3:35 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

“كي لا ننسى.. مجزرة صبرا وشاتيلا جرحٌ لا يندمل ومعاناة لا تنتهي”، بقلم : محمود جودت محمود قبها

محمود جودت محمود قبها

“كي لا ننسى.. مجزرة صبرا وشاتيلا جرحٌ لا يندمل ومعاناة لا تنتهي”، بقلم : محمود جودت محمود قبها

في السادس عشر من سبتمبر عام 1982 كُتبت واحدة من أشد صفحات التاريخ الفلسطيني دموية ووحشية مجزرة صبرا وشاتيلا ليست مجرد حادثة وقعت في يوم عابر بل هي رمزٌ لمأساة ممتدة منذ نكبة الشعب الفلسطيني حينما بدأت معاناتهم التي لم تتوقف يوماً هذه المجزرة التي ارتكبت بدم بارد في قلب بيروت الغربية لم تكن سوى حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي طالت الفلسطينيين حيث طُردوا من أرضهم وسُلبت حقوقهم وحُرموا من حقهم الطبيعي في الحياة والكرامة.

بدأت المجزرة بعد أن حاصر الجيش الإسرائيلي مخيمي صبرا وشاتيلا وسمح لمليشيات الكتائب اللبنانية بالدخول إلى المخيم تحت غطاء الليل وخلف ستار الصمت الدولي في تلك الليالي السوداء قُتل آلاف الفلسطينيين واللبنانيين بلا رحمة وكانت أجساد الأطفال والنساء والشيوخ شاهدًا صامتًا على وحشية لا توصف لقد كانت المجزرة تصفية جماعية لمن لا يملكون سوى حلم العودة إلى ديارهم فأصبحوا بين ليلة وضحاها أشلاءً تحت الركام.

تلك المجزرة لم تكن النهاية بل هي جزء من قصة طويلة من الألم والدماء الفلسطينيون عانوا على مدى عقود من القتل والتشريد والتهجير منذ أن سُلبت أرضهم في عام 1948 وحتى اليوم لا يكاد يمر يوم دون أن يضاف فصل جديد إلى هذا التاريخ المأساوي فشلال الدم الفلسطيني لا يزال يتدفق في الضفة الغربية حيث الاحتلال والاستيطان يلتهمان الأرض دون هوادة وفي غزة العزة التي تقاوم رغم الحصار والقصف اليومي إنها جروح لم تندملولكنها أيضاً تشهد على شعب لم ينكسر رغم كل ما مر به.

في مواجهة هذا الواقع المرير لم تستسلم القيادة الفلسطينية بل استمرت في نضالها من أجل حقوق شعبها.

الرئيس محمود عباس الذي يقود هذا النضال لم يتخلّ عن حلم السلام وحقن الدماء رغم التحديات الهائلة التي تواجهه إنه يقف في وجه الاحتلال من جهة وفي وجه الانقسامات الداخلية من جهة أخرى مؤمناً بأن السلام العادل هو السبيل الوحيد لوقف هذا النزيف المستمر إنه سلام يستند إلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره والعيش بكرامة على أرضه.

مجزرة صبرا وشاتيلا ليست حدثًا يمكن تجاوزه أو نسيانه بل هي شاهدٌ على معاناة الفلسطينيين المستمرة، وعلى صمودهم الذي لا ينكسر إنها تذكرنا بدماء الأبرياء التي سالت في تلك الليالي السوداء وتدفعنا للاستمرار في النضال من أجل تحقيق العدالة، وحتى لا يتكرر هذا التاريخ المؤلم في أي مكان آخر.
باحث في درجة الدكتوراه في العلوم السياسية

شاهد أيضاً

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

شفا – رحب (نداء فلسطين) بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال …