تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، وحماية السلام والاستقرار في العالم ، بقلم: باي يوي
في الفترة من 19 إلى 21 سبتمبر، أقيمت فعاليات اليوم العالمي للسلام لعام 2024 في مدينتي جينان وويفانغ بمقاطعة شاندونغ الصينية. وكان موضوع الفعالية لهذا العام هو: “التمسك بالمصير المشترك، والتعاون لبناء عالم يسوده التعايش السلمي”. وقد تم تأكيد حضور ممثلين وضيوف من أكثر من 80 دولة، بالإضافة إلى أكثر من 100 منظمة سياسية وجمعيات سلام ومراكز بحثية متخصصة في الأمن.
كما تُعقد خلال الفعالية جلسة حوار تحت عنوان “التنفيذ المشترك لمبادرة الأمن العالمي”، حيث ستتم دعوة قادة المنظمات السياسية، ورؤساء جمعيات السلام، والباحثين من مراكز الأمن للدخول في نقاشات معمقة.
سيتم البحث عن تدابير عملية جديدة لتنفيذ المبادرات العالمية الثلاث بشكل فعّال، بما يسهم في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة.
في أبريل 2022، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الأمن العالمي باعتبارها فكرة كبرى وخطة عمل. تهدف المبادرة إلى توحيد التوافق الدولي لتحقيق الأمن المشترك من خلال التضامن والتعاون. تدعو المبادرة إلى اتباع مسار جديد للأمن يقوم على الحوار بدلاً من المواجهة، والشراكة بدلاً من التحالفات، والمكاسب المشتركة بدلاً من لعبة المحصلة الصفرية.
حتى الآن، حصلت المبادرة على دعم أكثر من 100 دولة ومنظمة إقليمية ودولية، وتم تضمين المبادرة ومفاهيمها الأساسية في أكثر من 90 وثيقة ثنائية ومتعددة الأطراف بين الصين ودول أخرى ومنظمات دولية، مما جعلها تحظي بتوافق دولي مؤثر على نطاق عالمي. والتعاون في إطار المبادرة يتقدم بخطوات ثابتة.
تلتزم الصين والدول العربية بتنفيذ التعددية الحقيقية، والدفاع عن النظام الدولي الذي يرتكز على الأمم المتحدة، وعن النظام الدولي المستند إلى القانون الدولي، وعن المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية المستمدة من ميثاق الأمم المتحدة. كما تلتزم الصين والدول العربية بضمان استفادة الدول النامية بشكل أفضل من نتائج العولمة الاقتصادية، وتدفع بقوة نحو الحلول السياسية للقضايا الساخنة الدولية والإقليمية، وتدعو إلى حل النزاعات عبر الحوار وتجاوز الخلافات عبر التعاون.
الوقت الراهن، لا تزال جهود الصين مستمرة بشأن القضية الفلسطينية.
ومن أجل الخروج من مأزق الصراع الحالي، يطرح الجانب الصيني مبادرة من “ثلاث خطوات”:
الخطوة الأولى هي الدفع بتحقيق الوقف الشامل والدائم والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن وضمان إيصال المساعدات والإغاثة الإنسانية.
ويجب على المجتمع الدولي حشد مزيد من الجهود في سبيل وقف إطلاق النار ومنع القتال.
الخطوة الثانية هي العمل علي دفع الحوكمة المتضامنة ما بعد الصراع في قطاع غزة التزاما بمبدأ “حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين”. إن قطاع غزة جزء مهم لا يتجزأ من فلسطين. يكون الموضوع الأكثر إلحاحا في المرحلة القادمة هو بدء عملية إعادة الإعمار ما بعد الصراع في أسرع وقت ممكن. يجب على المجتمع الدولي أن يدعم الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة تمارس الإدارة الفعالة في قطاع غزة والضفة الغربية.
الخطوة الثالثة هي الدفع بنيل فلسطين العضوية الكاملة للأمم المتحدة وبدء تنفيذ “حل الدولتين”. يجب دعم عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكبر وفعالية أكثر، ووضع جدول زمني وخارطة طريق في هذا الصدد.
فيما يتعلق بتنفيذ “إعلان بيجينغ “، أعربت الصين عن موقفها بأنه طالما أن يكون الاتجاه صحيحا، فيجب السير فيه بشكل مستمر وبدون تردد.
في عام 2024، تحتفل جمهورية الصين الشعبية بالذكرى الـ75 لتأسيسها، كما تحل الذكرى الـ70 لإعلان المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. وباعتبارها أكبر دولة نامية وأكبر عضو في “الجنوب العالمي”، تواصل الصين في ظل الأوضاع الدولية المضطربة والمرتبكة التزامها بالحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، مما يظهر تحملها لمسؤولياتها كدولة كبرى مسؤولة.
منذ أكثر من عامين على طرح مبادرة الأمن العالمي، تعمل الصين مع مختلف الأطراف على تعزيز دور منصة الأمم المتحدة، وتعميق التعاون الأمني في إطار منظمة شانغهاي للتعاون، والتعاون في إطار مجموعة بريكس، ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، كما تواصل الصين تعزيز منتدى شيانغشان في بكين، ومنتدى التعاون العالمي للأمن العام (ليانيونغانغ) وغيرهما من المنصات الدولية للحوار الأمني. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت الصين منصات وآليات للتعاون الدولي في مجالات مكافحة الإرهاب، وإنفاذ القانون الشرطي، وتغير المناخ. وفيما يتعلق بالتحديات الناشئة في مجالات مثل أمن الشبكات وحوكمة الذكاء الاصطناعي، طرحت الصين مبادرة الأمن العالمي للبيانات ومبادرة حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، مما يعزز قيادة الصين في عملية الحوكمة الأمنية الدولية في هذه المجالات الناشئة.
كمبادرة مهمة طرحتها الصين للتصدي للتحديات الأمنية الدولية، تبرز الأهمية الواقعية والقيمة الزمنية لمبادرة الأمن العالمي بشكل مستمر. ترحب الصين بجميع أعضاء المجتمع الدولي المحبين للسلام والملتزمين بالتنمية للمشاركة في هذه المبادرة والتعاون لتحقيق عالم يسوده السلام الدائم والأمن الشامل.
- – باي يوي – إعلامي صيني