10:10 مساءً / 16 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

محور فيلاديلفيا بين الاتفاقيات والمفاوضات، بقلم: فؤاد بكر

فؤاد بكر

محور فيلاديلفيا بين الاتفاقيات والمفاوضات، بقلم: فؤاد بكر

بدأت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتطويق‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬عقب‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وتشديد‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬المقاومة،‭ ‬وأصبح‭ ‬محور‭ ‬فيلادلفيا‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المناطق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المستهدفة‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لعزل‭ ‬القطاع،‭ ‬وأخذت‭ ‬الضربات‭ ‬الجوية‭ ‬تقصف‭ ‬الخط‭ ‬الحدودي‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وغزة،‭ ‬وشنت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬هجوماً‭ ‬استثنائياً‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بحجة‭ ‬تدمير‭ ‬الأنفاق‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬المقاومة‭ ‬لتهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬وقادتها،‭ ‬وترغب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬أكبر‭ ‬لحدودها‭ ‬الجنوبية‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تصبح‭ ‬معبراً‭ ‬لإمداد‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالسلاح‭

. ‬

الا‭ ‬ان‭ ‬اتفاقية‭ ‬كامب‭ ‬دايفيد‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وإسرائيل‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬قد‭ ‬فرضت‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬محور‭ ‬فيلاديلفيا‭ ‬المعروف‭ ‬أيضاً‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬محور‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شريط‭ ‬حدودي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عرضه‭ ‬مئات‭ ‬الأمتار،‭ ‬ويمتد‭ ‬بطول‭ ‬14‭.‬5‭ ‬كيلومتر‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬حتى‭ ‬معبر‭ ‬كرم‭ ‬أبو‭ ‬سالم‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بين‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬سيناء‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ويعدّ‭ ‬منطقة‭ ‬عازلة‭ ‬بموجب‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬كامب‭ ‬ديفيد‮»‬‭ ‬الموقّعة‭ ‬بين‭ ‬القاهرة‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬عام‭ ‬1979‭.‬

‭ ‬وتسمح‭ ‬الاتفاقية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ومصر‭ ‬بنشر‭ ‬قوات‭ ‬محدودة‭ ‬العدد‭ ‬والعتاد‭ ‬ومحددة‭ ‬بالأرقام‭ ‬ونوعيات‭ ‬السلاح‭ ‬والآليات‭ ‬بهدف‭ ‬القيام‭ ‬بدوريات‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬المحور‭ ‬المصري؛‭ ‬لمنع‭ ‬التهريب‭ ‬والتسلل‭ ‬والأنشطة‭ ‬الأخرى‭. ‬وبعد‭ ‬توقيع‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬أوسلو‭ ‬2‮»‬‭ ‬سنة‭ ‬1995،‭ ‬وافقت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬المحور‭ ‬بطول‭ ‬الحدود‭ ‬كشريط‭ ‬آمن،‭ ‬لمنع‭ ‬تهريب‭ ‬المواد‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ (‬الأسلحة‭ ‬والذخائر‭)‬،‭ ‬وأيضاً‭ ‬منع‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬بين‭ ‬المنطقتين‭. ‬

وتشير‭ ‬المبادئ‭ ‬العامة‭ ‬لخطة‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬المؤرخة‭ ‬في‭ ‬14‭/‬04‭/‬2004‭ ‬ان‭ ‬منطقة‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ومصر‭ (‬محور‭ ‬فيلاديلفيا‭) ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الاولى‭ ‬ستواصل‭ ‬اسرائيل‭ ‬الابقاء‭ ‬على‭ ‬تواجد‭ ‬عسكري‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الخط‭ ‬الحدودي‭ ‬بين‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ومصر،‭ ‬وان‭ ‬هذا‭ ‬التواجد‭ ‬هو‭ ‬حاجة‭ ‬امنية‭ ‬حيوية‭ ‬يحتمل‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬لازما‭ ‬توسيع‭ ‬مادي‭ ‬للأرض‭ ‬التي‭ ‬تنفذ‭ ‬فيها‭ ‬النشاطات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وانه‭ ‬سيتم‭ ‬التطرق‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬امكانية‭ ‬اخلاء‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬مشروطا‭ ‬بالواقع‭ ‬الامني‭ ‬وبمدى‭ ‬تعاون‭ ‬مصر‭ ‬وعندما‭ ‬تنشأ‭ ‬الظروف‭ ‬لاخلاء‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬ستكون‭ ‬اسرائيل‭ ‬مستعدة‭ ‬لفحص‭ ‬امكانية‭ ‬اقامة‭ ‬ميناء‭ ‬بحري‭ ‬ومطار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بالخضوع‭ ‬الى‭ ‬الترتيبات‭ ‬التي‭ ‬تتقرر‭ ‬مع‭ ‬اسرائيل‭. ‬

وفي‭ ‬6‭/‬6‭/‬2004،‭ ‬جرى‭ ‬تعديل‭ ‬خطة‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬بما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمحور‭ ‬فيلاديلفيا،‭ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬اسرائيل‭ ‬الابقاء‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬عسكري‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬خط‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ومصر‭ (‬محور‭ ‬فيلاديلفيا‭) ‬وهذا‭ ‬الوجود‭ ‬هو‭ ‬حاجة‭ ‬امنية‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬اماكن‭ ‬معينة،‭ ‬يحتمل‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬لازما‭ ‬توسيع‭ ‬مادي‭ ‬للمنطقة‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬فيها‭ ‬نشاط‭ ‬عسكري،‭ ‬وستنظر‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬امكانية‭ ‬اخلاء‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬مشروطة‭ ‬بواقع‭ ‬امني‭ ‬وبمقدور‭ ‬التعاون‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬ترتيب‭ ‬موثوق‭ ‬اخر‭. ‬

وفي‭ ‬سبتمبر‭ (‬أيلول‭) ‬2005،‭ ‬تم‭ ‬توقيع‭ ‬‮«‬اتفاق‭ ‬فيلادلفيا‮»‬‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومصر‭ ‬الذي‭ ‬تعدّه‭ ‬إسرائيل‭ ‬ملحقاً‭ ‬أمنياً‭ ‬لمعاهدة‭ ‬‮«‬السلام‮»‬‭ ‬1979،‭ ‬وتقول‭ ‬إنه‭ ‬محكوم‭ ‬بمبادئها‭ ‬العامة‭ ‬وأحكامها،‭ ‬عندما‭ ‬سحبت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قواتها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬‭. ‬ويتضمن‭ ‬الاتفاق‭ ‬نشر‭ ‬قوات‭ ‬مصرية‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وتُقدر‭ ‬تلك‭ ‬القوات‭ ‬بنحو‭ ‬750‭ ‬جندياً‭ ‬من‭ ‬حرس‭ ‬الحدود‭ ‬المصري،‭ ‬ومهمتهم‭ ‬تتمحور‭ ‬في‭ ‬‮«‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتسلل‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬والتهريب‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬الأنفاق‮»‬،‭ ‬وأتاحت‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تواجد‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬محدودة‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬كتائب‭ ‬مشاة‭ ‬وتحصينات‭ ‬ميدانية‭ ‬ومراقبين‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬ولا‭ ‬تتضمن‭ ‬القوة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أي‭ ‬تواجد‭ ‬للدبابات‭ ‬أو‭ ‬المدفعيات‭ ‬أو‭ ‬الصواريخ،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الصواريخ‭ ‬الفردية‭ ‬‮«‬أرض‭ – ‬جو‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬15‭ ‬نوفمبر‭ ‬2005م،‭ ‬وقعت‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬اتفاقاً‭ ‬عرف‭ ‬باسم‭ ‬اتفاق‭ ‬المعابر‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬وضع‭ ‬الشروط‭ ‬والضوابط‭ ‬والمعايير‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬حركة‭ ‬المورور‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وقد‭ ‬قامت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بنقل‭ ‬سلطة‭ ‬محور‭ ‬فيلاديلفيا‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وقد‭ ‬وقعت‭ ‬اتفاقية‭ ‬للعبور‭ ‬والحركة‭ ‬بعد‭ ‬نقل‭ ‬السلطة‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬عرفت”‭ ‬باتفاقية‭ ‬المعابر”،‭ ‬وفتحت‭ ‬إسرائيل‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2005‭ ‬ووضعته‭ ‬تحت‭ ‬سلطة‭ ‬مصر‭ ‬والسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومراقبين‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬

اما‭ ‬الان،‭ ‬فيوجد‭ ‬مقترحات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬بشأن‭ ‬تغيير‭ ‬إدارة‭ ‬المعبر،‭ ‬حيث‭ ‬اشارت‭ ‬جهات‭ ‬اسرائيلية‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬امكانية‭ ‬استمرار‭ ‬عمل‭ ‬المعبر‭ ‬بالآلية‭ ‬السابقة‭ ‬قبل‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬وتحدثت‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬للمعبر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدخال‭ ‬تقنيات‭ ‬وأساليب‭ ‬مراقبة،‭ ‬تضمن‭ ‬عدم‭ ‬مرور‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تستعين‭ ‬بها‭ ‬المقاومة‭ ‬لاحقاً‭. ‬

