5:34 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

أبو حمزة المصري يتأهب للهجرة إلى السجون الأمريكية

أبو حمزة المصري يتأهب للهجرة إلى السجون الأمريكية

شفا-فتحت أمس، المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وهي أعلى هيئة قضائية في دول الاتحاد الأوروبي، فصلاً جديداً في سيرة حياة الإمام المتشدد مصطفى كمال مصطفى المعروف باسم “أبو حمزة”، الأصولي البريطاني من أصل مصري المثير للجدل والمسجون في بريطانيا منذ العام 2004، وقررت أنه بإمكان الحكومة البريطانية تسليمه إلى الولايات المتحدة، المطلوب فيها بتهم تتعلق بضلوعه في عملية خطف مجموعة من المواطنين الأمريكيين في اليمن، الأمر الذي صارع “أبو حمزة” طوال السنوات الماضية لمنعه.

ورأت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن تسليم بريطانيا لـ”أبو حمزة” إلى الولايات المتحدة “لا ينتهك اتفاقية حقوق الإنسان”، إلا أنها طلبت في قرارها تجميد إجراءات تسليم “أبو حمزة” (53 عاما) وأربعة معتقلين آخرين ثلاثة أشهر حتى انتهاء مهلة الاستئناف، كما ذكرت صحيفة الرأي الكويتية.

ولجأ “أبو حمزة” وخمسة رجال آخرين معتقلين جميعا في بريطانيا (بابار أحمد، وعادل عبدالباري، وخالد الفواز، وهارون أسود)، إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وهم يرون أن سجنهم المرجح في معتقل يخضع لإجراءات مشددة في فلورانس في ولاية كولورادو الأمريكية وعقوبة السجن مدى الحياة من دون إمكانية الإفراج عنهم بشروط، التي قد تصدر بحقهم، يشكلان «معاملة مهينة وغير إنسانية» تحظرها المادة الثالثة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وذكرت المحكمة أنه “ليس من المؤكد أن تتم إدانة المدعين بالتهم الموجة إليهم إذا تم تسليمهم”، معتبرة في الوقت نفسه أن عقوبة السجن مدى الحياة “ليست غير متكافئة” مع الاتهامات بالإرهاب.

ولدى سماعه بصدور القرار، رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الموجود حالياً في جولة لعدد من دول جنوب آسيا، بقرار المحكمة الأوروبية وقال إن القرار «يُثبت أن لدينا جهازا قضائيا سليما، رغم أنه بطيء ويستغرق بعض الوقت أحياناً»، فيما قالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي إن الحكومة البريطانية ستعمل بالتعاون مع الحكومة الأمريكية «لضمان تسليم المتهمين للسطات الأمريكية في أسرع وقت ممكن».

وكانت الحكومة الأمريكية تقدمت بطلب إلى الحكومة البريطانية لتسليم «أبو حمزة» لها في أبريل 2004، فاعتقلته السلطات البريطانية تمهيداً لتسليمه، وفقاً لاتفاقية تسليم المطلوبين بين البلدين، والتي بموجبها يجري باستمرار تسليم المطلوبين البريطانيين الدين تجري محاكمتهم أمام المحاكم الأمريكية بتهم مختلفة. لكن بدلاً من تسليمه، سارع المدعي العام البريطاني على نحو غير متوقع ومثير لعلامات السؤال، بتقديم لائحة اتهام ضد «أبو حمزة» في أكتوبر 2004، حيث تأجلت عملية تسليمه ريثما تنتهي محاكمته في بريطانيا.

واستمرت محاكمة «أبو حمزة» لبضعة أشهر، وفي فبراير 2006، أدين بـ11 تهمة من التهم الـ15 التي وُجهت إليه وهي تتعلق بالحض على الكراهية بين فئات المجتمع وحيازة مواد لها علاقة بالإرهاب، وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات.

في هذه الأثناء سعت الحكومة البريطانية إلى نزع الجنسية البريطانية من “أبو حمزة” وتجريده من جواز سفره البريطاني، مما كان من شأنه أن يساعدها على التخلص منه بسهولة بإبعاده إلى مصر أو حتى تسليمه إلى الولايات المتحدة. وكانت الحكومة المصرية، التي يبدو أنها شعرت بخطر إلقاء عبء “أبو حمزة” عليها، سارعت إلى سحب الجنسية المصرية منه، ما أغلق الباب أمام السلطات البريطانية ولم يعد بمقدورها إبعاده إلى مصر، لأن مصر لا تعتبره مواطناً فيها. ومع ذلك تقدم “أبو حمزة” بطلب إلى المحاكم البريطانية ونجح في منع وزارة الداخلية من إسقاط الجنسية البريطانية عنه.

ومع أنه بإمكان “أبو حمزة” وزملائه الأخرين نظرياً الاستئناف أمام هيئة الاستئناف العليا الأوروبية، إلا أن قرارات هذه الهيئة معروفة سلفاً ونادراً جداً ما تلغي قراراً صادرا عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، كما أن عليه إذا رغب في تقديم استئناف ضد هذا القرار أن يفعل ذلك في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من الآن. لكن الفرحة التي دبت في الدوائر الرسمية البريطانية تشير إلى أن المسؤولين البريطانيين أيقنوا أنه آن الأوان للتخلص من “أبو حمزة” الذي شغل الدنيا ووسائل الإعلام وملأ صفحات الجرائد بقصصه حتى وهو داخل السجن.

إلى ذلك، هدد تنظيم “القاعدة” في بيان بريطانيا باستهدافها واستهداف رعاياها إذا ما سلمت الإسلامي الأردني “أبو قتادة” إلى عمان، محذرا إياها من فتح “باب شر” على نفسها إذا ما أقدمت على هذه الخطوة.

على صعيد آخر، كشفت صحيفة «دايلي ميل” ، أن رؤساء جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) يخططون لتقديم أكثر من مليون جنيه إسترليني كرشوة إلى عبد الحكيم بالحاج، الذي يشغل حالياً منصب قائد المجلس العسكري في طرابلس، بعد أن اتهم الجهاز بتسليمه إلى نظام الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي لكي يتعرض للتعذيب.العربية

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …