حول رواية بيادق ونيشان للروائي يوسف حسين، بقلم : الروائي عبد الباقي يوسف
الروائي السوري عبد الباقي يوسف – مع رواية بيادق ونيشان – القائمة القصيرة من جائزة كتارا للرواية العربية
بيادق ونيشان، رواية للروائي المصري يوسف حسين، وصلت إلى القائمة القصيرة في جائزة كتارا للرواية العربية التي تكرّم أفضل الأعمال الروائية العربية في كل سنة.
الروائي السوري عبد الباقي يوسف كتب عن هذه الرواية يقول:
لغة جميلة تجذبك منذ السطور الأولى لتُدخلك إلى رحابة عالَم الرواية، مع كل صفحة، تتعرَّف على شخصيّاتها، على أفكارهم، على مفهومهم للحياة، تغور في أعماقهم، تطّلع على أسرارهم.
رواية مليئة بالأحداث المتكاملة مع بعضها، كتبها يوسف حسين بلغة عذبة مُراعياً بأن روايته طويلة 500 صفحة، ويمكن لصفحة بها ركاكة أن تترك أثراً على القارئ. لذلك لا تعثر على عبارة زائدة، أو تشعر بعبارة كانت ناقصة، ويبدأ القارئ في القراءة بتشويق وهو يندهش بتتابع الأحداث، ويستمتع بتذوّق اللغة الرصينة والمفردات الغنية التي وُظِّفَت في مواضعها بشكل دقيق.
الكاتب ملمٌّ بالتفاصيل، لا يفوته شيء منها، من وصف المكان بِما يحتوي، وصف ملامح الشخصيّات، نظراتهم، أصواتهم، حركاتهم، فلا شيء في العمل لا يؤدّي دوراً، ولا شيء كان بالإمكان الاستغناء عنه.
بيادق ونيشان، من الأعمال التي تترك لديك بصمة بعد قراءتها، وهي تنتمي إلى الأعمال التي تبقى خالدة، وأتوقّع بأنّها ستجد انطلاقة جيدة، وستتسلّط عليها الأضواء، وتتحوّل إلى أعمال درامية، كما أنها سوف تُترجَم إلى العديد من لغات العالَم.
رواية لم تُكتب لتُقرأ وتُنسى، بل لتبقى دائمة القراءة كالقمم الروائية الخالدة. أبهرتني الرواية في قراءتها، وتركت لدي الأثر الذي سيجعلني أعود إليها لقراءة أخرى على قاعدة القراءة الأولى، وأعتقد بأن القراءة الثانية لمثل هذه الأعمال ضرورية بل وتحمل متعة أكثر لأنك ستعرف ماذا تقرأ، وعلى ضوء ذلك تكتشف ما فاتك في القراءة الأولى.
إذن، بيادق ونيشان، تحتاج إلى كثيرٍ من التركيز في القراءة، لأنّها كُتبت بكثيرٍ من التركيز في الكتابة.
أُدرجت هذه الرواية ضمن القائمة الطويلة في جائزة كتارا للرواية العربية لهذا العام 2024، ثم صعدت إلى القائمة القصيرة على أمل أن تلقى التتويج الذي تستحقّه في الخطوة القادمة مع زميلاتها من روايات القائمة القصيرة..