية المناسبة قد عزز الاتجاهات الإيجابية لدى التلاميذ ورفع من معدل تحصيلهم العلمي.


لا يخفى على أحد أنه لا يمكن الاستفادة من جهاز الحاسب الآلي دون توفير البرمجيات المناسبة التي تلبي احتياجات المواد الدراسية المختلفة.

إن تطوير البرمجيات هو مجهود جماعي يشمل المعلمين والمشرفين التربويين في المدارس والهيئات التعليمية، بالإضافة إلى التعاون النشط مع القطاع الخاص.

لذلك، فإنك تحتاج إلى أكثر من مجرد تجهيز الوسائل والأجهزة لتوظيف التقنية بشكل ناجح في مدارسنا؛ يجب أن يكون هناك مشاركة شاملة بين الجميع لضمان استخدامها بالشكل الصحيح.

يتضمن ذلك نشر الوعي بالتقنية، وتحديد المعايير الفنية، ورسم وتنفيذ خطط الإنتاج والتطوير، فضلاً عن تدريب المعلمين ومتابعة آخر تطورات التقنية للاستفادة منها بشكل فعال.

شاهد أيضاً

وزارة الصحة تعلن وصول قافلة شاحنات أدوية ومستهلكات طبية إلى غزة

وزارة الصحة تعلن وصول قافلة شاحنات أدوية ومستهلكات طبية إلى غزة

شفا – أعلنت وزارة الصحة عن وصول خمس شاحنات أدوية ومستلزمات طبية إلى مستودعات الوزارة …