وبينما‭ ‬تجري‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مفاوضاتها‭ ‬رغم‭ ‬التناقض‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬وتحديدا‭ ‬مواقف‭ ‬نتنياهو‭ ‬والتي‭ ‬تتأرجح‭ ‬بين‭ ‬الرفض‭ ‬المطلق‭ ‬والقبول‭ ‬ببعض‭ ‬المقترحات،‭ ‬حيث‭ ‬انه‭ ‬وفي‭ ‬27‭ ‬ايار‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مقترح‭ ‬اسرائيلي‭ ‬يتضمن‭ ‬انسحاب‭ ‬اسرائيل‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬بالكامل‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬معبر‭ ‬فيلاديلفيا‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الجيش‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬حينها‭ ‬قد‭ ‬سيطر‭ ‬عليه‭ ‬بالكامل،‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تبدل‭ ‬بتاريخ‭ ‬27‭ ‬تموز،‭ ‬عندما‭ ‬اظهر‭ ‬نتنياهو‭ ‬خرائط‭ ‬لتقليص‭ ‬الوجود‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬محور‭ ‬فيلاديلفيا‭ ‬وعدم‭ ‬الانسحاب‭ ‬الكامل‭ ‬للجيش‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬كما‭ ‬صادق‭ ‬الكابينت‭ ‬المصغر‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬اب‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬في‭ ‬فيلاديلفيا‭ ‬وان‭ ‬يتضمن‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬اي‭ ‬اتفاق‭ ‬يشمل‭ ‬تبادل‭ ‬الاسرى‭ ‬ووقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭.

تبقى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬نقطة‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وغزة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬فيلادلفيا‭ ‬قضية‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬والسعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬سيطرة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المحور‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬أسوار‭ ‬السجن‭ ‬المفتوح‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيدفع‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬للهجرة‭ ‬الطوعية‭ ‬خارجه‭.‬

ان‭ ‬سيطرة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬فيلادلفيا‭ ‬يتطلب‭ ‬توقيع‭ ‬بروتوكول‭ ‬ملحق‭ ‬باتفاقية‭ ‬كامب‭ ‬دايفيد‭ ‬مماثل‭ ‬للذي‭ ‬تم‭ ‬اقراره‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬إسرائيل‭ ‬الأحادي‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬إن‭ ‬انتقال‭ ‬إدارة‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬يعني‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬الحدودي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬حالياً‭ ‬المنفذ‭ ‬الوحيد‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والذي‭ ‬يقع‭ ‬خارج‭ ‬سيطرة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقية‭ ‬المعابر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يضيق‭ ‬الخناق‭ ‬والحصار‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭. ‬

تدرك‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والسلطات‭ ‬المصرية‭ ‬القصد‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬فيلاديلفيا،‭ ‬والذي‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬لأسباب‭ ‬يعود‭ ‬للشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬ومرتبطة‭ ‬بنتنياهو،‭ ‬او‭ ‬ربما‭ ‬لقصد‭ ‬التهجير‭ ‬وزيادة‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وكأن‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬لم‭ ‬يتعلم‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬اكتوبر‭ ‬ومعركة‭ ‬طوفان‭ ‬الاقصى‭ ‬التي‭ ‬أحد‭ ‬اهدافها‭ ‬فك‭ ‬الحصار‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭

.‬

‭ ‬ان‭ ‬رفض‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والجانب‭ ‬المصري‭ ‬سيطرة‭ ‬اسرائيل‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬فيلاديلفيا،‭ ‬يعني‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬تعديل‭ ‬على‭ ‬البروتوكولات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الموقعة‭ ‬سابقا‭ ‬حول‭ ‬محور‭ ‬فيلاديليفيا،‭ ‬وان‭ ‬الكلمة‭ ‬ستكون‭ ‬للميدان‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬المصري‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬يتطلب‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسراع‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مخرجات‭ ‬إعلان‭ ‬بكين،‭ ‬وعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬للإطار‭ ‬القيادي‭ ‬المؤقت‭ ‬والموحد،‭ ‬لوضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة،‭ ‬تتعلق‭ ‬بإنهاء‭ ‬العدوان‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬امام‭ ‬مخططات‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬وفاق‭ ‬وطني‭ ‬تدير‭ ‬شؤون‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬محور‭ ‬فيلاديلفيا،‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬ايضا‭ ‬امام‭ ‬الذرائع‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تتحجج‭ ‬بها‭ ‬والمتعلقة‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬فيلاديلفيا‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬عائقا‭ ‬الان‭ ‬امام‭ ‬انهاء‭ ‬المفاوضات،‭ ‬والتي‭ ‬ترغب‭ ‬بمواصلة‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وتخلق‭ ‬الحجج‭ ‬والمعرقلات‭ ‬للإستمرار‭ ‬في‭ ‬عدوانها‭.

  • – فؤاد‭ ‬بكر‭ – مسؤول‭ ‬الدائرة‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين

شاهد أيضاً

الاحتلال يمدد عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار بظروف قاهرة

الاحتلال يمدد عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار بظروف قاهرة

شفا – تواصل إدارة سجون الاحتلال عزل الأسيرة القيادية خالدة جرار في عزل (نفي تيرتسيا) …