شفا – استقبل محافظ نابلس غسان دغلس اليوم الإثنين، السيد هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية الإسرائيلية، والسيد هانس وكسل رئيس المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية، وذلك للاستماع لوقائع استشهاد المواطنة التركية عائشة ايغي ، على أرض بيتا في السادس من أيلول، بحضور مدير مستشفى رفيديا د.فؤاد نافعة، ورئيس بلدية بيتا محمود برهم، والمسعف فايز عبد الجبار الذي قام بنقلها عقب اصابتها.
و رحب دغلس بالضيوف ، وعبر عن حزنه لهذه الحادثة الأليمة التي راحت ضحيتها شابة بريئة قدمت الى فلسطين كضيفة لتعبر عن تضامنها مع ابناء الشعب الفلسطيني.
وتطرق دغلس الى الأوضاع التي تعيشها نابلس في ظل هذه الظروف العصيبة.وأضاف، ان نكبة الكل الفلسطيني تتمثل في الاستيطان، والكل يجمع ان نابلس محاصرة قبل الحرب ، حيث يحيط بها ١٤ مستوطنة و ٣٩ بؤرة استيطانية و١١ حاجز عسكري وهذا أدى إلى خنقنا وترك آثار جسيمة على الاقتصاد والصحة والتواصل الاجتماعي.
إن هذا الظرف نعيشه منذ سنوات، واليوم اول يوم عام دراسي جديد، نستقبله بدون طلاب غزة وبدون الطفلة بانا (١٢ عاماً) والتي قتلت في قريوت على شباك منزلها ، في نفس يوم مقتل المتضامنة عائشة.
وأضاف، أن وجود المستوطنين يشكل خطر على أبناء هذه المحافظة من خلال الاعتداءات اليومية المتكررة، وأشار إلى أن هذه الاعتداءات تطال الانسان والشجر والحجر حيث تم اقتلاع وحرق 62 الف شجرة زيتون هذا العام من قبل المستوطنين، و ثمن هذه الاعتداءات اليومية والمتكررة هو الوجود الفلسطيني، فالفلسطيني يحلم بحياة آمنة مستقرة لأطفاله وعائلته، ونحن نؤمن بالسلام وحل الدولتين، والحلم الفلسطيني باقامة دولة مستقلة أسوةً بباقي دول العالم ، الا أن الاستيطان والتطرف يقع عائق أمام تحقيق هذا الحلم، كما وطالب دغلس ضرورة التدقيق جيداً في الرواية الاسرائيلية مع ضرورة فرض المزيد من الضغوطات من أجل تنفيذ القرارات الدولية والي تكفل حق الفلسطيني بالحصول على حريته، ونرغب بتصويت كامل للانسانية.
من جهته، شكر السيد هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية الإسرائيلية، المحافظ والضيوف لتعاطفهم ، وأشار إلى أننا موجودين اليوم لنعبر عن تعاطفنا وتعازينا لكل الضحايا التي تسقط في بيتا وفلسطين .
و الحقيقة أن هناك شباب أمريكيين يأتون هنا للتضامن معكم، وهذا يدل على عمق المشاركة الانسانية بينكم وبين الأمريكان، وأنا في احدى السنوات السابقة في عام ١٩٨٨ جئت الى فلسطين بشكل شخصي، وكنت أحد المتضامنين،كما ونريد أن نعبر عن تعاطفنا على النزاع المستمر هنا.
من ناحيته تحدث السيد هانس وكسل، رئيس المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية، وقال منذ استلام مهام العمل هنا في فلسطين منذ أسابيع، تعرضت المنطقة لكثير من التطورات والتصعيدات الخطيرة وكان آخرها مقتل الفتاة عائشة في قرية بيتا، لذا فإن الامور صعبة هنا كما هو واضح، والمشاكل والضغوطات التي تواجهونها هنا هي شاملة وتعيق حياة الفلسطيني وحلمه في بناء دولته الفلسطينية.
وأضاف ، أملنا أن نتحدث أكثر ونستمع اكثر عن الضغوطات التي تحدث ، ونعمل والسيد هاري والزملاء في واشنطن للحديث عن تغيير وليس فقط كلام وتعاطف.
وتم خلال اللقاء الاستماع لوقائع الاستشهاد ومقتل الشهيدة عائشة من رئيس بلدية بيتا، الذي قال انها فتاة مهذبة وكان قد التقى بها قبل مقتلها في بلدة بيتا، وعبر عن احترامه لتضحياتها للتضامن مع قرية بيتا.وهي تحمل الآن الرقم ١٧ في عدد الشهداء الذين سقطو على أرض جبل صبيح أثناء تضامنهم، وأكثر من ٣٠٠ جريح أغلبها اصابات خطيرة، وشدد برهم على ضرورة العمل على ازالة البؤرة الاستيطانية على جبل صبيح لوقف كافة الاعتداءات.
كما قدم مدير مستشفى رفيديا فؤاد نافعة تعازيه لعائلة الفقيدة مشيراً الى أن الحادثة كانت صدمة ومحزنة ووصلت الى مستشفى رفيديا وهي تعاني من إصابة قاتلة في الرأس.
من جهته تحدث المسعف عبد الجبار عن وقائع الحدث من خلال تقديم الاسعافات الأولية في مكان الحدث، بعد تعرضها لإصابة مباشرة بالرأس، وتم نقلها مباشرة في سيارة الاسعاف، وما تعرضت له سيارة الاسعاف من مضايقات على حاجز الاحتلال أثناء عملية النقل للمستشفى.